تداول عدد من التقارير، أنباء تفيد بأن القوات المسلحة الإسبانية، قامت مؤخراً بوضع بطاريات لصواريخ هاربون أمريكية الصنع، بالجزر الجعفرية، لمواجهة ما تعتبره تهديدات مغربية على سيادتها على هذه الأراضي التي تحتلها، وتأهبا للرد على تشييد المملكة لمزرعة أسماك بمحاذاة الأرخبيل المذكور.
وسلطت جريدة “vozpopuli”، الضوء على هذه الأنباء، حيث قالت إن الجزر الجعفرية، تعتبر نقطة استراتيجية في شؤون الأمن القومي، حيث تتواجد في قلب بحر البوران، ويحدها مضيق جبل طارق غربا والبحر الأبيض المتوسط شرقا، وتسمى جزرها الثلاثة في الجارة الشمالية بـ”إليزابيث الثانية، والملك فرانسيسكو، والكونغرس”، على التوالي، وتقع على بعد حوالي 3.5 كيلومترا من الساحل المغربي، و27 من مليلية المحتلة.
وأضافت أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية، بقيادة خوسيه مانويل ألباريس، قامت بتقديم شكوى إلى المغرب بسبب إقامة مزارع سمكية في المياه القريبة من الأرخبيل، الأمر الذي من شأنه أن يشكل تهديدا للملاحة والبيئة، كما فتحت الحكومة، بالموازاة مع ذلك، ملفا مع الشركة الإسبانية التي زودت المغرب بالمواد لتثبيت المزارع.
وأبرزت الموقع المذكور، أن هذا الجدل، كان قد وصل إلى مجلس النواب، بعد أن طلب ممثلو “فوكس”، معلومات حول الأمر من خلال مبادرة خطية أرسلت إلى الحكومة، وهو ما ردت عليه الأخيرة بالقول إنها لم تتلق أي طلب أو اتصال من أي شركة أو من حكومة المغرب، لتركيب مزرعة سمكية في المنطقة المشار إليها، دون أن تشير إلى المجال الدبلوماسي أو أي رد فعل على الأمر.
ولكن على الجانب الآخر من المضيق، تقول الجريدة ذاتها، تم ترويج معلومات أخرى تتعلق بالجزر الجعفرية، تقول إن إسبانيا قامت بتركيب بطارية من صواريخ هاربون المضادة للسفن أمريكية الصنع، والتي تهدف إلى الدفاع عن سيادة إسبانيا على الجزر بأي ثمن، وهي الخطوة التي تشكل تهديداً مباشراً للمغرب.
واسترسلت الصحيفة، أن هذه المعلومات لا تنسجم مع التكوين الحالي للدفاع عن الجيوب الإسبانية بالقرب من المغرب، فالجيش مسؤول عن الحفاظ على وجود عسكري دائم في الجزر، عبر وحدة صغيرة منه، تعمل عل تقديم تقارير عن حالة المنشآت العسكرية التي تواجه تحديات الأحوال الجوية في المنطقة، وملح البحر.
ومع ذلك، تردف الجريدة، فإن صواريخ هاربون المتوفرة لدى القوات المسلحة بالفعل، تظل تحت سيطرة مباشرة للقوات الجوية والبحرية، وسلاح الجو يمكنه تشغيلها من مقاتلاته “إف 18″، أو من الأرض، إلا أن معلومات تثبيتها في الجزر الجعفرية، تعني وجوداً مستمرا للقوات من هذا الفرع المذكور، وهو أمر غير موجود حاليا، فلا وجود في المنطقة، سوى لوحدة للجيش.
في غضون ذلك، يواصل المصدر، أن كل هذا ليس عقبة أمام القوات الإسبانية للتخطيط لتعزيز قدراتها في جيوبها بالقرب من المغرب، ولكن ليس عبر الصواريخ المشار إليها، فقد سبق للجيش الإسباني بالفعل، أن قام بتحسين الاتصالات في الجزر الجعفرية، وقميرة، والنكور، من خلال تركيب هوائيات جديدة، كما جرى تنفيذ مشروع لتصحيح العيوب الهيكلية في المجمعات التي تأوي الوحدات العسكرية.
هذا، وزارت قيادات عسكرية إسبانيا، مؤخرا هذه المناطق، للتحقق من تقدم الأعمال المنجزة، متابعةً أن التركيز على الجزر الجعفرية مؤخرا، يؤكد أن التوتر بين المغرب وإسبانيا لم يحسم بعد، وأن فصلا جديدا منه كتب هذا الأسبوع، بعد اتهامات الرباط لإسبانيا، بالفشل في الامتثال للإجراءات الصحية بالمطارات، وإعلان الإبقاء عن القيود الجوية مستمرة.
تعليقات الزوار ( 0 )