Share
  • Link copied

من الحرائق إلى جائحة “كورونا”.. كيف ستنظر الأجيال القادمة إلى سنة 2020؟

“لم تكن سنةً عادية على الإطلاق”.. هكذا استهلت صحيفة “واشنطن بوست”، تقريرا لها سردت فيه أبرز ما شهده العام 2020، الذي بدا مختلفا واستثنائيا عن الأعوام السابقة، نظرا للمتغيرات والأحداث التي طبعته من حرائق وحروب واحتجاجات إلى جائحة “كورونا”.

وبحلول أوائل العام 2020، اضطر الناس في جميع أنحاء العالم إلى التعامل مع الوضع الطبيعي الجديد، نظير الإغلاق، وقواعد وضع الكمامات الواقية، والأزمات الاقتصادية، وحظر السفر.

وانفصلت العائلات والأزواج عن بعضها البعض بسبب إغلاق الحدود، وأصيب الكثيرون بالفيروس التاجي الجديد، وفقد الناس أحباءهم بسببه، كما فقد الملايين من الناس وظائفهم عبر العالم.

ووسط هاته الأحداث المؤلمة والعصيبة التي خلفها شبح الوباء، استمرت الحياة، وأجرت الدول الإنتخابات، وخرج المتظاهرون إلى الشوارع، كما اندلعت الحروب.

وكانت سنة 2020، سنة لكتب التاريخ، وسينظر إليها المؤرخون باعتبارها “عاما لاحقا”، كما توقعت “مانيشا سينها” مؤلفة كتاب «The Slave’s Cause: A History of Abolition» عن تاريخ العبودية حتى حظر تجارة الرقيق.

وحجبت أخبار الجائحة والانهيار الاقتصادي والأحداث الكبرى الأخرى، مثل الانتخابات الأمريكية المثيرة للجدل، تطورات مهمة أخرى حول العالم، وفيما يلي عدد قليل من الأحداث التي وقعت في جميع أنحاء العالم إذ أن بعضها كان في ظل الوباء.

حرائق الغابات الاسترالية

بحلول أوائل يناير 2020، سجلت الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا أكثر من مليون حريق في أستراليا منذ شتنبر 2019، مما أدى إلى وفات العشرات، وتدمير الآلاف من المنازل، ونفوق مليار حيوان بسبب تأثير الحرائق.

ورجت التقارير الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي بصور حيوانات الكنغر والكوالا المنكوبة، وتضررت العديد من فصائل الحيوانات والحشرات.

وقال البعض إن الصور المروعة يمكن أن تقدم لمحة عن المستقبل إذا لم تتكيف الحكومات بشكل أفضل مع تهديد تغير المناخ، الذي ارتبط انتشار حرائق الغابات به.

التوترات بين الولايات المتحدة وإيران

بتاريخ 3 يناير، قامت القوات الأمريكية بشن غارة جوية على قافلة في بغداد، مما أسفر عن مقتل القائد الإيراني البارز قاسم سليماني، وأدى الهجوم الذي جاء وسط توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران، إلى تصعيد الأعمال العدائية بشكل مفاجئ بين البلدين.

وفي 8 يناير، شنت إيران بدورها هجمات صاروخية باليستية استهدفت القوات الأمريكية في العراق، حيث ادعى الرئيس ترامب في البداية أنه لم يصب أي جندي أمريكي في قاعدة الأسد الجوية بالقرب من بغداد في الهجوم، وبعدها تبين أن العديد أصيبوا بجروح.

وفي اليوم الموالي، مع تصاعد التوترات بين البلدين، أسقط الحرس الثوري الإيراني طائرة ركاب كانت تحلق في المجال الجوي الإيراني، فيما ألقى مسؤولون إيرانيون باللوم في الحادث على أنه “خطأ بشري”.

وسبقت مأساة تحطم الطائرة التي أودت بحياة 176 شخصا، تفشيا واسع النطاق وقاتلًا لفيروس كورونا في إيران، حيث أصيب أكثر من مليون شخص، وحذر الخبراء من أن العقوبات الأمريكية قد تعرقل وصول إيران إلى لقاحات فيروس كورونا.

احتجاجات ضد وحشية الشرطة بأمريكا

وفي 25 ماي، التقط أحد المارة الدقائق الأخيرة من حياة جورج فلويد، حيث قام ديريك شوفين، ضابط شرطة أبيض، بتثبيت فلويد، وهو رجل أسود بركبته على رقبة فلويد لما يقرب من تسع دقائق في أحد شوارع مينيابوليس.

وأشعلت وفاة جورج فلويد، الأمريكي من أصول أفريقية، في ولاية مينيابوليس، مظاهرات واحتجاجات ضد العنصرية تجاوزت شرارتها القارة الأمريكية.

وانتشرت لقطات قتل الشرطي لفلويد التي جاءت بعد اتهامه بأنه حاول استخدام ورقة نقدية مزيفة بقيمة 20 دولار.

