شارك المقال
  • تم النسخ

“من فوضك لمخاطبة الشعب المغربي؟”.. “فيسبوكيون” ينتفضون ضد رسالة مصوّرة وجهها ماكرون إلى المغاربة

إنتفض عدد من النشطاء الفيسبوكيون المغاربة، ضمنهم سياسيون ومثقفون، بشكل عفوي، وبحس وطني عالٍ ودفاع مستميت عن المملكة الشريفة، ضد رسالة مصورة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يزعم فيها مخاطب الشعب المغربي، بعدما امتنعت الرباط عن قبول مساعدات عرضتها باريس إثر الزلزال المدمّر الذي ضرب منطقة مراكش الأسبوع الماضي.

وقال الرئيس الفرنسي، في رسالة مصوّرة خاطب فيها الشعب المغربي يوم أمس (الثلاثاء): “من الواضح أنّه يعود إلى جلالة الملك والحكومة المغربية، بصورة سيادية بالكامل، تنظيم المساعدات الدولية، وبالتالي نحن بتصرّف خيارهما السيادي”.

وأضاف المصدر ذاته في مقطع الفيديو الذي نشره على منصّة إكس (تويتر سابقاً) أنّ “هذا ما فعلناه بطريقة طبيعية تماماً منذ اللحظة الأولى، وبالتالي أودّ من كلّ السجالات التي تفرّق وتعقّد الأمور في هذا الوقت المأسوي للغاية أن تصمت، احتراماً للجميع”.

الناشط السياسي عبد الواحد درويش، عبّر عن استيائه من رسالة إمانويل ماكرون، في تدوينة له، عنونها بـ”المغرب ليس بحاجة لأقوالك”، قائلا: “الوحيد المؤهل دستوريا وشرعيا وتاريخيا لتوجيه خطاب للشعب المغربي هو جلالة الملك محمد السادس، نصره الله”.

وأضاف: “المغرب دولة ذات سيادة، وبمؤسساته العريقة والأصيلة وكافة قواه الحية، قادر على تجاوز المحنة التي خلفها الزلزال. وإذا ما كان بحاجة لدعم من أصدقاءه الحقيقيين، فهو من يحدد شكلها وحجمها ووقتها”، متسائلا: “فبأي حق يوجه الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون كلمة مباشرة للشعب المغربي، في هذه الظرفية الحزينة التي يجتازها المغرب؟”.

وأوضح درويش، أن “الرئيس الفرنسي ماض في ارتكاب أخطاء ستكلف الشعب الفرنسي مستقبلا الكثير من الجهد والوقت لاسترجاع ثقة وصداقة الشعب المغربي”، مبرزا أن “الشعب المغربي سيتذكر أصدقاءه الحقيقيين، كما تذكر الفرنسيين الأحرار إبان ثورة الملك والشعب لنيل الاستقلال من الاستعمار الفرنسي الغاشم”.

من جهته، قال المحلل السياسي، عمر الشرقاوي، “السيد ماكرون يعتقد أن بلدنا المستقل وصاحب السيادة والسلطان، هو مقاطعة فرنسية تابعة لما وراء البحار، لا يا سيدي المغاربة يخاطبهم فقط جلالة الملك ولن يقبلوا بأسلوب الوصاية والعنجهية المريضة”.

عادل بنحمزة المحلل السياسي والقيادي في حزب الاستقلال، أكد في تدوينة له، أن “كلمة الرئيس الفرنسي هذه الليلة للشعب المغربي تستدعي بعض الملاحظات الأولية: أولا- توجيه خطاب مباشر للشعب المغربي معناه أن جميع القنوات الرسمية أغلقت بين باريس والرباط، ثانيا- ليس مقبولا من رئيس دولة أجنبية توجيه خطاب لشعب دولة أخرى.

ثالثا- البولميك الذي تحدث عنه ماكرون بخصوص سعار الإعلام الفرنسي هو نتيجة طبيعية لأداء الرئيس ماكرون وحكومته، رابعا- المغرب يعيش لحظة حزن وطنية وليس له ما يكفي من الوقت للحديث في قضايا تمثل شرخا كبيرا في العلاقات الثنائية بين البلدين، ثم خامسا- المغرب كان دائما واضحا وصريحا ومباشرا في علاقته مع حلفائه ومن يفترض أنهم أصدقائه وباريس تعرف جيدا الباب الذي يجب أن تقصده لمعالجة الوضع الحالي.

بدوره قال الصحافي المغربي، عبد السلام العزوزي، إن “فرنسا والفرنسيون هم من في حاجة إليك لتكون إلى جنبهم في الظرف العصيب التي تمر منه الجمهورية الخامسة في علاقاتها مع محيطها الدولي وبالأخص مع إفريقيا التي طردتكم خارجها، أما المغاربة فهم غير معنيين بك ولا بمساعدتك، أتعرف لماذا؟ لأن فقط نيتك سيئة، وسبقتها مكائدك التي لم تفلح وها أنت تجنى ثمارها المرة، مثل مرارة شجرة الزقوم”.

وختم تدوينته بالقول: “عفوا، يا ساسة فرنسا راجعوا سياستكم تجاه المغرب واعترفوا بمغربية الصحراء، تلكم البوابة الرئيسة والحقيقية لمساعدة أنفسكم لفتح كوة ضوء في رسم أفق جديد لعلاقات مثينة بين الرباط وباريس…غيرها فقط مضيعة للوقت سيدي ماكرون”.

من جهته، أشار أحد المعلقين على رسالة الرئيس الفرنسي، إلى أن إيمانويل ماكرون، “يخاطب الشعب المغربي، والمغاربة أجابوه بأن للسفينة قائدا وللبلد قيادة، وأكثر من ذلك، هو يحدد حتى خطة العمل القادمة في ما يشبه الإشهار لشركات البناء الفرنسية، حيث إنه واضح أن أزمة النخبة في فرنسا عميقة، وأنها تخبط خبط عشواء”.

حري بالذكر، أن المغرب، أعلن يوم الأحد الماضي، قبوله دعماً من أربع دول هي إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات، لكنّه لم يطلب المساعدة من فرنسا، ما أثار على الفور العديد من التساؤلات. وكان ماكرون أعلن الأحد أنّ بلاده مستعدّة للتدخل “فور” تلقيها طلباً بهذا الشأن من السلطات المغربية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي