يشهد قطاع الفراولة في أوروبا توترات متزايدة، حيث يجد المنتجون الإسبان أنفسهم في مواجهة منافسة شرسة من نظرائهم المغاربة، فبعد أن كانت الفراولة الإسبانية تحتكر لسنوات طويلة الأسواق الأوروبية، خاصة السوق الفرنسية، بدأت الفراولة المغربية تقتحم هذه الأسواق بقوة، مما أثار حفيظة المنتجين الإسبان.
منافسة مغربية متزايدة
وأشارت صحيفة “ليس أنسبراسيون إيكو” إلى أن جمعية منتجي ومصدري الفراولة في هويلفا، إسبانيا، قد دعت الاتحاد الأوروبي إلى فرض رسوم جمركية على واردات الفراولة المغربية، وبررت الجمعية طلبها بارتفاع تكاليف الإنتاج في إسبانيا مقارنة بالمغرب، حيث تتمتع الأخيرة بظروف مناخية ملائمة وتكاليف إنتاج أقل.
كما أثارت الجمعية مخاوف بيئية، وزعمت أن نقل الفراولة المغربية لمسافات طويلة يزيد من البصمة الكربونية ويضر بالبيئة، وقد صرح رئيس الجمعية قائلاً: “من المفارقة أن الاتحاد الأوروبي الذي يدعو إلى سياسات مستدامة يسمح باستيراد منتجات ذات أثر بيئي أكبر بكثير من المنتجات المحلية”.
المغرب يدافع عن منتجاته
من جهته، نفى وزير الفلاحة المغربي محمد الصديقي هذه الاتهامات، مؤكداً أن المنتجات الفلاحية المغربية مطابقة للمعايير الصحية الدولية، وأكد أن المغرب يبذل جهوداً كبيرة لضمان جودة منتجاته الزراعية وتصديرها إلى الأسواق العالمية.
وتمتع المغرب بظروف مناخية ملائمة لزراعة الفراولة على مدار السنة، مما يمنحه ميزة تنافسية كبيرة، كما أن تكاليف الإنتاج في المغرب أقل بكثير مقارنة بإسبانيا، وذلك لعدة عوامل منها الأجور، وتكاليف الطاقة، ودعم الدولة للقطاع الزراعي.
وشهد القطاع الفلاحي المغربي استثمارات كبيرة في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تطوير البنية التحتية وزيادة الإنتاجية، وتستفيد المملكة من اتفاقيات التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، مما يسهل تصدير منتجاتها إلى الأسواق الأوروبية.
ويشكل الصراع بين الفراولة المغربية والإسبانية مثالاً على التحديات التي تواجه الزراعة في ظل العولمة، فالتغيرات المناخية، والتطورات التكنولوجية، والاتفاقيات التجارية، كلها عوامل تؤثر على المنافسة بين المنتجين في مختلف دول العالم.
ومن المتوقع أن يستمر هذا الصراع في المستقبل القريب، مما يدفع بالمنتجين في كلا البلدين إلى البحث عن حلول مبتكرة لتعزيز تنافسيتهم.
تعليقات الزوار ( 0 )