وعمت المسيرات من أجل الدفاع عن حياة السود في جميع أنحاء العالم، من إنجلترا وفرنسا إلى أستراليا والبرازيل.

العلاقات بين الصين وهونج كونج

وفي 30 يونيو، وقع الزعيم الصيني شي جين بينغ قانون الأمن القومي الذي غيّر بشكل كبير حياة ملايين الأشخاص الذين يعيشون في هونغ كونغ.

وكانت هونغ كونغ تتمتع منذ عام 1997 باستقلال نسبي عن الصين، وبموجب صفقة أبرمت أثناء تسليم المستعمرة البريطانية السابقة، كان من المفترض أن تحافظ المدينة على حكمها شبه الذاتي حتى عام 2047. وعُرفت الاتفاقية بإطار “دولة واحدة ونظامان”.

ودخل القانون الجديد حيز التنفيذ في الأول من يوليو الذكرى السنوية للتسليم، حيث أعطى بكين سيطرة أكبر على هونج كونج وترك الحركة القوية المؤيدة للديمقراطية في المدينة في مأزق.

كما تشمل العقوبات المنصوص عليها في القانون عقوبة تصل إلى السجن المؤبد للمتهمين “بالانفصالية” أو “التخريب” أو “الإرهاب” أو “التواطؤ مع القوات الأجنبية”، وسرعان ما تم حل الأحزاب السياسية وتراجع بعض النشطاء، وحذفت حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما فر آخرون من هونغ كونغ مخافة الاعتقال.

انفجار بيروت المدمر

وفي 4 غشت، هز انفجار ضخم العاصمة اللبنانية، مما أدى إلى مقتل ما يزيد عن 200 شخص وإصابة آلاف آخرين، وإلحاق أضرار جسيمة في جميع أنحاء بيروت.

كما دمر الإنفجار الأحياء القريبة من الميناء بشكل أساسي، وتحولت المنازل والشركات إلى أكوام من الأنقاض.

ووقع الإنفجار في مرفأ بيروت في مرحلتين في أحد عنابر الخزن في المرفأ الذي كان يضم شحنة ضخمة من مادة نترات الأمونيوم سبق مصادرتها من سفينة رست في المرفأ.

وضرب الانفجار بيروت في الوقت الذي كانت فيه لبنان تعاني بالفعل من أزمة اقتصادية خانقة، تفاقمت بسبب الوباء والقيود التي أجبرت العديد من الشركات على إغلاق أو تقييد ساعات العمل.

ورأى العديد من اللبنانيين الانفجار كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وبدأوا في وضع خطط لمغادرة البلاد والبحث عن فرص أفضل في الخارج.

قتال في ناغورنو كاراباخ

وفي أواخر شتنبر،اندلع القتال بين القوات الأرمينية والأذربيجانية جراء الخلاف على منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها في جنوب القوقاز.

وانفجرت التوترات الأخيرة في حرب استمرت حتى أوائل نونبر، وبحسب ما ورد قُتل أزيد من 5000 جندي ومئات المدنيين من الجانبين، كما نزح آلالف الأشخاص.

وتوسطت روسيا في نهاية المطاف في وقف إطلاق النار الذي سمح لأذربيجان بالسيطرة على منطقة كبيرة ونشر قوات حفظ السلام الروسية في المنطقة، ومع ذلك، حذر الخبراء من أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في نونبر ترك العديد من جوانب الصراع المحتدم دون حل.

كما وصف رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان شروط الهدنة بأنها “مؤلمة للغاية بالنسبة لي ولكل من شعبنا”.

أثيوبيا

في أوائل شهر نونبر، اندلع الصراع بين القوات الحكومية الإثيوبية وقوات من منطقة تيغراي الشمالية في البلاد، وقال رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إن قوات من منطقة تيغراي في البلاد هاجمت قاعدة عسكرية وطنية، ثم رد على الهجوم بهجوم عسكري على تيغراي.

وسرعان ما فر عشرات الآلاف من الأشخاص من منازلهم في المنطقة الشمالية، وانتشر العديد منهم عبر الحدود في السودان المجاور.

وكانت التوترات تتأجج بين تيغراي والحكومة المركزية واشتدت بعد أن قام أبي الذي تولى السلطة سنة 2018 وفاز بجائزة نوبل للسلام لعام 2019 بتفكيك ائتلاف حاكم بقيادة جبهة تحرير شعب تيغراي، ثم رفضت الحكومة الإثيوبية في أديس أبابا الاعتراف بنتائج الانتخابات التي أجريت في تيغراي، مما زاد من حدة الأعمال العدائية.

وأعلن أبي في النهاية النصر في تيغري، لكن التقارير عن الاشتباكات استمرت حتى دجنبر. وحذرت مجموعات الإغاثة من أن أزمة إنسانية تلوح في الأفق، حيث تكافح منظمات الإغاثة للوصول إلى المنطقة.

Share
  • Link copied
المقال التالي