شارك المقال
  • تم النسخ

مولاي هشام: بايدن سيعيد سياسة أوباما بتجميد صفقة القرن والتفاوض مع إيران والتصلب مع السعودية

من المتوقع أن يعيد المرشح الديمقراطي جو بايدن الذي يتمتع بحظوظ كبيرة للفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الثلاثاء، سياسة الرئيس السابق باراك أوباما في الشرق الأوسط وعلى رأسها الحوار مع إيران وتبني الصرامة مع السعودية ومحاولة إصلاح الخلل في القضية الفلسطينية وإن كان هامش المناورة محدودا.

وفي مقال تحليلي له في موقع مركز وثيرهيد التابع للجامعة العريقة هارفارد، يعتقد الأمير هشام العلوي في إعادة إدارة بايدن النظر في التفويض الذي منحه ترامب إلى المملكة العربية السعودية والإمارات في سياستهما المقلقة في الشرق الأوسط، مثل الحركة المضادة للربيع العربي والتدخل في مناطق مثل ليبيا واليمن ومحاصرة قطر والتي كانت نتائجها وخيمة على المنطقة.

ويبرز في هذا الصدد: “ستبقى الولايات المتحدة بعيدة عن السياسة الداخلية السعودية والإماراتية. ومع ذلك، فإنها ستدرك أيضًا أن الاثنين مختلفان. في حين أن قيادة الإمارات العربية المتحدة ستواجه عواقب أقل خطورة من إعادة التقييم هذه، فإن القيادة السعودية ستواجه تكاليف باهظة بسبب حكمها دولةً أكبر بكثير ذات تيارات شعبية أكثر تنوعًا، ولها تحديات اقتصادية أكثر صعوبة”.

وستستحضر إدارة بايدن رؤية نظيرتها السابقة إبان باراك أوباما في الملف الإيراني مضيفا: “ستحاول إدارة بايدن استعادة مبدأ التفاوض الذي يجسده إطار الاتفاق النووي لعام 2015. على مدى السنوات الأربع الماضية، عادت الولايات المتحدة إلى موقف الاستعلاء من جانب واحد والخطاب العسكري والعقوبات والتهديد بالضربات العسكرية على أمل إخضاع إيران. ومع ذلك، في حين أن الولايات المتحدة يمكن أن تخنق ببطء الموارد النووية الإيرانية، فإنها لا تستطيع فعل ذلك مع برنامج الصواريخ البالستية الحالي، وهو رأس الحربة الإيرانية الأساسية لطموحاتها في التوسع الإقليمي”. ولا يستبعد أن تنتهج واشنطن استراتيجية جديدة وشاملة في معالجة الملف الإيراني من خلال المفاوضات بما يحد من تدخل طهران في المناطق المشتعلة في الشرق الأوسط مثل سوريا ولبنان واليمن.

وسيحاول بايدن تجاوز تأثيرات سياسة ترامب في الشرق الأوسط ولا سيما في القضية الفلسطينية بعدما أقدم على نقل السفارة الى القدس والضغط على الدول العربية من أجل التطبيع.

ويرى الباحث عودة بايدن الى سياسة الدولتين ولكن مع هامش صغير من التأثير بسبب محدودية هامش المناورة في هذا الملف. وجاء في مقاله التحليلي: “من المرجح أن تتراجع عن “صفقة القرن” وتحاول إحياء حل الدولتين. لقد ماتت إمكانية حل الدولتين فعليًا، لكن لا أحد من الأطراف المعنية يرغب في الاعتراف بهذا الواقع المؤلم. وبالتالي، ستحاول الولايات المتحدة دفع إسرائيل للعودة إلى المفاوضات. ومع ذلك، ستكون هناك مكاسب محدودة: حتى إذا أوقفت الحكومة الإسرائيلية الضم القانوني للأراضي الفلسطينية، فسيظل هناك ضم فعلي من خلال النشاط الاستيطاني غير القانوني وسيرتبط الوضع أيضًا بمدى إعادة تنظيم الفلسطينيين لأنفسهم، لأن السلطة الفلسطينية تعاني من التدهور المستمر منذ عدة عقود”.

وسيكون موضوع الربيع العربي حاضرا في أجندة بايدن لا سيما إذا انفجرت الاحتجاجات من جديد، ويربط بين عودة الديمقراطيين وانتعاش الديمقراطية في العالم. في هذا الصدد، يشير: “إن عودة الديمقراطية الأمريكية في الداخل قد تشجع الحركات الديمقراطية في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم. كثيرًا ما يتم التغاضي عن تراجع الديمقراطية عالميًا وعن تقويض حيوية الربيع العربي. علاوة على ذلك، إذا اندلعت ثورات جديدة، فلن تفترض إدارة بايدن أن الحلفاء المستبدين، مثل نظام الرئيس السيسي في مصر، سيظلون مستقرين. هنا سوف تنتظر التوقعات الشعبية للإصلاح استجابة أكثر مبدئية من جانب الولايات المتحدة”.

وكان بايدن نائبا للرئيس باراك أوباما، وتولى ملفات الشرق الأوسط، ولهذا سيكون عمله في حالة نجاحه هو استمرار السياسة التي طبقها، وكان الكثيرون يرحبون بها قبل مجيء دونالد ترامب وتبني سياسة مختلفة جذريا.

القدس العربي

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي