Share
  • Link copied

من الأزمة مع المغرب إلى ازدراء بايدن: سانشيز يحكم على إسبانيا بعدم الأهمية

تواصل الصحافة الإسبانية، انتقاداتها لرئيس الحكومة بيدرو سانشيز، في أعقاب المحادثة القصيرة التي جمعت بينه وبين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن في الممر الذي قادهم إلى قمة التحالف الأطلس “ناتو”، زوال يوم (الاثنين) الماضي، في العاصمة البلجيكية بروكسل.

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة “La GACETA ” الإسبانية، إن للدبلوماسية أساليب تكون أحيانًا أكثر فتكًا من تلك التي يم تطويرها في ساحة المعركة، وهذا الأمر ينطبق حرفيا على بيدرو سانشيز بعد أن كان موضع احتقار وازدراء من طرف الرئيس جو بايدن في ممر مقر حلف “الناتو”.

وأضافت الصحيفة، أن الرئيس الأمريكي، لم يتفاعل مع بيدرو، بل بالكاد نظر إليه نظرة ازدراء، لحظة تبادل التحيات، حيث ظهر رئيس الحكومة الإسبانية في خطوة مستعجلة عند المشي بجانب شخص تجنب حتى النظر إلى وجهه”المرموق” في مبادرة البدء في المحادثة.

وشدد المصدر ذاته، على أن الأمر الأكثر قوة هو إعلان بايدن علنا عن حبه للنظام المغربي في خضم أزمة سبتة، التي تم إغراقها بالمهاجرين، وهي لفتة غير أنيقة، حسب الصحيفة، من الدبلوماسية الأمريكية، وكأنها تقول لإسبانيا: “لا تهمني أزمتك مع المغرب، ولا تهمني منتجات التصدير الخاصة بك، ولا يهمني عدم احترام البلد الذي يستضيف قاعدتين عسكريتين في أوروبا”.

وكان سانشيز نفسه، هو الذي جدد في نونبر 2020 الاتفاق على بقاء تلك القواعد العسكرية، وإذا لم يكن كل هذا جادا بما يكفي لتقييم العلاقة بين أسبانيا والولايات المتحدة منذ وصول بايدن إلى الحكومة، فإن التهديد الجمركي يطفو الآن، وهو رد سيء السمعة على فرض رسوم ضريبية على التكنولوجيا الكبرى.

وعندما أعلنت إسبانيا أنها ستفرض ضريبة على بعض الخدمات الرقمية، المعروفة شعبيا باسم “ضريبة جوجل”، وعد دونالد ترامب بإجراء تحقيق، معتبرا ذلك عقابا للتجارة الحرة، ومع وصول بايدن، من المفترض أن تتغير الأمور، حيث يدين الديمقراطي برئاسته لتكتلات التكنولوجيا الكبرى.

وأنفقت زوجة مارك زوكربيرج 300 مليون دولار منذ تأسيسها “للتعاون” مع النظام الانتخابي في البلاد لتعزيز التصويت عن طريق البريد الذي من شأنه أن يمنح بايدن الفوز في نهاية المطاف، وكل ذلك، كما كشف تقرير اعتراف “تايم” الأسطوري، الذي روى فيه المتورطون كيف حرفوا النظام الانتخابي لصالح الحزب الديمقراطي ومرشحه.

وأضاف المصدر ذاته، أنه من الواضح أن فيسبوك، وغوغل، وأمازون، وسبوتيفاي، وأبل، هم “مدخرون حسابات” من الجانب الديمقراطي، وليس من المستغرب إذن أن تعلن الحكومة الأمريكية، التي أصدرت حكما بالإعدام مع وقف التنفيذ، وفرض حواجز جمركية على قائمة منتجات التصدير الإسبانية، عقابا لها على “ضريبة Google”.

وترى الصحيفة، أن الضريبة عار ولا شيء أكثر من ذلك، من حيث المبدأ، بسبب عدم التناسب، ثم بسبب الحمائية التي تريدها الولايات المتحدة، إذ نتحدث هنا عن التكتلات الرقمية، وخاصة شركتي جوجل وفيسبوك، مما أسفر عن مقتل الأعمال الإعلانية الإعلامية منذ ظهورها في الأفق، وخلق سوق بديلة حيث تتحرك مليارات الدولارات في السنة.

ووفقا للمصدر ذاته، فإن “التكنولوجيا الكبيرة” تريد أن تنشأ أنشطتها في الملاذات الضريبية أو أن تحميها اتفاقات الازدواج الضريبي، وأن تتغاضى عن حقيقة أنها تجمع من كل بلد في أوروبا تعمل فيه مليارات الدولارات معفاة من الضرائب، وذلك على حساب حقوق الملايين من المستخدمين الذين يتم تداول بياناتهم في السوق لأغراض إعلانية.

وعندئذ يمكن لشركات التكنولوجيا التي مولت وصول بايدن إلى الحكومة تجنب الضرائب مع الإفلات من العقاب، كما يمكنهم الاحتفاظ ببيانات مستخدميهم، والتأثير على خطاب المجتمع من خلال تحديد ما هو صحيح وما هو الخطأ في الخطاب السياسي أو في نشر المحتوى، وإذا تم فرض ضرائب عليهم بسبب أنشطتهم، فإنهم يستخدمون إدارة بايدن كجناح مسلح والتعريفات كرصاصات قاتلة.

وماذا عن سانشيز؟ تتساءل الصحيفة ذاتها، قبل أن تجيب، أنه وخلال مطاردة بايدن عبر أروقة القمة، لم يكن هناك خطاب احتجاج ولا موقف صارم في مواجهة “الوقاحة الأمريكية”، بل على العكس، كان الموقف هو إذا ضربك أحدهم على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر.

وكانتصار، تضيف الصحيفة، يعلنون أنهم “تمكنوا” من إزالة بعض البنود من قائمة المنتجات التي يعاقب عليها بالتعريفات الجمركية، بمعنى أنهم يتفاوضون على ما هو مهم وما هو غير مهم عندما يتعلق الأمر بتلقي العقوبات، تماما مثل العبد الذي يترك ليقرر أي جانب من ظهره سيتلقى فيها ضربة العار.

وخلصت القصاصة الإخبارية، إلى أنه لا توجد إشارة إلى ديمومة القواعد العسكرية الأمريكية في إسبانيا، وليس هناك نداء في الأفق إلى تحسين العلاقة وإعادة منح إسبانيا ذلك الإحترام، الذي تكنه الولايات المتحدة إلى المغرب، بينما نسبح نحن في ذروة العار.

Share
  • Link copied
المقال التالي