كشفت جريدة “إل إسبانيول”، أن حربا جديدة، بدأت بالفعل، بين المغرب والجزائر، ولكنها ليست من أجل الصحراء، بل الغاز، متابعةً أن النزاع العسكري الدائر شرق أوروبيا، بين روسيا وأوكرانيا، أشعل فتيلها، بعدما كانت قد بدأت في 31 أكتوبر من 2021، حين قررت الجزائر إغلاق خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي.
وأضاف المصدر ذاته، أن الصحراء كانت حتى الآن، نقطة الاحتكاك بين البلدين الواقعين في شمال إفريقيا، ولكن مع غزو أوكرانيا واحتياجات الغاز في الغرب، فتحت جبهة اقتصادية جديدة، تمتلك نيجيريا مفتاحها، متابعةً أن الأخيرة تملك أكبر احتياطات من الغاز الطبيعي في القارة، وهي خامس أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.
وأوضحت أنه، لهذا السبب، أبرم الملك محمد السادس اتفاقية لوضع اسس خط أنابيب الغاز المغربي النيجيري، مع الرئيس محمد بخاري في 2018، حيث اكتسب المشروع زخما كبيرا بعد إغلاق خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي في 31 أكتوبر الماضي، مسترسلةً أن بناء هذا الخط، الذي يبلغ طوله 5600 كيلومترا، سيتم على عدة مراحل، بين البر والبحر.
وتابعت الجريدة، أن الخط سيصل إلى الساحل الإسباني، حيث من المتوقع أن يستغرق العمل ربع قرن، ويمر عبر 12 دولة على الساحل جنوب الصحراء الكبرى، وسيلبي كل احتياجات المملكة الإيبيرية. مبرزةً أن الجزائر، تحركت سريعاً، وقامت بإحياء خط أنابيب الغاز العابر للصحراء، الذي سيمر عبر دولة وحيدة هي النيجر، ويصل إلى الجزائر ومنها لأوروبا، بطول يبلغ 4138 كيلومترا.
وذكرت أن خط الأنابيب العابر للصحراء، سيكون أقصر من نظيره المغربي النيجيري، بـ 1462 كيلومترا، أي أنه سيوفر مسافة تصل لـ 26.1 في المائة، حيث سينطلق من منطقة واري بنيجيريا، وسيمر عبر النيجر، حتى ينتهي في حاسي الرمل بالجزائر، التي كانت منطلق خط الأنابيب المغاربي الأوروبي قبل إغلاقه، وهي أيضا منطلق أنبوب ميدغاز وغالسي.
وكانت الجزائر، قد وقعت الاتفاقية مع نيجيريا، في فبراير الماضي، خلال منتدى التعدين والبترول الثالث في نيامي، حيث تنص على أن “خط أنابيب الغاز سيسمح لأوروبا بالوصول مباشرة إلى احتياطات الغاز الطبيعي المهمة للدول الثلاث، كما سبق للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أن أعلن في 22 فبراير الماضي بالدوحة، أن ذورة تحركات بلاده ستكون في قمة الدول المصدرة للغاز التي ستستضيفها الجزائر.
تعليقات الزوار ( 0 )