يعتبر الدخول المدرسي فترة ذات أهمية خاصة بالنسبة للتلاميذ والأساتذة والأسر نظرا لما له من تأثير في حياة التلميذ الدراسية، باعتبار أن النجاح الدراسي للتلميذ مرتبط في البداية بالانطلاقة الموفقة للموسم الدراسي حتى يتمكن التلميذ من متابعة دراسته بشكل جيد يسمح له بتحقيق نتائج ممتازة والعمل بطريقة مريحة طوال الموسم الدراسي.
وفي ظل هذه الظروف الحرجة التي تعيشها بلادنا جراء الإنتشار المهول لفيروس كورونا، فيجب أن تتظافر جهود الجميع من آباء وأساتذة وتلاميذ وكل هيئات المجتمع المدني لإنجاح الدخول المدرسي، بالحرص على وضع الكمامة وتعقيم اليدين كل وقت وحين، وعدم مصافحة الأقران، مع أخذ الإجراءات والتدابير التي اعتمدتها السلطات المختصة بعين الاعتبار، ولابد من توعية الأطفال وإرشادهم لتتبع التعليمات الصحية بهدف حمايتهم وتجنيبهم الإصابة بعدوى فيروس كورونا.
لذا سنحاول في هذه المقالة، تقديم مجموعة من النصائح والتوجيهات التربوية المفيدة للتلميذ حتى يتسنى له الوصول إلى مبتغاه، أهم نصيحة يمكن البدء بها: هي لابد من تحضير نفسي جيد للتلميذ قبل بداية الموسم الدراسي من خلال: تدريب التلميذ على أخد القسط الكافي من النوم، لأن عادة الأطفال في العطلة ينامون متأخرين ويستيقظون متأخرين، هذه العادة السلبية يجب استبدالها بعادة إيجابية لما لها تأثير سلبي على مردودية الطفل الدراسية، باعتبار أن النوم المنتظم والاستيقاظ مبكرا يساعد الطفل على تحسين قدرته على الانتباه والتجاوب مع المدرس أثناء الشرح، ما يؤدي إلى تقوية قدرته على الاستيعاب وتعزيز تركيزه في منحى إيجابي يسمح له بالاستفادة من قدراته الذكائية وكفاءاته التواصلية مع تطوير قدرته على التذكر باستغلال قدرات الذاكرة وتدريبها.
والملاحظ أن عددا كبيرا من الأطفال يعانون صعوبة في تنظيم نومهم نظرا للمدة الطويلة التي يقضونها أمام الهاتف وشاشة التلفاز، وفي نفس السياق، لابد من إبعاد الأطفال على التلفزيون بشكل تدريجي، ومما يدخل في التحضير النفسي للتلميذ، ينبغي تقوية التواصل مع الأبناء باستفسارهم عن كيفية قضاء يومهم داخل أسوار المدرسة مع أخد بعين الاعتبار العمل على جعل التلميذ يتحدث عن المشاكل والصعوبات التي يواجهها داخل المدرسة بحرية وطلاقة دون توجيه أسهم النقد السلبي له ومساعدته عن الإفصاح عن مخاوفه بغية دفعه إلى تخطيها، مع تذكيره بأهمية المدرسة كمؤسسة تربوية لها دورها الفعال في بناء شخصية الطفل، وإعطاء فكرة حسنة عنها حتى يتم تحبيب المدرسة للتلميذ، باعتبار أن هذه الأخيرة هي فضاء للتعلم والتبادل والاحتكاك مع الأقران، ويستحسن في هذا الصدد، ألا يقع الآباء في فخ الحماية الزائدة للطفل بحيث يجب أن يأخد مساحة من الحرية تسمح له بالاحتكاك بزملائه للأهمية التي يحظى بها التعلم بالنظير، زيادة على ذلك، يجب إبعاد الأطفال عن كل المشاكل الأسرية التي قد تضعف أدائهم الدراسي مع مراعاة خصوصياتهم النفسية، واقتناء أدوات مدرسية تحبب وتجذب التلميذ إلى المدرسة.
ومن الأهمية بمكان، لابد من منح الأطفال أكلا صحيا جيدا يسمح لهم بتطوير ملكاتهم، ومن الأهم النصائح التي نوجهها في هذا السياق: تناول وجبة الإفطار ويشترط فيها أن تكون متوازية لتزويد الطفل بالطاقة اللازمة، مع الحرص على اعتماد نظام غذائي متوازن، يوفر لهم المواد الأساسية لبناء أجسادهم ونموها بشكل سليم، والذي يضم الخضراوات والفواكه والحليب ومشتقاته وغيرها، مع الأخد بعين الاعتبار شرب كميات كافية من الماء والامتناع عن المشروبات الغازية، مع العمل على تفادي الأكلات السريعة ومحاولة الحفاظ على الوجبات الثلاثة في اليوم، كما يجب الحرص على ارتداء الأطفال أحذية مريحة خصوصا إذا كانت المدرسة بعيدة عن المنزل، وتجنب الملابس الضيقة (السراويل الضيقة مثلا تسبب التهابات وردية وأخرى على مستوى المسالك البولية للذكور والإنات)، في حين يجب تقليم أظافر الأطفال وتنظيفها لأن إهمالها يسبب مشاكل صحية على مستوى الجهاز الهضمي، وفي كل سنة قبل الدخول المدرسي، يجب التحقق من سلامة حاستي البصر والسمع من خلال فحص طبي مع تزويد المدرسة بتقرير طبي يشرح وضع التلميذ الصحي، وإخبارهم بالحالات الصحية التي يتوجب التدخل فيها بسرعة ومتابعته دائما حتى يسهل على المدرسين القيام بوظيفتهم على أحسن وجه، ولا يفوتنا أن نذكر بأنه يجب أن تكون حقيبة الطفل خفيفة وألا تزن أكثر من 10 بالمائة من وزن الطفل لكي لا ترهقه وتثقل حركته من أجل تفادي الإصابة على مستوى العمود الفقري (Scoliose).
تعليقات الزوار ( 0 )