تفاجأ عدد من المعطلين من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ المكفوفون، يوم أمس الأربعاء، الـ 25 من شهر نوفمبر الجاري، بمنعهم، من ولوج مراكز الامتحان الكتابي لمباراة الأساتذة أطر الأكاديميات، في عدد من جهات المغرب، في واقعةٍ أثارت العديد من التساؤلات، بشأن مدى اهتمام وزارة التعليم، التي يقودها سعيد أمزازي، بهذه الفئة التي تعاني في المجتمع.
ورفضت مجموعة من مراكز الامتحان الكتابي لمباريات التوظيف بالتعاقد (أطر الأكاديميات)، السماح بدخول المترشحين المكفوفين، بمبرر عدم توفر مرافقهم على رخصة مسلمة من طرف المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، وهو الأمر، الذي لم تُشر له الوزارة في إعلانها عن المباراة، أو في لوائح الانتقاء الأولي.
ميمون جصاب، مواطن مكفوف، تحصل على شهادة الإجازة في القانون الخاص سنة 1995، وترشح لمباريات أطر الأكاديميات؛ التعليم المزدوج، وبعد أن وجد اسمه في الانتقاء الأولي، توجه إلى مركز الامتحان؛ ثانوية الكندي بمدينة تازة، مصحوباً بابنته، التي تدرس في الجذع المشترك، من أجل أن تملي عليه ما في ورقة الامتحان، غير أنه تفاجأ بمنعه من الدخول.
وقال جصاب في تصريحٍ لجريدة “بناصا”، إنه، ومباشرة بعد وصوله إلى المؤسسة رفقة ابنته، ومصحوباً بشهادة مدرسية لها، طلبوا منه ترخيصاً مسلماً من المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، تسمح لنجلته، بالدخول معه، وهو ما اعتبره مفاجئً، لأنه لم يتم الإشارة إليه في “إعلان المباراة ولا في إعلان المقبولين لاجتياز الاختبار الكتابي”.
وأضاف المتحدث نفسه: “بعد رفضهم دخولي، كانت الساعة الثامنة صباحاً، وطلبوا مني التوجه بسرعة إلى المندوبية من أجل الحصول على ترخيص يسمح لابنتي بالدخول معي، على أن أعود بعد نصف ساعة على الأكثر (أي في الثامنة والنصف). اضطررت لأستقل سيارة أجرة وأذهب إلى المندوبية، غير أني لم أجد أي مسؤول هناك”.
وتابع جصاب: “أخبرني بعض الحراس بأن أعود لمركز الامتحان، وأحاول إيجاد حلّ لكي أجتاز الامتحان لغاية حصولي على الترخيص وتسليمه لهم، غير أنه، وقبل دخولي قاعة الامتحان، تم منعي، وفي اللحظة نفسها، كانت هناك امرأة أخرى، تعاني من نفس وضعيتي، مُنعت هي الأخرى، وطلبوا منها التوجه للإدارة للنظر في مشكلتنا”.
وأوضح الشخص بأنه بعد “تواجدنا في الإدارة، اتصلوا بالمندوبية، لإخبارهم بمشكلنا، لكن المسؤولين بها، رفضوا، بشكل قاطع أن تدخل معي ابنتي من دون ترخيص، طالبين مني الدخول بمفردي، وهو الأمر المستحيل، لأني لا أستطيع الرؤية، وأحتاج لمرافق يملي عليه ما في ورقة الامتحان”.
وكشف جصاب بأن هناك العديد من المكفوفين الذين عانوا من نفس المشكل، في عدد من الجهات، مثل الرباط سلا والدار البيضاء سطات، مشيراً، إلى أن بعض الأكاديميات الجهوية لمهن التربية والتكوين اعتمدت على الرخصة، فيما لم تعتمدها أكاديميات أخرى، علماً أنه سبق لهذه الفئة أن اجتازت مباراة سابقة، وتم منحها كل التسهيلات من توفير مرافق ودون أي ترخيص.
وطالب جصاب، بضرورة تحرك وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، والأكاديميانت الجهوية، من أجل إنصاف فئة المكفوفين، لأن ما وقع هو إقصاء، ولابد من إيجاد حلّ لهذا الأمر.
تعليقات الزوار ( 0 )