لو لم يكن للاحتلال الإسرائيلي ضمانات كبيرة، حول تأدية كلفة العمليات الحربية العدوانية، التي يشنها ضد السكان المدنيين في قطاع غزة من طرف أصدقائه الأوفياء، لما استمر في عدوانه على قطاع غزة لمدة شهر كامل.
القيمة المالية لأطنان القنابل والصواريح والقذائف التي يباد بها الأطفال والنساء بدم بارد، تقدر بملايير الدولارات، التي لا يقوى الاحتلال على إنفاقها في حربه العشوائية المدمرة ضد فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، والتي تحصد يوميا مئات الأبرياء انتقاما من هزيمة جيش الاحتلال، الذي يتكبد خسائر فادحة في الأرواح في المعارك الضاربة داخل أحياء قطاع غزة.
مهما كان اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي قويا، فلن يستطيع لوحده تحمل كلفة العدوان لمدة طويلة، مما يعني أن الحرب العدوانية ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تمولها أطراف دولية كثيرة غير حلفائه التقليديين مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا، الذين عبروا عن دعمهم المطلق له مند الساعات الأولى لتنفيذ عملية طوفان الأقصى من قبل فصائل المقاومة المسلحة الفلسطينية.
لنكن أكثر وضوحا، من يسمح لفريق كبير جدا من عملاء الموساد الإسرائيلي بدخول أراضيه لتنفيذ عمليات اغتيال ضد فلسطيني، ويقدم مساعدات طبية لجرحى جيش الاحتلال الذي يرتكب المجازر في غزة المحاصرة، لن يتوانى في تمكين جيش الكيان الصهيوني من الدعم الذي يحتاج إليه في حربه العدوانية ضد السكان المدنيين بغزة.
كما أن من ينقلب على الشرعية الديمقراطية، ويمارس القتل بالرصاص الحي على الشعب الذي خرج يحتج ضد الانقلاب، لن يتوانى بدوره في التآمر على المقاومة المسلحة في قطاع غزة، ومحاصرة سكانها المدنيين وتجويعهم، دون الحديث عن عملاء الصهاينة ممن فضحهم الإعلام الصهيوني، بعد رفع السرية عن أرشيف جهاز المخابرات خلال مراحل تاريخية معينة.
ما يجري في قطاع غزة مند يوم 7 أكتوبر يؤكد شيء واحد، وهو أن اتفاقيات السلام والتطبيع مع إسرائيل ( كامب ديفيد، واد عربة، أبراهام) لم يكن وازعها هو ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، بل على العكس من ذلك تماما، كان وازعها هو التملق للولايات المتحدةالأمريكية، واتقاء شرها، لاسيما وأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر الراعي الأول لإسرائيل، ومن لا يرضي إسرائيل لن ترضى عليه أمريكا،.بل يمكن وضعه ضمن لائحة المغضوب عليهم.
ما الذي جنته الانظمة المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي غير المزيد من القتل والاستيطان؟ كيف يمكن للمطبعين اقناع الاحتلال الإسرائيلي بمشروعية وشرعية الحقوق الوطنية الفلسطينية وبحل الدولتين وهم عاجزون عن اقناعه بوقف حربه العدوانية ضد المدنيين في قطاع غزة؟
كيف يمكن الوثوق في كيان إجرامي عنصري لايحترم القانون الدولي ولا يبالي بحقوق الشعوب ويقتل الصحفيين وموظفي الأمم المتحدة ويتجاسر على أمينها العام؟
ما الذي قامت به الدول المطبعة مع هذا الكيان المارق لوقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يقترفها على الهواء مباشرة دون أي إكثرات بتصريحات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية؟
العالم بأسره تابع تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن الداعمة لمجازر جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتابع تصربحات وزير الدفاع الامريكي، ويتابع اليوم كيف أن وزير الخارجية الامريكي يقوم بجولات مكوكية في عدد من العواصم، ويجري مباحثات ثنائية ومتعددة الاطراف، لتبرير جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ويتعمد تخويف دول الجوار من حركة حماس التي لم يسبق لها أن قامت بأي اعتداء عليها.
غبي من يصدق الولايات المتحدة الأمريكية، التي وفرت الغطاء الدولي لجيش الاحتلال الإسرائيلي من أجل ارتكاب مجازر في حق السكان المدنيين في قطاع غزة، وسادج من يمنح ثقته العمياء للصهاينة، الذين تسلموا هدايا كارفور الفرنسية بيد، وقصفوا المركز الثقافي الفرنسي في قطاع غزة بيد أخرى، وتركوا الدولة العميقة في فرنسا في حالة ذهول.
إسرائيل دولة مارقة تعمل ضد الأمن، وضد السلم، وضد التعايش، وضد التسامح، وضد الإنسانية، وضد القانون الدولي الإنساني، وضد حل الدولتين، وأهدافها معروفة لدى الجميع، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال تبييض تاريخها الاستعماري الأسود، أو تبرير جرائمها البشعة ضد الإنسانية.
في عالم اليوم أصبح من الصعب جدا تغليط الرأي العام الدولي، الذي يتابع يوميا كيف يبيد جيش الاحتلال الإسرائيلي المدنيين العزل بأسلحة ثقيلة على الهواء مباشرة، بمباركة من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن، الذي يبحث عن ولاية ثانية على حساب أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة الذي تنزف دما، ويكفي أنه داخل الولايات المتحدة الأمريكية خرجت تظاهرات حاشدة لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، ورفعت أيادي ملطخة بالدماء في وجه وزير الخارجية الأمريكي بلينكن.
تعليقات الزوار ( 0 )