شارك المقال
  • تم النسخ

من “المناطق المحرّرة” إلى “الأراضي المحرمة”.. هكذا غيرت الطائرات بدون طيار المغربية قواعد اللعبة في المنطقة العازلة

ظلت جبهة البوليساريو الانفصالية، طوال الـ 25 سنة الماضية، تصول وتجول في المنطقة العازلة، مستغلة حالة السلام الناجمة عن اتفاق وقف إطلاق النار مع المغرب سنة 1991، مدعيةً أن الأراضي الموجودة شرق الحزام الأمني، تم تحريرها، حيث دأبت على استعراض مركباتها العسكرية، وتنظيم عدد من أنشطتها فيها.

وسلط موقع “defensa”، الإسباني على هذا التغير، حيث قال إن البوليساريو، ظلت تتواجد في حوالي 25 في المائة، من منطقة الصحراء، منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991، مضيفاً أنها عملت طوال هذه الفترة، على عرض معداتها العسكرية، وإجراء منوراتها في تلك المنطقة التي كانت تسميها بـ”المناطق المحررة”.

وأضاف المصدر السابق، أن كل شيء تغير في سنة 2020، بعدما قام مجموعة من أتباع البوليساريو، بغلق معبر الكركارات الحدودي، الممر الاقتصادي الرئيسي بين المغرب وموريتانيا، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة لدعوة الأطراف لضبط النفس ونزع فتيل التوتر، وعدم عرقلة مرور الأشخاص والبضائع.

وتابع، أنه بعد عدة أسابيع من الإغلاق المتواصل للمعبر، تدخلت القوات المسلحة الملكية المغربية، ووضعت حدّاً لهذا الوضع، في 13 نوفمبر 2020، قبل أن تصدر بيانا تؤكد فيه أن المعبر تم تأمينه بالكامل، وبشكل نهائي، وأن أي دخول إلى المنطقة بشكل غير مصرح به، سيتم الردّ عليه.

بعدها بيوم واحد، أعلنت البوليساريو، عن انتهاء وقف إطلاق النار مع المغرب، قبل أن تشرع في الإعلان عن تنفيذ العشرات من الهجمات المسلحة على مواقع عسكرية مغربية، حيث نشرت ما يزيد عن 725 بيانا عسكريا، يتحدث عن قصف قواعد مغربية ونقاط مراقبة أمنية، على طول الجدار الأمني وقتل مئات الجنود المغاربة والتسبب في آلاف الجرحى، وهي الأمور التي لم يتم التحقق من 99 في المائة منها، يقول المصدر.

وشدد الموقع الإسباني، أن الأمر الوحيد المؤكد، هو أن ما لا يقل عن 80 في المائة، من المناطق التي كانت تسميها البوليساريو بـ”المحررة”، فُقدت في السنتين الماضيتين، متابعاً أن الطائرات بدون طيار المغربية، لعبت الدور الأهم، في تغيير قواعد الصراع القديم بين الطرفين، ومن الواضح أنها كانت مفاجأة غير متوقعة وغير سارة للجبهة الانفصالية.

وذكر الموقع المتخصص في الشؤون العسكرية، أن الجيش المغربي، بدأ في استعمال طائرة “وينغ لوونغ1″، الصينية، التي حصل عليها في 2020، من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تحافظ على علاقات وثيقة مع الرباط.

في الأشهر الأولى من 2021، استعمل المغرب الطائرات بدون طيار المسلحة، بشكل سري، وتم رصد أول استخدام لها، في 7 أبريل 2021، عندما اغتيل قائد درك البوليساريو الداه البندير، مع عدد من الأعضاء الذين رافقوه أثناء محاولته شن عملية هومية ضد الجيش المغربي، في منطقة تيفاريتي.

عقب ذلك، بدأ المغرب في استعمال المسيرات في عدة عمليات أسفرت عن مقتل العشرات من أعضاء جبهة البوليساريو الانفصالية، الذين حاولوا الاقتراب من الجدار الأمني المغربي، أو إدخال أسلحة إلى المنطقة العازلة، مثل قاذفات الصواريخ أو قذائف الهاون.

ورغم هذه العمليات، إلا أن الاستعمال الفعلي الكثيف لـ”الدرونات”، بدأ بعد وصول الدفعة الأولى من طائرات “بيرقدار تي بي 2″، تركية الصنع، حيث شرعت القوات المسلحة المغربية في تنفيذ عمليات قصف أكثر دقة وبشكل ودوري، فضلا عن القيام بعمليات استخباراتية واستطلاعية.

وذكر المصدر، أن المغرب، ينشر الطائرات بدون طيار، في مختلف القواعد العسكرية الموجودة في الصحراء، منها القاعدة الجوية الرابعة قرب مدينة العيون، والقاعدة العسكرية القريبة من مدينة السمارة، والمجاورة للجدار الأمني، خصوصا طائرتي “وينغ لووونغ”، و”بيرقدار”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي