شارك المقال
  • تم النسخ

مكوار: سعيد بالنجاح الذي حققه “ياقوت وعنبر”.. وأدعو المغاربة لمسامحة بوبكر

قال الممثل المغربي الصديق مكوار، إنه سعيد بالنجاح الذي حققه مسلسل “ياقوت وعنبر”، باعتباره واحد من الطاقم الذي اشتغل بحب وتفان كبيرين في هذا العمل التلفزي، رافعين جميعا بذلك هدفا موحدا يكمن في تقديم عمل فني ينال إعجاب الجمهور المغربي.

وأضاف الفنان المغربي مكوار أن أجواء التصوير كانت جد رائعة، وذلك مردّه اختيار فريق العمل الذي كان يمتاز بذكاء عال، وجمع بين ثلاثة أجيال من الممثلين،الرواد والمخضرمين والشباب، بالإضافة إلى اللمسة الفنية للمخرج والنص الدرامي الغني.

ومن جهة أخرى، اعتبر مكوار في حوار لـجريدة ”بناصا”، أن الممثل رفيق بوبكر “أخطأ والزلة كانت كبيرة بالنسبة للجمهور، ولا أحد يقبل بذلك، كما هو الحال لبوبكر نفسه، ولكن في لحظة وسياق معينين، وفي إطار معين وقع الخطأ”، وقال مكوار أنه إذا “عدنا إلى مرجعيتنا الدينية باعتبارنا مسلمين فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وخير الخطائين التوابون”.

لقي مسلسل “ياقوت و عنبر” إعجاب الجمهور المغربي، وحقق نجاحا ملحوظا. ما انطباعك وارتساماتك حول هذا النجاح؟

صراحة، لا يمكنني إلا أن أكون سعيدا، لأنني كنت واحدا من بين الطاقم الذي اشتغل بحب وتفان كبير. وكنا نحمل الهدف عينه، وهو تقديم عملا فنيا جيدا، لأن النجاح يتلو مرحلة الأداء والتجسيد الجيدين، والحمدلله لقي إعجابا من قبل الجمهور المغربي. ومن تم فهو نجاح قد يساوي 20 سنة من العمل دون تحقيق نجاح مماثل له. 

بالإضافة إلى الانصهار في جو الاشتغال الذي كان مطبوعا بالجد، وبين يديك نص مكتوب بحرفية عالية جدا، شخصيات واضحة الملامح، مع أدوار جميلة ومتعددة، يعني لم يهيمن دور واحد على حساب الأدوار الأخرى. وكنا نجتمع في لحظات القراءة الإيطالية لنقوم بالقراءة الإيطالية من خلال قراءة النص ومناقشته وكنا نلامس ونستمتع بتلك المتعة التي رسمتها المشاهد في أذهاننا، حيث كنا نتفاجأ بسيرورة الأحداث نظرا للخط الدرامي القوي، الذي اتسم به سيناريو المسلسل المكتوب من قبل سامية أقريو، ونورة الصقلي، وجواد الحلو. فعلا كنا نستشعر من خلال القراءة الغني بأننا أمام نص يعد إضافة كبيرة للدرامة المغربية.

كيف كانت تجربتك مع شخصية ”ناصر” وفريق العمل أثناء التصوير؟

كما تعلم، شخصية ” ناصر” التي قمت بتجسيدها، تعيق طريق المؤدية إلى ما يريد الوصول إليه البطل داخل النص الدرامي. ففي البداية حاولت الاشتغال على الجانب النفسي الذي تعيشه شخصية يتيم كبر مع عمه، وهذا النوع من الشخصيات يتميز بمميزات خاصة به وفروقات سيكولوجي نادرة عند الآخرين. ثم الاشتغال على جانب السن والشخصية أكبر من عمري بما يقرب 10 سنوات، وهذا تمثل أيضا في الجانب البيولوجي بالإضافة إلى المظهر الخارجي الذي تم الاشتغال عليه مع المخرج محمد نصرات، لتكون مصداقية وتطابقا مع بين ما يشخص وما توجد عليه الشخصية في الواقع، من خلال الأكسيسوارالمناسب، نسق الملابس المتصل بالسن والجيل الذي تمثله. والقيام بتقسيم المشاهد وسيرروة الأحداث. وقد حاولت الاندماج نفسيا في هذا الدور، بفضل التركيز وإدارة المخرج اللذان لعبا دورا هاما في ذلك، وأظن بأن ردة الفعل كانت جد إيجابية سواء من قبل الجمهور العادي أو المختص.

