زعم موقع “موندأفريك” الإلكتروني، استنادا إلى مصادر استخباراتية فرنسية، أن واشنطن اقترحت على أنطونيو غوتيريس تنظيم مؤتمر دولي مصغر لمعالجة أزمة قضية الصحراء المغربية وسيناريوهات حلها.
وبحسب الصحيفة الإلكترونية، فيجب أن يشارك فيها الأطراف الأربعة الرئيسيون (الجزائر وموريتانيا والمغرب وجبهة البوليساريو الإنفصالية)، ومجموعة صغيرة من الدول المنخرطة بشكل مباشر في الصراع، وهي إسبانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة.
ولم تتمكن الأمم المتحدة من حل النزاع؛ واضطر ما لا يقل عن سبعة أمناء عامين إلى الاستسلام، وقد عقد الأطراف الرئيسيون العديد من الاجتماعات، واجتماعات ثنائية بين البوليساريو والمغرب واجتماعات عامة بين الأطراف الأربعة، واختلفوا حول جميع نقاط الخلاف تقريبًا: التعداد السكاني، ووضع اللاجئين، ودور جبهة البوليساريو، ووقف المواجهة المسلحة، والبنية المؤسسية للدولة.
وشددت الصحيفة، أن جبهة البوليساريو، بدعم من الجزائر تتمسك باستفتاء تقرير المصير الذي خططت له الأمم المتحدة في الأصل لكنه تم تأجيله بحكم الأمر الواقع لمدة 20 عاما، في حين أن المملكة المغربية تقترح حل الحكم الذاتي للإقليم ضمن الإطار السيادي المغربي.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن الاقتراح الذي تقدمت به إدارة جو بايدن الديمقراطية، في حال تأكيده، سيكون أفضل ضمانة دولية لتنفيذ الاتفاقات التي يمكن أن تتوصل إليها «الأطراف الأربعة المعنية».
ومضت “موندأفريك” بالقول، إن المغرب ليس لديه ثقة في أن الجزائر ستحترم خارطة الطريق المحتملة التي اعتمدها المؤتمر، ولا في أن جبهة البوليساريو ستوافق على إلقاء سلاحها والاندماج في منطقة الحكم الذاتي بالشكل المتفق عليه، وأن ذلك مجرد تكتيك لمواصلة العمل المسلح النضال من أجل الاستقلال داخل الأراضي المتنازع عليها.
كما أن جبهة البوليساريو الإرهابية لا تنظر بعين الرضا إلى كونها عالقة في مرمى النيران المتبادلة وأن تكون بمثابة ورقة رابحة في جعبتي القوتين المهيمنة في منطقة المغرب العربي، أما موريتانيا، فهي تخشى أن يتم استخدام الأقلية الصحراوية التي تعيش على أراضيها السيادية كورقة مساومة من قبل الأطراف الثلاثة الأخرى.
ولن تتحقق الضمانات الدولية إلا إذا نصبت الدول الثالثة المعنية نفسها كمحكمين وقضاة في النزاع. وإذا اقتصرت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وأسبانيا على دور المضيفين، فإن المؤتمر الدولي المصغر سيكون بمثابة فشل آخر.
وأضافت الصحيفة، أنه إذا تدخلت هذه القوى الخماسية وفرضت سيطرتها، فمن الممكن تلبية الشروط لحل النزاع بشكل نهائي وإرساء الأسس لتنمية منسقة لمنطقة المغرب العربي.
وخلصت، إلى أن انخراط القوى الكبرى، الذي يعتبر في سيناريوهات أخرى تصادميا مباشرا، يمكن أن يبدأ في تشكيل توازن استراتيجي في منطقة الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا، في مواجهة “التفاوض على التوازنات العالمية الجديدة” التي ستنجم عن الصراع والاضطرابات الجيوستراتيجية الدولية الجارية.
تعليقات الزوار ( 0 )