لم يكن إعلان الجزائر عبر وزير خارجيتها “رمطان لعمامرة” قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب الأزمة الأولى بين البلدين، بل هي أزمات متعددة عاشاها الجاران منذ استقلال المملكة إلى الآن، وسنين طويلة من العلاقات المبنية على مد حينا وعلى جزر أحيان أخرى.
في ما يلي، وعبر تراتبية زمنية، أبرز الأزمات التي مرت بين البلدين، منذ الاستقلال.
1962: المغرب ينشر قواته العسكرية في منطقة بالحدود الجزائرية
بعد أن اعترض المغرب على الطريقة التي تمت بها ترسيم الحدود بينه وبين الجزائر، واتهامه فرنسا بمحاباة جارته على حسابه، قام أواسط عام 1962 قام بنشر قواته في منطقة تقع خارج خطه الحدودي.
أزمة اندلعت بعدها حرب إعلامية بين المغرب والجزائر،الأخيرة التي قالت إن الرباط لديها نيات توسعية، فيما رأى المغرب في الاتهامات الجزائرية بأنها مدعومة إعلاميا من جهات خارجية تبحث عن امتداد لها في منطقة المغرب العربي، وقد اعتبرت هذه الأزمة إيذانا بأخرى أشد ثقلا وتأثيرا وهي حرب الرمال.
1963: اندلاع حرب الرمال بين الطرفين
شنت عناصر من القوات الجزائرية يوم 8 أكتوبر من سنة 1963 هجوما على منطقة “حاسي بيضا”، قتل فيه عشرة عناصر من الجيش المغربي الموجود بالمركز العسكري للمنطقة.
سارع المغرب بعدها إلى إرسال أكثر من وفد رسمي إلى الرئيس الجزائري “بن بلة” للاحتجاج على تلك الهجمة وغيرها من الهجمات، التي اتهمت الرباط أطرافا جزائرية بالقيام بها على مناطق حدودية جنوبا وشمالا، الوفود التي لم تجد لها آذانا صاغية في الجزائر.
وبعد وصول الجانبان إلى طريق مسدود، وبعد أن أغلقت أبواب التفاوض والعمل الدبلوماسي، اندلعت الحرب في أكتوبر 1963، واستمرت لأيام معدودة قبل أن تتوقف المعارك في 5 نونبر 1963، حين نجحت جهود جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية في توقيع اتفاق نهائي لإطلاق النار في 20 فبراير 1964.
1975: أزمة طرد نحو 350 ألف مغربي مقيم بالجزائر
بعد أن كانت شعوب العالم الإسلامي تستعد لاستقبال أحد شعائرهم الدينية، عيد الأضحى الذي كان وما يزال فرصة لصلة الرحم بين الأهل والأقارب والجيران، كان نظام “هواري بومدين” يستعد هو الآخر للقيام بتهجير قسري لأزيد من 350 ألف مغربي في مسيرة سميت حينها بالمسيرة السوداء.
بدأت عملية التهجير صبيحة عيد الأضحى 18 دجنبر 1975، بعد شهر واحد من المسيرة الخضراء، عملية اعتبروها العديدون غير إنسانية كونها جاءت نكاية فقط وحسرة على المسيرة الناجحة التي أعطى انطلاقتها المغفور له الحسن الثاني لاسترجاع الأقاليم الجنوبية من الاحتلال الإسباني.
1976: قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين
قطع العلاقات الدبلوماسية الذي تم الإعلان عنه أخيرا لم يكن أول سابقة في تاريخ العلاقة بين البلدين، ففي السابع من مارس من سنة 1976، قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع الجزائر بعد اعترفها بـ”الجمهورية الصحراوية الوهمية” التي أعلنتها جبهة البوليساريو الانفصالية حينها. لتُستأنف حتى سنة 1988 وتعود العلاقات للوضع الطبيعي الذي كانته قبلا.
1994: تفجيرات مراكش وإغلاق الحدود
في 24 غشت من عام 1994، وقعت أول عملية إرهابية فوق التراب المغربي، عندما استهدف مسلحون فندق “أطلس إسني” بمدينة مراكش السياحية، وهو الحادث الذي دفع المغرب إلى وضع احتمالية أن يكون جزائريون وراء هذا الهجوم الإرهابي، ما جعله يقوم بفرض التأشيرة على المواطنين الجزائريين كرد فعل استباقي وقاية من هجوم آخر محتمل.
الحكومة الجزائرية وكرد فعل، أعلنت إغلاقها للحدود البرية مع المغرب من طرف واحد، وهو الإغلاق الذي مازال مستمرا إلى اليوم.
تعليقات الزوار ( 0 )