أن يقوم شخص ما بجر عربات ثقيلة من قبيل حافلات وشاحنات وغيرها، وأن يعمل شخص ما على ايقاف سيارة بمحرك وهو في سرعة قصوى اعتمادا على ادرعه فقط، وأن يغامر شخص ما بحمل اثقال بأسنانه، وأن يُرفع شخص ما وهو معلق من شعره أو أنفه، وأن تمر سيارة على جسد شخص ما ومن تحته وتحت جسده مواد وأدوات وأشياء حادة… نيران، مسامير، مواد حارقة … فهذه قمة الغرائبية، التي تطبع وتميز ما يُعرف برياضة القوة أو التحدي والمغامرة، وجميع ما هو غير مألوف من مشهد حركات وسلوكات في علاقتها بالجسد. مغامرات بايقاعات مدهشة، بقدر ما تطرحه من مخاطر واثارة بقدر ما توفره من فرجة عروض، غالبا ما يقف امامها كل متأمل معجبا مندهشا بحركاتها، متسائلا عما هناك من اسرار باطنية خفية محركة وعناصر دافعة وامور غير مرئية باعثة عن عجب عجاب.
ولعل تازة من مدن المغرب التي اشتهرت بهذا النوع من عروض القوة والتحدي والمغامرة، بل ربما بحسب ما هي عليه من ذاكرة وأثر وعناوين تميزت في هذه الغرائبيات الاستعراضية، وما كان عليه هذا اللون الرياضي من دينامية فرجة وجمهور محلي. تأتي تازة في مقدمة مدن المغرب من حيث بداية هذه الخوارق وانتشارها ودرجة الاقبال عليها، فضلا عن عدد من تعاطى اليها من ابناءها من الرياضيين الذين منهم من كان يتعاطى لرياضات فنون الحرب. علما أن رياضة القوة أو التحدي بتازة كانت بمكانة خاصة وصدى كبير على امتداد حوالي نصف قرن، من خلال ما كان يؤثث المدينة من عروض جاذبة، في مناسبات احتفالية وطنية ومواعيد غرائبية منها من كانت تؤطرها مبادرات فردية. ويسجل ان ما كان من عروض عجائبية، ارتبطت في ذاكرة تازة بعدد من الأسماء التي ابانت عن طاقات وقوة جسدية ومغامرات وملكات ومهارات وانشطة ذات مشاهد مذهلة. بل هذه الرياضة بالمدينة لفترة يمكن نعتها بالذهبية، تمكنت من فرض ذاتها وفرجتها، فضلا عن لفت الانتباه اليها ليس فقط محليا وجهويا انما ايضا وطنيا ودوليا، بدليل ما يحفظه ارشيف واسع اعلامي مكتوب ومسموع ومرئي وطني ودولي. ونذكر من الأسماء التي اشتهرت بهذه التيمة الرياضية واعطت الكثير والكثير مما كان بأثر في رفع شأن هذا اللون من الرياضة بالمدينة، البطل ادريس كوراد الشهير ب”ادريس دلاس” حفظه الله، احد الطاقات التي كان يضرب لها حساب وألف حساب في رياضة فنون الحرب “الكراطي”، وصاحب أرقام قياسية في تحديات ومغامرات، آخرها ما سجله بمنبع رأس الماء بتازة وشلاله الأول على وقع مياهه الشديدة البرودة المتدفقة من الجبل، بحيث مكث تحت هذه المياه لمدة ثياسية تمكن بها من تحقيق رقم قياسي دخل به كتاب كينز للتحدي في رياضة القوة والمغامرة، اسم رياضي فاضل وطاقة رهيبة رياضية من أوائل من تعاطى لرياضة فنون الحرب منذ سبعينات القرن الماضي، وما ادراك ما رياضة فنون حرب تازة خلال هذه الفترة من زمن المدينة، لِما كان عليها من إقبال وتعلم وتنافس وابطال وتميز ضمن اقطائيات على الصعيد الوطني، دون نسيان ما للبطل ادريس دلاس هذا حفظه الله من حب وغيرة بلا حدود صوب مدينته. وهو الذي الحديث عنه قد يطول ويطول لِما هو عليه من مسار وتجربة، اسم رياضي يستحق ورقة خاصة شافية ويستحق من كل تازة كل اجلال واكبار.
وفضلا عن ادريس دلاس، من ذاكرة رياضة القوة والتحدى بتازة، نذكر ما كان عليه البطل الفاضل عبد اللطيف لكًميرى، والذي هو ببصمات وبصمات في هذا المجال بتازة ولسنوات وسنوات من الكفاح والعطاء هنا وهناك، بحيث طاقة هذا الرجل وملكات تعبير خروقاته لا يمكن حصرها لشدة دهشتها وفرجتها وشجاعتها، اسم رياضي رفيع المستوى بربرتوار واسهامات عدة محترم، يستحق بها من تازة كل محبة وتقدير وعرفان حفظه الله، دون نسيان ما كان عليه المغامراتي المثير والمدهش ايضا الشاب ابن تازة حفيظ لمحورك حفظه الله، الذي أبان عن طاقة باطنية خاصة لشدة خطورة ما كان يقدمه ويقدم عليه من عروض فرجة مثيرةلكل جدل وعقل. علما أنه الى جانب هذه الأسماء الرفيعة المستوى التي طبعت رياضة التحدي بتازة، وقد كانت بما كانت من شهرة وصدى. هناك آخرون من ابناء تازة في هذا اللون الرياضي، وقد غابوا عن الاضواء وحتى عن المدينة، منهم من انتقل للعيش في مدن اخرى ومنهم من شد رحاله وهاجر الى الخارج،
فتحية تقدير لكل فرسان وذاكرة رياضة القوة والتحدي والمغامرة بتازة وابطاله اينما وجدوا داخل البلاد وخارجها، لهم من مدينتهم ومن ذاكرة مدينتهم الرياضية كل اجلال اكبار عرفانا لهم بما اسهموا به من لحظات خالدة، طبعها ما طبعها من فرجة عروض مدهشة ساحرة وممتعة. وخلافا لِما قد يعتقد الكثير، ليس كل الرياضيين وكل الاقوياء بدنيا باستطاعتهم القيام بما كان يقوم به هؤلاء وبكل شجاعة ومغامرة، وليس كل الرياضيين الاقوياء جسديا مؤهلين لتقديم عروض من فصيلة وسقف ما كانوا يقدمونه. فلا شك أن ابناء تازة وابطال تازة المحترمين كانوا بملكات وطاقة محركة باطنية نفسية وغير نفسية، جعلتهم بما كانوا عليه من قوة خارقة واسرار لا توجد لدى الكل بل لدى بعض فقط من قلة قليلة. والواقع والحقيقة معا، أن ابناء تازة الذين بلغوا ما بلغوا من تميز ودرجة تعبير في عروضهم الرياضية الخارقة ضمن رياضة قوة وتحدي لا تزال مشاهدها عالقة في الذاكرة، كانوا بحاجة لتحفيز وتشجيع ودعم وتثمين وحضن لرفع طاقة طاقاتهم الرياضية هذه، والدفع بهم وبعروضهم صوب العالمية عبر مواعيد وملتقيات وطنية ودولية، بل ايضا حسن توظيف فرجة هؤلاء وموهبتهم ومن ثمة زخم تازة الرياضي هذا، كرأسمال لامادي رافع للتنمية المحلية ولحاضر المدينة ومستقبلها، ضمن طبعا مستوى تدبيري ترابي معين من المستويات.
تعليقات الزوار ( 0 )