خلفت موجة البرد القارس التي تشهدها البلاد خلال فصل الشتاء الجاري، وفيات في صفوف المتشردين الذين يتخذون الشوارع والأزقة مأوى لهم، بعدد من المدن والقرى بمختلف الجهات، دفعت بجمعيات المجتمع المدني وجهات رسمية الى اطلاق مبادرات من شأنها التخفيف من معاناة هذه الفئة.
وحسب شهادات وأخبار تناقلتها صفحات جمعيات ونشطاء وجرائد الكترونية، عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعدد من المدن الكبرى شهدت خلال شهر يناير الجاري وفيات في صفوف المتشردين، بسبب موجة البرد القارس.
وفي ذات السياق، قال ادريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، في تصريحه لمنبر بناصا ‘‘إن هذه الظاهرة التي عايناها خطيرة جدا، وتنعكس سلبا على صورة المغرب دوليا وتضعه في خانة الدولة المتأخر على مستوى التنمية’’.
وأضاف ذات المتحدث ‘’الحكومة تتحمل جزء كبيرا من المسؤولية تجاه هؤلاء، لأنها لم تقم بإنجاز أي دراسة أو رؤية واضحة من شأنها إنقاذ المشردين من وضعيتهم، وإدماجهم من في الحياة العامة، تفاديا للوفيات التي نسمع عنها في كل مرة’’.
وحسب رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، فإن ظاهرة التشرد لم تعد تقتصر على الأطفال و الفتيات والمدمنين والمرضى النفسيين، بل أصبحنا نعاين أسرا اتخذت الشارع مأوى لها، بسبب الظروف القاهرة، وغلاء أسعار السكن.
مؤكدا على أنه من الضروري إيجاد حلول لهذه الفئة، خاصة في هذه الظرفية التي تشهد موجة برد قارس، من خلال إنشاء مراكز لإيوائهم، بالرغم من أنه يبقى حلا مؤقتا لكنه سيجنبنا الوفيات واستمرار نزيف الشارع. وأضاف ‘’يجب على الدولة أن تعمل على استراتيجيات على المدى البعيد من أجل إدماج المتشردين في المجتمع’’.
وقال ادريس السدراوي ‘’إن عددا كبير من المتشردين، من بينهم أطفال وفتيات يجب تبنيهم وتكوينهم، وعرض المرضى النفسيين على الأطباء، والتعامل مع كل فئة حسب خصوصياتها’’.
تعليقات الزوار ( 0 )