شارك المقال
  • تم النسخ

موجةُ الْحَرَائِقِ بِالشَّمَالِ.. حَدَثٌ عَارِضٌ أَمْ خُطَّةٌ مُدَبَّرَةٌ؟

عرفت مدينة طنجة وضواحيها، موجة حرائق متتالية في الفترة الأخيرة، التهمت العشرات من الهكتارات الخضراء، وأحرقت مساحات شاسعة من مختلف الأنواع النباتية والحيوانية، على رأسها أشجار الفلين والصنوبر والبلوط والعرعار.

ووقعت هذه الحرائق بشكل متسلسل، انطلقت من الغابة الديبلوماسية عشية يوم الإثنين الـ 20 من شهر يوليوز الجاري، ثم تلاها بعد بضع ساعات حريق بوخالف، ليتبع مرة أخرى، حريق آخر، في المنار، وهو ما دفع البعض للتساءل إن كانت الأمر مجرد صدفة.

وسبق لطنجة ومنطقة الشمال عموما، أن عرفت حرائق عديدة، مثل تلك التي اشتعلت في مديونة ورأس اسبارطيل والسلوقية صيف سنة 2017، وأخرى التهمت مساحات واسعة في الدالية سنة 2018، وعين لحصن ضواحي تطوان، سنة 2019، لكن التحقيقات التي فتحت بخصوصها، جميعها، لم تظهر نتائجها.

وفي ظل استمرار غياب مندوبية المياه والغابات عن توضيح ملابسات ما يجري، عبر بيانات رسمية تلي كل واقعة مشابهة، فإن التساءلات التي طرحها عدد من المراقبين تظل مشروعة، خاصة أن العديد من الحرائق، تمس مواقع إستراتيجية، سواء بمدينة طنجة، أو بالمحميات الطبيعية بالشمال.

ويأتي هذا، في وقت تعرف فيه الجارة الشرقية للمملكة، الجزائر ومعها تونس، انتشار العديد من الحرائق، والتهامها لمساحات واسعة في منطقة القبائل، وغابات جبل عمدون بولاية باجة، الأمر الذي جعل المسؤولين السياسيين في البلدين يتهمون بشكل مباشر جهات بالوقوف وراء الأمر، دون تسميتها.

وقال عبد العزيز جراد، رئيس الحكومة الجزائرية، في تصريح سابق له، إن جهات ترغب في زعزعة استقرار البلاد تقف وراء الحرائق التي عرفتها منطقة القبائل، مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستشهد اعترافات من الأطراف المتورط التي تم توقيفها.

من جانبه أوضح الرئيس التونسي، قيس سعيد، أمس الأربعاء، أن حرائق غابات جبل عمدون بولاية باجة شمال غرب تونس، تمت بـ”فعل فاعل يريد الاستفادة السياسية”، مشددا على أن ما يجري “عمل إجرامي مقصود ضد الدولة”، مؤكدا أن من يقف وراء هذه الأمر ستتم ملاحقته قضائيا.

أما في المملكة المغربية، فلحدود الساعة، وبالرغم من توالي الحرائق بشكل متسلسل ومريب، إلا أن السلطات المحلية لم تتهم أي جهة بالوقوف وراء الأمر، كما أن التحقيقات التي فتحت، لا تطمئن المراقبين، في ظل غياب نتائج سابقاتها التي انطلقت قبل ثلاث سنوات.

وبالرغم من عدم وجود أدلة تؤكد الأمر، إلا أن عدد من المتابعين، يرجحون أن الحرائق التي مست مناطق إستراتيجية بالشمال مؤخرا، تقف وراءها عصابات عديدة يشكل الغطاء النباتي عائقا ضد تحقق مصالحها، على رأسها مافيا العقار، التي تسعى للزحف على المساحات الخضراء.

يشار إلى أن الشكوك التي تحوم حول الحرائق الأخيرة، لم تأت من فراغ، حسب المتابعين، فهي نابعة في أساسها، من أن هذه الخطة، سبق واستعملتها العديد من الأطراف، سواء لإجبار التجار على الانتقال من “السوق القديم” لـ”السوق الجديد”، أو لمسح الغطاء النباتي وبناء مشاريع أخرى، مثل الوحدات السكنية أو المركبات التجارية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي