وفي ظل انعقاد القمة الفرانكفونية، قد تشهد اللغة الفرنسية تراجعا في المغرب. وإذا كانت اللغتان الرسميتان للمملكة هما العربية والأمازيغية، فإن اللغة الفرنسية تظل اللغة الأجنبية الأولى وإحدى اللغتين الإداريتين. ووفقا للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، فإن 36% من المغاربة يتحدثون الفرنسية. ورغم أن الأرقام الرسمية لم تؤكد ذلك بعد، إلا أن الاهتمام بلغة موليير يبدو في تراجع حاد.
تحول الأجيال نحو الإنجليزية
وفي شوارع المدن المغربية الكبرى، كالدار البيضاء وطنجة والرباط، بات من الشائع سماع الشباب يتحدثون الإنجليزية بطلاقة، بينما تتراجع أهمية الفرنسية، ويشير محي الدين، خبير التجميل المحترف البالغ من العمر 26 عاماً، إلى هذا التحول قائلاً: “لقد درست الفرنسية طوال شبابي وأتقن أساسياتها، لكنني انجذبت تدريجياً إلى الثقافة الأمريكية والبوب كلتشر، مما دفعني إلى التركيز على تعلم اللغة الإنجليزية”.
وهذا التحول، حسب تقرير لإذاعة فرنسا الدولية RFI، ليس مقتصراً على فرد واحد، بل هو اتجاه عام يلاحظه العديد من المراقبين. ففي مراكز تعليم اللغات، يزداد الإقبال على برامج تعليم اللغة الإنجليزية، على حساب برامج تعليم اللغة الفرنسية.
ويؤكد عبد الله بساني، وهو طالب في الثانوية، على هذه الظاهرة قائلاً: “الفرنسية لم تعد اللغة المهمة هنا، لذلك يرغب معظم الناس في تعلم الإنجليزية ويبدأون في الالتحاق بمثل هذه المراكز اللغوية”.
أسباب التراجع
وهناك عدة عوامل تساهم في هذا التراجع، نظير تأثير الثقافة الأمريكية، وأهمية اللغة الانجليزية في سوق العمل ثم التغييرات في المناهج الدراسية، حيث يشير بعض الخبراء إلى أن التغييرات التي طرأت على المناهج الدراسية، والتي أعطت الأولوية للغة الإنجليزية، قد ساهمت في تقليل أهمية اللغة الفرنسية.
وهذا التحول في الأفضليات اللغوية له تداعيات مهمة على المستوى الثقافي والاقتصادي والسياسي. فمن جهة، قد يؤثر على مكانة اللغة الفرنسية كلغة للتواصل الدولي في المغرب، ومن جهة أخرى، قد يفتح آفاقاً جديدة للتبادل الثقافي والاقتصادي مع الدول الناطقة باللغة الإنجليزية.
ومن المتوقع أن تقدم نتائج التعداد العام للسكان، التي أجريت مؤخراً في المغرب، صورة أوضح حول تطور مكانة اللغة الفرنسية في البلاد، كما ستكشف هذه النتائج عن حجم المتحدثين باللغة الفرنسية، ومستوى إتقانهم لها، وتوزيعهم الجغرافي.
تعليقات الزوار ( 0 )