Share
  • Link copied

منطق الضيعة في تدبير مراكز القوى الناعمة القطرية

أما بعد ..!

يبدو أن بعض أصحاب القرار ممن تمت توليتهم أمر تدبير بعض المؤسسات والشركات في دولة قطر التي تربطها بالمغرب علاقة جيدة على مستويات عديدة، وربما لا يفهمون طبيعة العلاقة بين المغرب وباقي الدول العربية الأخرى ومنها دولة قطر، لأن المغرب من البلدان العربية التي لها منطق خاص في التعاطي مع القضايا الإقليمية، وهنا نضرب مثلا فقط لما تجرد المغرب من التموقع إبان الأزمة الخليجية مع هذه الجهة ضد الجهة المقابلة، إيمانا بأن ذلك الخلاف بين الإخوة طارئ وزائل.

بل كان المغرب خلال تلك المرحلة خير سند للشعب القطري عبر توفير جسور جوية لتوريد المواد الغذائية الضرورية في أسواق الدوحة، ولترسيخ ثقافة الصلح ونبذ الخلاف كسر العاهل المغربي الحصار الجوي في رحلة مباشرة من أبوظبي نحو العاصمة القطرية، وتجول في أسواقها كما فعل ذلك من قبل إبان التفجيرات الإرهابية التي ضربت تونس.

أما بعد ..!

سمعنا الكثير من الروايات الإعلامية الغربية التي تخصصت في الهجوم على قطر ضمن السياق العام الذي رافق تنظيم نهاية المونديال الذي استضافته الدوحة، ونجحت في تنظيمه، وكان لحضور المغرب دور في قصة النجاح إن على مستوى التنظيم عبر الدعم الأمني والحضور الأمني اللافت، وعلى المستوى الرياضي بفضل الإنجاز الذي حققه المنتخب المغربي بالوصول للنصف النهائي في أول كأس عالم ينظم في بلاد العرب، هي إنجازات تنضاف لما أنجزته دولة قطر التي تعتبر إحدى مراكز القوة الناعمة بالمنطقة ولا ريب.

أما بعد ..!

إن ما يتهدد النبوغ القطري مجالات عديدة وصورة قطر في محيطها ليس بالضرورة ما قد يأتي من الخارج، بل بعض السلوكات الفردية التي تنهجها بعض مراكز القرار في بعض المؤسسات الاستراتيجية، والتي لا يمكن وسمها إلا بمنطق الضيعة، حيث يسود منطق الراعي الذي يعتبر البقية مجرد قطيع يمكن بيعهم والتضحية بهم، وأن ما يحتاجونه هو علف وسكن لا غير، هذا مع وجود بعض الكلاب المستوردة من الخارج والتي تتقن النباح، وفي بعض الأحيان تعض من حولها إذ أن هذا المنطق يكاد يكون ممارسة على الأقل في شبكة الجزيرة الإعلامية، والتي كان آخر ضحاياها صحفي مغربي شريف رفض معاملته بهذا الأسلوب المهين إرضاء لمن حاول العض وفشل، وما بقي له إلا النباح حتى وصل إلى من بيده الجاه والسلطان داخل مقر القناة حتى يعن له أن يقضي ما به قاض.

أما بعد ..!

يعسر في هذا العصر معاملة الجميع بمنطق الضيعة، بل إن حتى الضيعات تخلت عن نظام التدبير التقليدي، وأصبحت تعتمد نظريات Management moderne، ولذا فما يُعاب على شبكة الجزيرة والعارفين بخفاياها وخباياها هو أنها أضحت، وبالرغم من قوتها الظاهرة للمتابعين فهي قابلة للاختراق، غير أنه يبدو أن مكامن الخطر مست شظاياها مؤسسة ذات تأثير إعلامي، وجعلتها تتموقع كطرف في صراع جيوـ سياسي فرض على المغرب خوضه مع أحد جيرانه كرها.

وعندها تفقد المؤسسة الإعلامية مشروعيتها كمؤسسة حيادية لدى الرأي العام المغربي، وقد يمتد تأثير ذلك، لا سمح الله، إلى مستويات أكبر إذا ما بقيت الشبكة بشقيها الرياضي و السياسي تحديدا تحابي صحفيين معروفين بمعاداتهم المغرب في كل المنصات، مقابل معاقبة من هم اليوم في منطقة الدفاع والرد على الترهات والأراجيف…هنا سنتذكر ذات يوم مواقف من يفكر بعقل الدولة الأمة وبين من يفكر بمنطق الضيعة.

أما بعد ..!

لله الأمر من قبل و من بعد.

Share
  • Link copied
المقال التالي