أعلنت شركة أوسموسون (Osmosun) انطلاق تشغيل أول مشروعاتها لتحلية مياه البحر باستعمال الطاقة الشمسية في المغرب.
يقع المشروع في منطقة كلميم واد نون الصحراوية جنوب المغرب، وستُستعمل المياه العذبة لصالح مشروع شركة ساند تو غرين الفرنسية المغربية (SAND TO GREEN)؛ إذ يستهدف ري مزرعة على مساحة 38 هكتارًا، وفق ما أفادت به منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وفي ضوء ندرة المياه الصالحة للشرب والزراعة في المغرب، يقوم المشروع على نهج الزراعة التجديدية، وهي ممارسات تستهدف استعادة صحة التربة والتنوع البيولوجي وإعادة التوازن للنظم البيئية.
تقول شركة “ساند تو غرين” التي تأسست في عام 2022، إنها استلهمت نموذج الحراجة الزراعية (الجمع بين الأشجار والمحاصيل ورعي الماشية) من الواحات وسط الصحراء.
وترتكز الفكرة إلى 3 محاور، هي برمجيات الحراجة الزراعية والهندسة الحيوية للتربة واستعمال مياه الآبار قليلة الملوحة عبر معالجتها باستعمال الطاقة الشمسية في المغرب.
تحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية
تصل الطاقة الإنتاجية لمحطة التحلية الجديدة إلى 140 مليون متر مكعب من المياه العذبة يوميًا، وفق بيان صحفي نشرته شركة أوسموسون عبر موقعها الإلكتروني.
ومن بين المحاصيل التي ستُزرَع في الموقع، التين والرمان والخروب، بالإضافة إلى نباتات إبرة الراعي وإكليل الجبل.
ويشمل المشروع أيضًا مزرعة تجريبية على مساحة 7 هكتارات لإنتاج النباتات الملحية والأعلاف والأشجار.
تمثل محطة التحلية العاملة بالطاقة الشمسية في المغرب أول المشروعات منخفضة الكربون لشركة أوسموسون بالبلد الواقع في أقصى شمال غرب أفريقيا.
وأُعلِنت المحطة في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي (2023) عندما كشفت أوسموسون عن إقامة شركة جديدة بالمناصفة مع مجموعة “بي سي إس” الصناعة المغربية (PCS).
وتستهدف الشركة الوليدة تحقيق أهداف البرنامج الوطني لإمدادات مياه الشرب والري (PNAEPI) الذي أطلقته الحكومة المغربية في يناير/كانون الثاني (2020) لتسريع الاستثمار في قطاع المياه وتدعيم الأمن المائي.
وحتى العام الماضي، كان عدد محطات تحلية مياه البحر قد وصل إلى 12، وتخطط الرباط لمضاعفة العدد بمقدار 3 مرات بحلول عام 2030 لتعزيز حصة مياه الشرب المحلاة من 11% إلى 50% بنهاية العقد الجاري في 2030.
الطاقة الشمسية في المغرب
تقول شركة أوسموسون إنها في مكانة تؤهلها لتلبية احتياجات المغرب ودول شمال وغرب أفريقيا؛ إذ تمتلك أدوات تحلية المياه المالحة ومياه البحر التي تعمل بالطاقة الشمسية، وهو حل يجمع بين إنتاج مياه الشرب العذبة والإدارة المسؤولة للموارد وحماية البيئة.
وفي معرض تعقيبه على انطلاق أعمال أول محطة تحلية تعمل بالطاقة الشمسية في المغرب، قال الرئيس التنفيذي لشركة “ساند تو غرين” بنيامين رمباوت، إن استعمال مصادر المياه غير التقليدية هو أحد مفاتيح نموذج الزراعة التجديدية باستعمال تقنية معالجة المياه بوساطة مصدر كهرباء منخفض الكربون هو الطاقة الشمسية في المغرب التي طورتها شركة أوسموسون.
ومن خلال الجمع بين البراعة الهندسية وتحلية المياه بالطاقة الشمسية لدى الشركتين، قال رمباوت إن “ساند تو غرين” أثبتت أن تدهور التربة ليس عملية لا مفر منها، بل يمكن عكسها عبر إحياء الأراضي الجرداء لجعلها خصبة من جديد.
بدوره، قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “ساند تو غرين” كوينتين راغيتلي، إن تشغيل محطة التحلية بالطاقة الشمسية لأول مرة “أنباء سارة للأجيال المقبلة ومشروع مُلهم”.
كما أعرب عن فخره بالخطوة التي جاءت بعد أشهر من تكوين الشركة المشتركة مع المجموعة الصناعية المغربية.
وأشار إلى معاناة المغرب من أزمة نقص حاد في إمدادات المياه، وأن الاحتياجات ضخمة؛ لذلك فتبادل الخبرات مع مجموعة “بي سي إس”، يتيح الفرصة للجمع بين فهمها لقضايا الأراضي المحلية مع الحلول منخفضة الكربون، لإيجاد حل سريع للحاجة الملحّة للوصول بطريقة مستدامة إلى مياه الشرب.
مركز متقدم
كشف تقرير دولي حديث عن أن قطاع الطاقة المتجددة في المغرب حل في المركز الـ11 عالميًا بين أكبر مستقبلي التدفقات المالية الدولية.
وخلال الأعوام الممتدة بين 2010 و2022، استقبلت المملكة 6.2 مليار دولار، وتصدّرت الطاقة الشمسية في المغرب بحصولها على النصيب الأكبر من الأموال تليها الرياح والطاقة الكهرومائية من بين أخرى.
أعدت التقرير وكالة الطاقة الدولية، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، والبنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية.
وبنهاية عام 2022، بلغت حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء في المغرب 38%، ما يضع المملكة بين أكبر 5 بلدان أفريقية تطويرًا للطاقة المتجددة.
ويستهدف المغرب رفع حصة القدرات المركبة لمحطات الطاقة المتجددة إلى 52% بحلول عام 2030.
تعليقات الزوار ( 0 )