قدم مكتب المدعي العام الإقليمي في مدريد شكاية ضد مواطنة إسبانية تُسمى “إيزابيل بيرالتا مدينا” بعد ارتكابها لجريمة كراهية على خلفية تزعمها لمظاهرات حرضت على العنف ضد الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا، وذلك في وقفات تظاهرية جرت يوم 18 من ماي الماضي أمام مبنى السفارة المغربية بمدريد.
ووفق ما أوردته صحيفة “الإسبانيول” الإسبانية، فإن “إيزابيل بيرالتا مدينا” قد احتجت على غزو المهاجرين الكبير للبلاد وخاصة المغاربة منهم، كما قامت أيضا بانتقاد حكومة بيدرو سانشيز، واعتبرتها من سمحت لهم وسهلت لهم طريق المكوث في بلاد الإسبان.
وتابعت “ال إسبانيول” أنه خلال التجمع المذكور، قد قامت المواطنة الإسبانية ذاتها بصفتها زعيمة له، بالإدلاء بعدد من التصريحات العنصرية والعدائية تجاه مغاربة إسبانيا ومسلميها، والتي دعت فيها إلى شن العنف وإضمار العداء لكافة أصناف المهاجرين.
واسترسلت الصحيفة نفسها في ذكر الشعارات النصية التي رفعتها “إيزابيل بيرالتا مدينا”، حيث ذكرت منها قولها “لن نسمح لهم بغزونا، الموت للغزاة”، كما كان من بين الشعارات أيضا ترديدها “إنها ليست هجرة وإنما هي غزو”.
وقد كانت المدعوة بيرالتا قد عبرت على أن وقوفها في الاحتجاجات هو وقوف في وجه ما أسمته فظاعة السياسيين الإسبان الذين ينظرون فقط إلى الاتجاه الآخر وهو اتجاه المهاجرين، وأضافت أنهم كمواطنين يعانون من انتحال عرقي لم يسبق له مثيل، وتابعت أيضا أن التدفق الهائل للمهاجرين قد دمر الثقافة الإسبانية ، وقضلا على ما تبقى من هويتها الأخلاقية.
جدير بالذكر أن المظاهرات المُشار إليها سابقا كان قد تزامن مع الأزمة الدبلوماسية التي كانت بين الرباط ومدريد، والتي كان من بين أسبابها دخول أزيد من 10000 مهاجر عبر حدود سبتة المحتلة، ما دفع الحركات العنصرية في إسبانيا إلى الخروج وممارسة أسلوب الاحتجاج أمام المباني والمقرات الدبلوماسية.
كما يُذكر أن السبب الرئيسي لاندلاع الأزمة المذكورة بين إسبانيا والمغرب كان سماح حكومة “بيدرو سانشيز” لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية ابراهيم غالي بالدخول إلى التراب الإسباني عبر جواز سفر مزور يحمل اسم “بن بطوش”، الأمر الذي اعتبرته الرباط تناقضا واضحا في المواقف ومسا بالسيادة المغربية وبالعلاقات الثنائية بين البلدين.
تعليقات الزوار ( 0 )