في ضوء أزمة الهجرة على الحدود المغربية الإسبانية، قالت منظمة “أنقذوا الأطفال”، إنّ واحدا من كل أربعة أطفال تقريبا تعرض للعنف الجسدي أو سوء المعاملة في بلدانهم الأصلية، كما تعرض واحد من كل ستة “للتعذيب أو المعاملة المهينة قبل وصولهم إلى إسبانيا”.
وأجرت منظمة “أنقذوا الأطفال” المعنية بالدفاع عن حقوق الطفل، مقابلات مع أكثر من 200 طفل قدموا إلى مدينة سبتة المحتلة في أعقاب أزمة الهجرة، أوضحت من خلالها أن جزء مهم من الأطفال غير المصحوبين بذويهم تعرَّضوا إلى إساءة المعاملة في بلدانهم الأصلية.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “publico” الإسبانية، يومه (السبت) فإنّ الوضع في سبتة لايزال حرجًا، خاصة بالنسبة لأكثر من ألف قاصر غير مصحوبين بذويهم تمكنوا من السباحة إلى سبتة، بعد أن وصل أزيد من 10000 شخص في ماي الماضي إلى المعبر الحدودي.
ولا يزال حوالي 800 قاصر يعيشون في أماكن مرتجلة في ظروف سيئة وبدون أفق واضح، بينما ينام آخرون في الشوارع والجبال خوفًا من العودة إلى المغرب أو سئموا من الظروف السيئة الموصوفة في هذه الأماكن، والتي يعرفها أيضًا مكتب المدعي العام للقصر في المدينة، وفق تقرير الصحيفة.
وطالبت حكومة سبتة التعاون مع منظمة “أنقذوا الأطفال” لإجراء المقابلات الشخصية الأولى مع القصر لتحديد حالات الضعف، وقبل بضعة أسابيع، ذكرت المنظمة غير الحكومية بالفعل بأن جزءًا كبيرًا من الحالات التي تمت دراستها قدمت ملامح ضعيفة لا يوصى بإعادتها إلى الوطن.
وقامت المنظمة غير الحكومية، أمس الجمعة، بتفصيل بعض البيانات الإضافية حول هذا العمل، ولا تزال الاستنتاجات مثيرة للقلق، حيث أجروا 220 مقابلة مع قاصرين يقيمون في أحد المرافق المؤقتة، أو المستودعات التي يتواجد بها حوالي 135 فتى و85 فتاة تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا.
وأوضحت المنظمة ذاتها، أنه باستثناء أحد عشر فتى من دول إفريقيا جنوب الصحراء، فإن بقية الأشخاص الذين تمت مقابلتهم هم مغاربة، وأوضحوا أن معظمهم قرروا الهجرة بعد تعرضهم للاضطهاد في بلدهم الأصلي بسبب ميولهم الجنسي، وفي حالة الفتيات، فإن قصص الهروب من “الزواج القسري”، وحالات “العنف الجنساني” أو ‘الاعتداء الجنسي في البيئة الأسرية”، من بين أسباب أخرى، شائعة.
وعلى الرغم من أن النية الأولية للحكومة الإسبانية كانت إعادة معظم الأطفال إلى أوطانهم، إلا أن الواقع هو أن هذه العملية تعثرت بسبب عدة عوامل، من بينها القانون الإسباني نفسه واتفاقية حقوق الطفل، التي تلزم كل حالة بدراسة على حدة وتقييم ما هو الأفضل للقاصر أثناء بقائه محميًا من قبل سلطات المدينة.
وأعرب 13 قاصرًا من بين جميع القاصرين الذين قابلتهم منظمة “أنقذوا الأطفال” غير الحكومية، عن رغبتهم في طلب اللجوء، وأحالت 41 حالة ضعيفة تعاني من مشاكل طبية تتطلب رعاية متخصصة إلى المديرية العامة للأطفال والمراهقين (DGIA) في سبتة.
وأشارت المنظمة، إلى أن العدد الإجمالي للأطفال واليافعين الذين وصلوا إلى سبتة بين 17 و 18 ماي، وكذلك عدد القصر الذين يعيشون حاليًا في الشوارع، لا يزال غير معروف، وأن البيانات الوحيدة المتاحة تأتي من شرطة سبتة، التي سجلت حتى الآن 1108 أطفال ومراهقين.
من جانبه، قال ناتشو غواديكس، رئيس قسم التربية على حقوق الطفل والحملات في اليونيسف في إسبانيا، في مؤتمر صحفي الاثنين الماضي، إن “هذا العدد من الأطفال الذين ليس لديهم استجابة كافية هو أمر لا يمكننا الموافقة عليه كدولة متقدمة”.
وتصر كل من منظمة إنقاذ الطفولة واليونيسيف على وجود مبادرة سياسية لتصميم آلية مشاركة بين الأقاليم الإسبانية، تشمل أيضا الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي، كما دعت منظمة “أنقذوا الأطفال” إلى “خطة طوارئ على مستوى الدولة” توفر الموارد الاقتصادية والبشرية لنظام الحماية في سبتة أثناء استمرار الأزمة.
تعليقات الزوار ( 0 )