قرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، التأسيس لخطاب سنوي، بداية من نهاية السنة الجارية 2023، تحتى مسمى، “خطاب الأمة” موجه للجزائريين أمام غرفتي البرلمان مجتمعتين، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الجزائرية، وذلك من أجل تقييم إنجازات السنة الجارية.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن هذا الخطاب السنوي سيمثل بالنسبة إلى الرئيس مناسبة أيضا لتقييم الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكذا السياسة الخارجية للبلاد، دون إغفال تحديد آفاق السنة الموالية.
وقالت الوكالة، إنه وبصورة استثنائية، سيكون الخطاب الموجه لـ”الأمة” من قبل الرئيس تبون، نظرا لاعتباره سابقة، المقرر نهاية سنة 2023، ذو طابع خاص، لأنه سيشمل تقييما كاملا للأربع سنوات الماضية.
وتعليقا على الموضوع، تساءل عبد الرحيم المنار السليمي، أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي ورئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، في منشور له على منصة “إكس”، تويتر (سابقا): “هل الجزائر أمة حتى يعلن تبون عن تأسيس خطاب سنوي يسمى ” خطاب إلى الأمة”؟.
وأوضح السليمي، أن “النظام العسكري لم يستطع تأسيس لا دولة ولا أمة، وحاول أن يقوم بتوظيف أسطورة المليون شهيد لجمع الجزائريين، ولكن تبين فيما بعد أن فرنسا جمعت أطرافا لا يمكن جمعها: غرب مغربي وصحراء شرقية مغربية سلمتها فرنسا لحراسها بالجزائر، وجنوب يعود في أصله لمالي وجنوب شرقي لازال الليبيون يطالبون به، وشرق طالب به الحبيب بورقيبة لان التراب التونسي يمتد إلى قسنطينة”.
وأضاف: “فمن هي الأمة التي سيخاطبها تبون؟ شهداء بدون أسماء وبدون قبور وبدون قائمة، جماجم مزورة، ربع مليون جزائري قتله النظام العسكري وخمسون ألف مختفي لحد اليوم، ونصف الجزائريين اليوم في السجن وحوالي عشرة ملايين جزائري خارج البلاد لايعرفون هل هم هاربون، لاجئون أم منفيون، فمن هي الأمة التي سيخاطب تبون والرقم المعلن عنه لعدد السكان مزور؟.
ومضى قائلا: “تبون سيخاطب إذن الموتى والمسجونين والأشباح، ولم يستطع نظام الجيش خلق لا دولة ولا أمة ولا مجتمع، فالأمة سيرورة تاريخية وحضارية ورابطة مشتركة، والأمة هي التي تخلق الدولة، ولا يمكن أن تكون الجزائر أمة.
وأشار السليمي، إلى “أن الجزائر تحتاج إلى إعادة صهر وبناء من الصفر، لأنه لاشيء يجمع أو يربط بين الجزائريين سوى أكذوبة يحكم بها الجيش هي أكذوبة المليون شهيد الذين لا يعرفهم أحدا، أكذوبة شهداء جمع فيها مؤرخ تبون اللقلاق والغراب والشجر والحجر والشهيد الحي الذي يمشي على رجليه ويقدم الشهادات في الندوات الصحفية”.
تعليقات الزوار ( 0 )