نشرت صحيفة “موند أفريك” الفرنسية مقالا سلطت فيه الضوء على الدور المتزايد للمغرب في الساحة الدولية، بعد أن نجحت المخابرات المغربية، بقيادة رئيس المديرية العامّة للدراسات والمستندات المعروفة اختصارا بـ”لادجيد”، ياسين المنصوري، في تحرير أربعة عملاء فرنسيين كانوا محتجزين في بوركينا فاسو.
وقالت الصحيفة ذاتها، إن هذا الإنجاز الدبلوماسي، الذي جاء بعد تدخل مباشر من الملك محمد السادس، يعكس عمق العلاقات المغربية الفرنسية، وكفاءة الأجهزة الأمنية المغربية في التعامل مع الأزمات الدولية.
دور المغرب المحوري في حل الأزمات
وتجاوز دور المغرب في هذه الأزمة حدود عملية الإنقاذ، ليشمل أيضاً مساعٍ حثيثة لتحرير الرئيس النيجري محمد بازوم، الذي أطيح به في انقلاب عسكري.
وقد تمكنت المخابرات المغربية، بفضل علاقاتها المتينة في المنطقة، من فتح قنوات حوار مع الجهات الفاعلة في النيجر، مما يفتح آفاقاً لحل سلمي للأزمة.
مقاربة مغربية فريدة
واستنادا إلى المصادر عينها، فإن المقاربة المغربية في التعامل مع الأزمات في منطقة الساحل تتميز بعدة خصائص، منها الدبلوماسية الناعمة والعلاقات التاريخية والثقافية والكفاءة الاستخباراتية.
ويعتمد المغرب على الدبلوماسية الناعمة، والحوار، والتوسط لحل الخلافات، بدلاً من استخدام القوة العسكرية، ويستند المغرب إلى علاقات تاريخية وثقافية قوية مع دول الساحل، مما يسهل عليه بناء الثقة وبناء جسور التواصل.
وتتمتع المخابرات المغربية بخبرة واسعة في مجال مكافحة الإرهاب، وجمع المعلومات، وتحليلها، مما يجعلها شريكاً موثوقاً به في مكافحة التطرف والعنف.
وأشارت “موند أفريك” إلى أنه يمكن تفسير النجاح المغربي في هذا المجال بعدة عوامل، على رأسها القيادة الحكيمة، والاستثمار في العلاقات مع الدول الأفريقية، والكفاءات البشرية.
ولعب الملك محمد السادس دوراً حاسماً في توجيه السياسة الخارجية المغربية، وخاصة في القارة الأفريقية، كما أولى المغرب اهتماماً كبيراً بتعزيز علاقاته مع الدول الأفريقية، سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف.
وأشارت القصاصة الفرنسية إلى أن الدور الذي يلعبه المغرب في منطقة الساحل يمثل نموذجاً يحتذى به في مجال الدبلوماسية الناعمة وحل النزاعات.
وقد أثبتت التجربة أن المغرب قادر على لعب دور محوري في تحقيق الاستقرار والتنمية في هذه المنطقة الحيوية من القارة الأفريقية.
تعليقات الزوار ( 0 )