شارك المقال
  • تم النسخ

ملف الصحراء المغربية والقضية الفلسطينية.. وجها حكومة سانشيز في السياسة الخارجية

قالت صحيفة “إل بوبليكو” الإسبانية، إنه وبعيداً عن الحرب في أوكرانيا، هناك قضيتان رئيسيتان ميزتا حكومة بيدرو سانشيز في السياسة الدولية، من ناحية العلاقات مع المغرب وصراع الصحراء، ومن ناحية أخرى، العلاقات مع إسرائيل وفلسطين والصراع في الشرق الأوسط.

وحسب ذات المصدر، فإن قضية الصحراء والعلاقة مع الدولة المغربية، كانت إحدى الأشواك في خاصرة سانشيز منذ دخوله قصر مونكلوا، حيث كانت العلاقات مقطوعة منذ أشهر بسبب موقف إسبانيا التاريخي بشأن الصحراء واستقبال الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي في إسبانيا.

وأشارت الصحيفة، إلى أن المغرب مارس ضغط هجرة غير مسبوق تقريبًا، خاصة في مدينة سبتة، وكان سانشيز قد صرح في ماي 2021 أنه : “من غير المقبول أن تتعرض حدود إسبانيا للهجوم بسبب خلافات في السياسة الخارجية”، وتفاقمت الأزمة الدبلوماسية بعد ذلك.

واستنادا إلى المصادر عينها، فقد تغير كل شيء بعد فترة وجيزة، وأقال رئيس الحكومة وزيرة الخارجية آنذاك أرانشا غونزاليس لايا، وكان بديلها هو خوسيه مانويل ألباريس، وكانت المهمة الرئيسية التي أوكلها إليه سانشيز هي حل المشكلة مع المغرب، واعترفت مدريد بمغربية الصحراء.

وفي مارس 2022، أصدر ديوان القصر الملكي رسالة يعلن فيها تغيّير موقف سانشيز من قضية الصحراء، واعتبر الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب هو الخيار الأكثر “واقعية وجدية ومصداقية” لحل النزاع، وقد كسر هذ بحسب القصاصة، ما يسمى بـ “الحياد النشط” وحافظ على التوازن أيضًا مع الجزائر، الدولة الرئيسية في الصراع.

من جانب آخر، كانت إدارة الصراع في الشرق الأوسط مختلفة، وفي الواقع، حظي سانشيز بتقدير كبير في الدول العربية لإدانته لبنيامين نتنياهو لسياسته العدوانية وطلبه الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وهو الأمر الذي أبرزه سانشيز نفسه أثناء ظهوره أمام الكونجرس في العشرين من ديسمبر في مواجهة انتقادات من أحزاب مثل بوديموس، التي تطالب بمزيد من القوة، وقال “إذا تحدثت مع الدول العربية، فإن النهج هو الاعتراف، وهم يشعرون بالارتياح لرؤية أن هناك دولا في الغرب لها صوت حازم وموقف واضح”.

وقد حاول سانشيز أخذ زمام المبادرة في الاتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى موقف مشترك أقل فتورا ​​من موقف الشركاء الأوروبيين الآخرين، وبالإضافة إلى ذلك، فقد اختارت عقد مؤتمر دولي للسلام بمجرد تعزيز وقف إطلاق النار الذي لم يتم التوصل إليه بعد، وبالمثل، يريد الرئيس معالجة قضية الاعتراف بفلسطين كدولة حتى لو لم يتم تشجيع أي دولة أوروبية أخرى.

وقد أدى هذا الأخير، الذي تم الإعلان عنه لأول مرة منذ معبر رفح في مصر، وإدانة إسرائيل للتفجيرات على الضحايا المدنيين، إلى إطلاق العنان لأزمة دبلوماسية مع الدولة العبرية، وأخطر ما تعرضت له إسبانيا منذ استدعت إسرائيل سفيرها، وعلى الرغم من ذلك، يدافع سانشيز عن ضرورة أن تكون لدينا أفضل العلاقات بين البلدين ويستبعد كسرها.

ومن الواضح أن العلاقة مع المغرب ليست هي نفسها مع إسرائيل، ولا يوجد الكثير من المصالح المشتركة، كما أن جوار المملكة هو الذي حدد تحركات سانشيز، وقد أكد ألباريس، أثناء زيارته الأخيرة للمغرب، بحزم أن العلاقات الثنائية تمثل الأولوية القصوى في السياسة الخارجية لإسبانيا.

وذكرت “إل بوبليكو”، أن من الأمور الملفتة للنظر في هذا الشأن على وجه التحديد العلاقة التي تربط بين إسرائيل والمغرب منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، حيث قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء مقابل استئناف المغرب علاقاته مع إسرائيل.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي