Share
  • Link copied

موازاةً مع انحسار نفوذ الجزائر.. الدور المركزي للمغرب في القارة الإفريقية يدفع روسيا إلى تغيير موقفها من نزاع الصحراء

عكس الجدل الذي أثارته الجزائر بعد تغير موقف الولايات المتحدة، إسبانيا وفرنسا من نزاع الصحراء، التزمت الجارة الشرقية للمغرب، الصمت، تجاه التطور الملموس الذي طرأ على موقف روسيا من الملف.

وبالرغم من أن موسكو، لم تعلن مباشرة عن تطوير موقفها من النزاع، إلا أنها عملياً انتقلت في ظرف 15 سنة، من الانحياز للجزائر، إلى الوقوف في صف المغرب، عبر دعمها لقرارات مجلس الأمن.

وسلطت صحيفة “لاراثون” البيروفية، الضوء، على تطور الموقف الروسي من نزاع الصحراء، في ظل رغبة موسكو في تعزيز نفوذها بالقارة الإفريقية، وسط منافسة مع القوى العالمية الكبرى.

وأوردت الصحيفة، أن روسيا، اقترحت الاضطلاع بدور جديد في حل النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، عبر اعتماد نهج مبتكر، يتمثل في وضع نفسها في موقع الوسيط، بغية تعزيز نفوذها في المنطقة.

وقالت، إن رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف، أعرب في هذا الصدد، عن استعداده لمساعدة المغرب في حل أي مخاوف، بما في ذلك في مسائل السياسة الخارجية.

وأضافت أن وزير الخارجية الروسي، أشار في هذا الصدد، إلى قضية الصحراء، مؤكداً على ضرورة التوصل إلى “حل سياسي تفاوضي وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي”.

وتابعت، أن لافروف أكد مؤخرا في موسكو، استعداد روسيا لدعم المغرب في حل كافة التحديات التي تواجهه، بما في ذلك قضية الصحراء، مسلطاً الضوء على التعاون الثنائي بين البلدين في القضايا الاستراتيجية.

وأوضحت الصحيفة البيروفية، أن محللين وخبراء دوليين، اعتبروا تصريحات لافروف، “تحولا دبلوماسيا”، مبرزين أن هذا الأمر، “يمثل خطوة مهمة إلى الأمام في معالجة قضية الصحراء المغربية”.

وأبرز المصدر، أن موقف روسيا، تطور من الانحياز التقليدي للجزائر، إلى انسجام أكبر مع قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، مع الاعتراف بالأهمية الاستراتيجية للمغرب كجسر لإفريقيا.

ونبه المصدر، إلى أن التموضع الروسي الجديد، يأتي في سياق المنافسة الجيوسياسية العالمية، حيث تسعى موسكو إلى توسيع نفوذها في شمال إفريقيا، وتعزيز حضورها الاقتصادي في القارة، من خلال العلاقة المميزة مع المغرب.

وعلاوة على ذلك، تبرز الصحيفة، أن هذا التحول الدبلوماسي الاستراتيجي، يسمح لروسيا بالظهور كلاعب رئيسي في حل النزاعات، وقادر على مواجهة النموذج أحادي القطب في إدارة التوترات على المستوى العالمي.

واعتبرت الصحيفة البيروفية نفسها، أن روسيا، أظهرت أنها تدرك الفرص المتعددة التي يوفرها التحالف البراغماتي مع المغرب، وخاصة في وقت تكثف فيه القوى العالمية مثل الولايات المتحدة وفرنسا والصين اهتمامها بإفريقيا.

إضافة لذلك، تردف الصحيفة، فإن الموقف الروسي الجديد، ينسجم بشكل واضح مع قرارات مجلس الأمن التي فضلت منذ سنة 2007، التوصل إلى حل سياسي تفاوضي لقضية الصحراء، واستبعدت بشكل نهائي، إجراء استفتاء.

ومع الموقف الجديد للدبلوماسية الروسية، يقول المصدر، يبدو واضحاً أن قضية الصحراء المغربية، تتجه بسرعة نحو حل دائم وعادل وعملي، الذي يحظى بدعم المجتمع الدولي، من خلال الاعترافات المتعددة والمتتالية بسيادة المملكة على صحرائها من قبل العديد من القوى العالمية.

وفي هذا السياق، ذكّرت الصحيفة، بالدول الكبرى التي دعمت المغرب في النزاع، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، وهي جهات فاعلة رئيسية، وهو ما يعكس، حسب المصدر، إجماعا عالميا متزايدا حول سيادة المغرب على أراضيه الجنوبية.

وأشارت الصحيفة، إلى أن هذه الاعترافات، عززت مكانة المغرب على الساحة الدولية، وأبعدت أي رواية قائمة على انفصال الصحراء، مؤكدةً أن مخطط الحكم الذاتي، يظل المقترح الوحيد الجدي والقابل للتطبيق، المطروح على الطاولة، والذي يدعمه المجتمع الدولي باعتباره الحل الأمثل لاستقرار المنطقة وتنميتها.

هذا، واعتبر المصدر، أن الأيام والأحداث، أكداً على أن “الوحدة الترابية للمغرب ليست موضع شك، بل هي حقيقة لا تقبل الجدل في الدبلوماسية العالمية”،مبرزاً أن الموقف الروسي الجديد بشأن النزاع، ينطوي على اعتراف ضمني بأن استقلال الصحراء، ليس خيارا قابلاً للتطبيق.

وأشار المصدر، إلى أن هذه الاستراتيجية، تتوافق مع العديد من الدول، مثل فرنسا، وبريطانيا والولايات المتحدة، التي تعتبر أن مخطط الحكم الذاتي المغربي، الذي تقدمت به المملكة في سنة 2007، يشكل أساساً متيناً للحل النهائي والحقيقي للنزاع، مشدداً على أن التموضع الروسي الجديد، لا يمثل إعادة تشكيل لدبلوماسيتها في المنطقة فحسب، بل هو اعتراف بالدور المركزي للمغرب في استقرار وتنمية القارة الإفريقية.

وتساءلت الصحيفة عن القرار الذي ستتخذه البيرو في هذا الصدد، خصوصا في ظل الموقف الروسي الجديد بشأن النزاع، والدينامية الدولية الإيجابية في هذا السياق، إضافة للدعم المتعدد لمبادرة الحكم الذاتي، من قبل دول كبرى مثل الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا وفرنسا، إضافة لدول أخرى في أمريكا اللاتينية مثل البرازيل، تشيلي، السلفادور، غواتيمالا بنماء وغيرها، مضيفةً: “هل ستستمر بيرو في تجاهل المغرب أم ستتبع الاتجاه العالمي نحو دعم الشرعية الدولية، وبالطبع الحل السلمي والدائم لنزاع الصحراء، المتجسد في مبادرة الحكم الذاتي؟”.

Share
  • Link copied
المقال التالي