خلف اعلان وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العليم، عن مشروع المنهاج الجديد لتدريس الأمازيغية، ضجة كبيرة بين أوساط مدرسي ومفتشي اللغة الأمازيغية بالمدارس المغربية، الذين اعتبروه تراجعا عن عن مكتسبات تدريس الأمازيغية بالمدرسة المغربية، ونسخة طبق الأصل لبرنامج اللغة الفرنسية.
وفي ذات السياق، يقول الأستاذ محمد أكيلال ‘’ أماطت مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الامازيغية اللثام عن مشروع جديد ومنقح لمنهاج اللغة الأمازيغية بالسلك الابتدائي على غرار بقية المناهج، وذلك استجابة لمجموعة من المستجدات المتعلقة بالسياسة التربوية الوطنية والتي يؤطرها القانون الإطار رقم 51.17 خاصة فيما له علاقة بعملية مراجعة المناهج والبرامج التربوية
وأضاف ‘’يمكن القول أن هذه المراجعة التي مست منهاج وبرنامج اللغة الأمازيغية قد عرفت تغييرات جذرية شملت مجموعة من الجوانب الأساسية (المجالات، المكونات، المحتويات الدراسية، الغلاف الزمني…) في المنهاج القديم’’.
وأشار ذات المتحدث الى أن ‘’ مشروع المنهاج الحالي أغفل وأقصى مبدأ التكامل بين المكونات عبر الربط بين مهارات الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة مما يضمن ويدعم اكتسابها كلها من طرف المتعلم، خاصة أننا نعلم أن اكتساب اللغة يتم عبر التكامل بين مكوناتها بشكل نسقي ومندمج. فتخصيص هذا الحيز الزمني الكبير لأنشطة التواصل الشفوي يروم فقط ترك اللغة الامازيغية تقتصر على وظيفة التواصل بدل القيام بأدوارها الكاملة كلغة مدرّسة ولغة تدريس إسوة باللغة العربية والفرنسية’’.
مبرزا في ذات السياق، أن هذا ‘’المعطى يطرح تساؤلا كبيرا حول مبررات هذه الاختيارات، هل تم إخضاع تعلم اللغة الأمازيغية لتقويم وتقييم وطني للتعلمات حتى يستدعي الأمر تبسيط المبسط، علما أن الإملائية الأمازيغية بصفة عامة وحرف تيفيناغ بصفة خاصة يتسمان بالسهولة والبساطة؟ ‘’.
وخلص الأستاذ الى أن ‘’ البرنامج الجديد المنقح غير مبني على تقييم مسبق للبرنامج القديم، فهو مجرد ترجمة لبرنامج اللغة الأجنبية (اللغة الفرنسية) خصوصا فيما يخص السنوات الأولى والثانية والثالثة؛ إضافة الى كونه برنامج بسيط للغاية مناسب للتعليم الأولي خصوصا في شقه المتعلق بالسنوات الأولى، وإعتبرها’’اختيارات لا تنم عن مبررات بيداغوجية بقدر ما هي تكريس للوظيفة التواصلية للغة الأمازيغية’’.
وطرح الأستاذ حلولا لتجاوز ما سماه بالاختلالات ‘’إعداد برنامج ملائم للخصوصيات اللغوية والسوسيولغوية للغة الأمازيغية كلغة أم للمغاربة وكلغة رسمية وطنية للبلاد وليس كلغة أجنبية تبحث عن موطن قدم في السوق اللغوي المغربي، والرفع من الغلاف الزمني الأسبوعي الهزيل المخصص لتدريس اللغة الأمازيغية؛ وضرورة وضع تصور لمنهاج وبرنامج شاملة للتعليم الأولي والابتدائي بشكل متكامل ومتدرج؛ والاهتمام المبكر بالقراءة وبالتعبير الكتابي منذ السنوات الأولى من التعليم الابتدائي عبر إدراج تعليم وتعلم الحروف في السنة الأولى ونصوص قصيرة وبسيطة مناسبة للمجال المضموني ابتداء من السنة الثانية؛ وتقليص الغلاف الزمني المخصص لمشروع الوحدة؛ وإلغاء الغلاف الزمني المخصص للظواهر اللغوية بالمستويات الأولى والثانية والثالثة؛ والرفع من الغلاف الزمني المخصص لأنشطة القراءة والكتابة’’.
المختصون يجب أن يراجعون أنفسهم.. وكفاهم حساسية وحقد، وخلق البلبلة والركوب على قضية تجاوزت نفسها بنفسها قرون من الزمن.. وإلا ما انتظرت عصيد وأمثاله حتى يتفقه بالعربية والفرنسية ليدافع عن الأمازيغية…