Share
  • Link copied

من أجل حل معضلة الدخول المدرسي بحجر صحي أخير

على بعد أيام قليلة  صدر بلاغ عن وزارة التعليم وهو عبارة عن  قرار متذبذب يلقي بالمسؤولية على عاتق  أباء وأولياء التلاميذ  في اختيار التعليم عن بعد أو التعليم الحضوري  دون أي معيار منطقي لهذا التقسيم، في حين أن الدولة هي من يجب ان  تتحمل المسؤولية بإيجاد الوسائل والامكانيات  والحلول من مدارس كافية تحقق التباعد أو توفير  هواتف وطابلطات للتلاميذ باعتبار أن المواطنين يقومون بدفع التزاماتهم الضريبية، وغيرها تجاه الدولة، وهذه الأخيرة كما في سائر الدول المتحضرة  والحكومات المسؤولة  تقوم  في المقابل  بما يلزم للحفاظ صحة وسلامة وتعليم  مواطنيها وليس العكس، وهذا هو سبب ومبرر وجود هذه الحكومة باعتبارها حكومة منتخبة ديموقراطيا من الشعب، وهي لذلك ممثلة له ، وساهرة على ضمان حقوقه، العاملة على توفير احتياجاته ، وتحقيق مصالحه.

 فما معنى أن  يحمل بلاغ وزارة التعليم  المسؤولية للأبلاء في ضمان وقاية ابنائهم من الإصابة بالفيروس، إنه تهرب من الواجب، ما معنى التفريق بين التلاميذ  وجعل بعضهم يدرس  عن قرب وبعضهم الآخر  عن بعد، وكيف يستقيم ذلك في برنامج واحد، وأين هو العنصر البشري من الأساتذة  الذين سيعلمون  الحاضرين ويبثون  الدروس عن بعد للغائبين، في غياب الامكانيات اللوجستيكية  من صبيب عال للإنترنيت، يصل إلى المدن الكبرى والصغرى، والمناطق النائية ، في الجبال والصحراء المغربية الشرقية والجنوبية، في ظل غياب برنامج مركزي موحد، دون اعتماد لتقنية  الزوم.

 والواضح أن طريقة البث والمشاركة وجودتها تختلف من مؤسسة  تعليمية خاصة وأخرى عمومية ،وليس كل المدارس الخاصة على نفس المستوى بين المدن الكبرى والصغرى  ، مما يضرب مسألة تكافؤ الفرص في التعليم الجيد بالنسبة لجميع التلاميذ في الصميم، والنتيجة المرة هي أن أبناء الأثرياء هم وفقط  الذين يحصلون على تعليم في حالة البعد، أو القرب ، وفي حالة وجود كورونا  او في حالة عدمها  ،  فأي عملية تعيلمية هذه يمكن أن تحقق الهدف المنشود ، الحل هو أن يشمل أي قرار الجميع دون استثناء، فإما أن تختار الوزارة تعليما حضوريا وتوفر المدارس والإمكانيات والتدابير الاحترازية من  توفير كمامات وصابون  وتباعد ،  مع إتخصيص دروس في المثرر للتربيك على الوقاية تعطي  دروسا تربوية للصغار. ،وإما أن تختار الدولة  تعليما عن بعد وتوفر كذلك الإمكانات الضرورية  التي تنجح  العملية والتي أشرنا إليها أعلاه من قبيل  مجانية الانترنيت والصبيب  العالي وتوفير اللوحات الالكترونية للتلاميد على الأقل بالنسبة  للتلاميذ  في وضعية احتياج.

وهناك طريق ثالت قاسي لكنه عقلاني ومنطقي   وهو  الدخول في حجر صحي شامل من أجل إيقاف انتشار الوباء والحد من سرعته وتسطيح هرمه، من أجل وقاية ابنائنا فلذات أكبادنا وأن نتحمل قليلا من الخسائر الاقتصادية بتضامن من الجميع، من أجل إنقاذ المئات من الأرواح،  وليس الموضوع خوف من الموت  لأن الموت حق  لا مفر منه، وإنما هو تعاطي عقلاني مع مرض حقيقي وموجود ويقتل بنسبة قد تصل الى 5٪ .

إن  التعايش مع المرض  ليس  هو الاستهتار والاستخفاف به و  اعتباره كانه غير موجود ولكن التعايش معه  هو إتخاذ الاحتياطات الضرورية من كمامة وتعقيم وصابون وتباعد، وهذا أمر يبدو مستحيلا ، بالنسبة  للأطفال من سن6  سنوات إلى10، الذين لا يمكن لهم  أن يطبقوا التدابير بأمان تام،  ولهذا فإن تخيير  وزارة  التعليم لأباء وأولياء التلاميذ ، هو  تخيير للمواطنين  بين الرمضاء أو النار ، فأي خيار هذا بين تعليم عن بعد ، أثبت  فشله خلال فترة الحجر الصحي السابقة و لأنه لا يمكن تعميمه في جميع مناطق المغرب وعلى جميع المواطنين في المدن والبوادي والقرى،  وبين تعليم حضوري، محفوف بالمخاطر، هذا ليس خيار، هذا معناه اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون.

 أعتقد أن الأمر صعب جدا، ليس الأمر  خوفا  على حياتنا كما قد يعتقد البعض، الذين قد يتحدثون برعونة وعن جهل بالطبيعة والدين عن القضاء والقدر ، ليس هو عن أشخاصنا  وإنما هو  الخوف على حياة والدينا وأبنائنا وأهلينا  وأحبائنا، أعتقد أنه يجب التضحية  لمدة15 يوما على الأقل وبعد ذلك يكون خيرا، خاصة وأن هناك أخبار عن تجارب سريرية في المغرب على لقاح صيني.

Share
  • Link copied
المقال التالي