في إطار التعاون العسكري الوثيق الذي يجمع كلا من المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، قامت حاملة الطائرات “هاري ترومان” بمناورات مع فرقاطة من نوع “سيغما” التابعة للبحرية الملكية المغربية، لعبور مضيق جبل طارق والدخول إلى البحر الأبيض المتوسط، وذلك أثناء عملية منتظمة في منطقة عمليات الأسطول السادس للولايات المتحدة.
ووفقا لما نقلته صحيفة “لاراثون” الإسبانية عن مصادر عسكرية إسبانية، أن عملية العبور تأتي بعد أن غادرت الحاملة الأمريكية المذكورة آنفا ومجموعة الهجوم المرافقة لها، محطة نورفولك البحرية، فيرجينيا ومايبورت، فلوريدا، في الأول من دجنبر الجاري.
وتابعت “لاراثون” أن قائد المجموعة الأمريكية، العميد كيرت رينشاو، قد ثمن المناورة المُشتركة، بقوله ” كانت تجربة عظيمة لفريقنا الإبحار إلى جانب البحرية الملكية المغربية. وأظهرت مجموعتنا الناقلة مرة أخرى اليوم تنوعها وعزمها على تحسين قابلية الاشتغال المتبادل مع الشركاء المتشابهين في التفكير في كل من التدريب والعمليات في العالم الحقيقي”، وأضاف أيضا ” نتشاطر بالتأكيد مع شركائنا المغاربة هدف تعزيز ظروف الأمن والاستقرار البحريين في المنطقة وردع أو التصدي لمن يهددون الأمن في أي مكان في العالم”.
وذكرت الصحيفة الإسبانية ذاتها أنه أثناء وجود قائد المجموعة الأمريكية في منطقة عمليات الأسطول السادس، سيعمل مع القوات البحرية المتحالفة والمرتبطة بها، مع التركيز على جهود التعاون الأمني في المسرح لتعزيز الاستقرار الإقليمي، مع إشارتها إلى أن الشراكة مع البحرية المغربية عبر مضيق جبل طارق تدُل على وجود علاقات بحرية قوية مع الرباط والتزام تام بقواعد القانون الدولي.
وفي السياق ذاته، أفادت “لاراثون” أن عناصر مجموعة الهجوم الأمريكية التي يقودها العميد كورت رينشاو تشمل كل من السفينة الرئيسية “ترومان”، التي يقودها الكابتن غافين دوف؛ وتسعة أسراب من الجناح الجوي الناقل بقيادة الكابتن ماثيو بار، وأيضا مجموعة الضربات الناقلة والطائرة “”يو إس إس سان جاسينتو” من الفئة (سي جي 56) تيكوندروغا، بقيادة الكابتن كريس مارفن.
وتابع المصدر ذاته، أن المجموعة تصم أيضا مدمرات الصواريخ الموجهة لسرب المدمرة (DESRON) 28، التي يقودها الكابتن تود زينر والتي تشمل “يو إس إس باينبريدج”، و “يو إس إس كول” (دي جي 67)، و “يو إس إس جرافيكي” (دي دي جي 107)، و “يو إس إس كول” (دي جي إس 107)، و “يو إس إس إس جرافيي”، وكذلك فرقاطة من فئة فريدتجوف نانسن التابعة للبحرية الملكية النرويجية “HNoMS فريدتجوف نانسن” (F310).
وأضاف أن غافين دوف، كابتن السفينة الرئيسية قد أكد استعدادهم الدائم لتوفير قدرات مرنة للبعثات تتراوح بين الدعم والعمليات الأمنية البحرية والقدرة على الاستجابة للأزمات، وإلى زيادة التعاون الأمني في الميدان، وتوفير وجود بحري متقدم في مناطق عمليات الأسطول”.
يُشار إلى أنه من ضمن المجالات المتعددة للتعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والمغرب، يحتل الجانب الأمني والعسكري على الدوام مكانة متميزة، وذلك منذ إقدام المغرب على فتح موانئه للسفن الأمريكية في القرن الـ18 في غمرة كفاح الولايات المتحدة الأمريكية لنيل الاستقلال إلى غاية التمارين المشتركة للأسد الإفريقي، وطالما جمعت الرباط وواشنطن وجهات نظر متطابقة، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالرهانات الأمنية الكبرى للعالم.
كما قد سبق ووقع البلدان حديثا، اتفاقا للدفاع، وصفه الطرفان “بالتاريخي”، وتم توقيع هذا الاتفاق الذي يحمل اسم “خارطة الطريق للتعاون في مجال الدفاع، بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية” بمناسبة زيارة كاتب الدولة الأمريكي في الدفاع السابق، مارك إسبر، للرباط في أكتوبر الماضي.
تعليقات الزوار ( 0 )