شارك المقال
  • تم النسخ

منتجو الحوامض والزيتون بسهل “صبرا” بالناظور يدقون ناقوس الخطر

دق منتجو الحوامض والزيتون بسهل “صبرا” الواقع بجماعة أولاد ستوت، المحاذية لمدينة زايو بإقليم الناظور، ناقوس الخطر، بسبب تأخر تزويدهم بدورية مياه السقي، في وقت لا تعرف فيه المنطقة أي تساقطات مطرية، الأمر الذي جعل الفلاحين مهددين بتلقي أضرار جسيمة.

ويعتبر سهل “صبرا”، الواقع على الطريق الوطنية رقم 2، الرابطة بين بركان والناظور، وبالضبط بمحاذاة مدينة زايو، من أكبر السهول في الشرق، وأكثرها تموينا للأسواق المتواجدة بالمنطقة، خاصة بالخضر الأساسية، وفواكه البرتقال والعنب، إلى جانب الزيتون.

وتسببت قلة التساقطات التي عرفتها المنطقة في الفترة الماضية، في تراجع حقينة السد المزود لسهل صبرا بالماء، ما جعل المسؤولين يحاولون ترشيد إطلاق المياه مخافة تفاقم أزمة الجفاف، الشيء الذي انعكس سلبا على وضع الفلاحين، خاصة منتجي الحوامض والزيتون والعنب.

وفي هذا السياق، قال محمد، وهو فلاح يملك حقلا كبيرا خاصا بأشجار البرتقال، في تصريح لجريدة “بناصا”، إن “تأخر تزويدنا بدورية مياه السقي، سيتسبب في ضرر كبير على محصول الحوامض في صبرا”، مضيفا:”البرتقال يحتاج للماء بشكل كبير، خاصة في مراحل نموه الأخيرة، والتي قد ينتكس فيها كل شيء في حال لم تحظى الحقول بالمياه اللازمة”.

من جانبه أوضح محمود معطلة، وهو أحد فلاحي صبرا، في تصريح لوسائل إعلام محلية، بأن منتحي الحوامض في السهل باتوا يحتاجون لإطلاق دورية مياه السقي بشكل عاجل، مشيرا إلى أن “البرتقال وصل لحوالي 80 في المائة من نضجه، ولابد من الماء، خاصة خلال الشهر الحالي شتنبر”.

وتابع المتحدث نفسه، بأن عدم تزويد الفلاحين بمياه السقي خلال هذه الفترة سيجعل “كامل المجهود الذي بذلوه طوال الشهور الماضية يضيع”، منبها إلى أنه بات لزاما على المسؤولين أن يطلقوا مشروع واد المالك الذي دشنت أعماله في 2017، ووُعد بافتتاحه في 2019، غير أنه لم ير النور بعد لحد الآن، من أجل توفير بديل لتزويد المنطقة بمياه السقي.

من جهته التمس عيسى بنطالب، وهو رئيس إحدى التعاونيات الفلاحية بـ”صبرا”، في تصريح لوسائل إعلام محلية، من المدير الجهوي للحوض المائي، وعامل إقليم الناظور، بأن يتحركوا لإنهاء معاناة الفلاحين، مسترسلا بأن المزارعين اقترضوا المال والأسمدة والمبيدات من أجل أن يتمكنوا من إنتاج الحوامض بوفرة، وهذا التأخر سيزيد من تأزيم وضعيتهم.

وأردف المتحدث ذاته، بأن فلاحي سهل “صبرا”، لا يرغبون في التجمع والاحتجاج، في ظل الوضعية الوبائية التي يعرفها المغرب، والمتسمة بتفشي كورونا، ويكتفون بالمطالبة عبر وسائل الإعلام، وعن طريق مناشدة المسؤولين، بهدف إنقاذهم من هذا الوضع، وإطلاق دورية السقي خلال هذا الشهر.

ممثل الغرفة الفلاحية الجهوية وعضو جماعة أولاد ستوت، مختاري عبد السلام، قال في تصريح عن قضية المياه، إن فلاحي صبرا يعانون الأمرين لكي ينضج الإنتاج، وقاموا بسلف من البنوك، مطالبا والي جهة الشرق، وعامل الإقليم، والمدير الجهوي للاستثمار الفلاجي، ورئيس الغرفة الفلاحية والمدير الجهوي للحوض المائي، أن يتدخلوا لإطلاق دورية السقي.

يشار إلى أن ندرة التساقطات التي عرفها المغرب عموما، تسببت في تأزيم وضعية الفلاحين، في ظل انتهاج مختلف المسؤولين الفلاحيين في الجهات والأقاليم، سياسات متعلقة بترشيد استخدام مياه السقي، ما ترتب عنه تقليص حصصص الضيعات والحقول منها، الأمر الذي وصل لحد بات يهدد فيه بانتكاسة حقيقية على مستوى الإنتاج.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي