Share
  • Link copied

من عادات الاحتفال بالسنة الأمازيغية عند بعض قبائل أيت عطا

تختلف عادات الاحتفال بالسنة الأمازيغية من منطقة إلى أخرى ومن قبيلة إلى قبيلة، بل وحتى داخل نفس القبيلة، غير أن هذه الاختلافات تبقى طفيفة وتكاد لا تظهر أمام الطابع العام لهذه المناسبة الذي تغلب عليه أجواء الفرح والاستبشار بعام زاهر.

سبع خضاير…ڭيض سڭاس.

مثلما تختلف عادات الاحتفال برأس السنة الأمازيغية كما تقدم، فإن تسمياتها أيضا متباينة، ففي الجنوب الشرقي للمغرب، وتحديدا عند قبائل أيت عطا نجد أن التسمية الأكثر استعمالا عند السكان المستقرين هي؛ “سبع خضاير” في إشارة منهم على ما يبدو إلى الحد الأدنى للخضر الذي يجب أن يستعمل لإعداد كسكس هذه المناسبة، أما عند رحل أيت عيسى وبراهيم وأيت إعزى المنتشرين في سفوح جبال صاغرو، فيميلون أكثر إلى استعمال تسمية؛ “ڭيض سڭاس” أو “إيض سڭاس” والتي تعني “ليلة السنة” أو  “ليلة رأس السنة”، ولأن الرحل والبدو المنعزلين والبعيدين عن التأثيرات الخارجية ظلوا دائما هم المحافظين والمتوارثين لكل ثقافة ولغة أصيلة وأصلية، فإن التسمية الأكثر أصالة وتعبيرا في نظرنا المتواضع  هي؛ “ڭيض سڭاس” أو “إيض سڭاس” المنتشرة عند هذه الفئة التي تمتهن حياة الترحال.

 اللفت ممنوع والتوابل الحارة كذلك

من العادات الغريبة في هذه المناسبة والمنتشرة بخاصة عند رحل قبيلة أيت عيسى وابراهيم العطاوية، منع استعمال اللفت في وجبة الكسكس التي تعد الطبق الرئيس لهذه المناسبة، ومرد ذلك في المخيال الجمعي “العيساوي”، إلى أن حبات اللفت تتحول فيما بعد إلى جرذان وفئران تأتي على الأخضر واليابس، فمن خلال الروايات المتداولة في المنطقة إلى اليوم، فإن سبب منع استعمال اللفت في كسكس هذه الليلة، يرجع إلى أنه في أحد الأعوام الخالية التي يصعب تحديد تاريخها، استعمل بكثرة من طرف الأهالي في “إيض سڭاس”، فغزت الجرذان كل البيوت وكثرت في الحقول ومخازن الحبوب وعمت كل الأرجاء حتى أصبحت تهدد محاصيل السكان ومزروعاتهم.

إضافة إلى اللفت المحظور استعماله في وجبة رأس السنة الأمازيغية عند أيت عطا، يمنع كذلك استعمال الفلفل والتوابل الحارة، لأن الإقدام على ذلك- حسب الاعتقاد السائد- يجعل السنة يهماء والموسم الفلاحي عسيرا وصعبا.

اللوز للمحظوظ وعظم التمر للشقي

إذا كانت بعض القبائل تستعمل عظم التمر لتحديد محظوظ السنة الذي يطلق عليه محليا اسم “أنبارك” أو “أمسعد”، والذي يتنبأ له بمستقبل مشرق، حيث يتوقع أن يصبح هو صاحب الأمر والنهي والمتحكم في مخازن العائلة وأمين سر ثروتها، فإن قبائل أخرى تستعمل حبة لوز، يتم إخفاؤها وسط الكسكس ويعتبر العاثر عليها صاحب النصيب الطيب والبخت الحسن.

ووجه الغرابة في استعمال اللوز وعظم التمر في كسكس رأس السنة الأمازيغية، ما نجده عند بعض قبائل أيت عطا التي  تستعمل الاثنين معا، إذ يحتمل أن يكون الحاصل على نواة التمر شقيا، ينتظره مستقبل صعب يتنقل فيه راعيا في الجبال الوعرة أو الصحاري القاحلة، أما من يصادف اللوز فهو سعيد الحظ الذي سيكون ذا  شأن كبير ومكانة رفيعة في القادم من الأيام.

وكل سنة أمازيغية وأنتم أسعد. 

Share
  • Link copied
المقال التالي