وبالنسبة للمخرج محمد نصرات، لقد كنت محظوظا، لأنني سبق لي الاشتغال معه، يعني أننا نعرف بعضنا البعض، وهو مخرج بخلفية سينمائية مميزة كما نظيرتها في التلفزيون حيث يشتغل بالطريقة نفسها، سواء بخصوص كيفية التفكير في إطار الصورة وعمق الصورة أو قربه من الممثل ليجعله أن يقدم الأفضل، كما هو الحال في ياقوت وعنبر الذي يسلط الضوء على حالات إنسانية كبيرة، لا تحتاج من الممثل اعتماد الذاكرة الانفعالية القريبة فقط، وإنما الذاكرة الانفاعلية العميقة نفسيا أيضا، لكي تتلاءم والشخصية المسندة إليه.

وقد كانت أجواء التصوير رائعة، وذلك يرجع إلى اختيار فريق العمل الذي كان فيه ذكاء عال، لأنه جمع بين ثلاثة أجيال من الممثلين، حيث كانوا معنا رواد ومخضرمين وشباب. وأظن أن هذا كان من بين أهم النقاط التي جعلت العمل مميزا، وحتى الممثلين قدموا قدرات مهمة في أدوار لم يعهدهم الجمهور بها، لتنال إعجابهم.

بين المسرح والتلفزيون أساسيات فنية ونفسية. في نظرك ما دور المسرح في تكوين الممثل؟

من المؤكد أن التكوين المسرحي شيء مهم جدا، لاسيما وأن المغرب يتوفر على معاهد. كلما تلقى الممثل تكوينا أكاديميا كلما فتح له فرص أكثر ليلج إلى الميدان، وبطبيعة الحال ضرورة توفر الموهبة شرط أساس لأنها تلعب دورا مهما في التواصل وفهم الأبعاد العميقة للفن، علما أن المسرح له ارتباط وطيد بالعلوم الإنسانية والفلسفة، مما يعني أن المستوى الثقافي للممثل له دور مهم، ولكن هذا لا يعني أن الأبواب مغلوقة أمام المواهب الحقيقة، بل إن الموهبة فرضت وجودها في الكثير من الأحيان في تجارب فنية عالمية، ولكن بالممارسة والإدارة الجيدة للمخرجين.

حسنا، الآن نمر إلى جانب آخر يخص الأزمة الراهنة التي نعيشها والعالم بخصوص جائحة كورونا، كيف يقضي الممثل الصديق مكوار فترة الحجر الصحي؟

بكل صدق، كلنا الأن نحارب الملل، ولكننا جد فخورين بالسياسة التي نهج بلدنها شعبا وقيادة، قصد مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، والمغاربة أثبتوا مرة أخرى بأنهم شعب عريق من خلال الروح الوطنية، التضامن، والتعاون، ونحن نعتز بانتمائنا لهذا الوطن، على الرغم من بعض الاستثناءات والهفوات المرتبطة ببعض السلوكات التي يجب تجاوزها لمحاربة الوباء.

أنا منخرط في التدابير الاحترازية والوقائية، لأن الامتثال لتعليمات وزارة الصحة والجهات المعنية واجب علينا، وحتى في الحالات القليلة التي أكون مضطرا للخروج فأنا أحرص على التقيد بالاحتياطات اللازمة، من قبيل ارتداء الكمامة الطبية والحفاظ على مسافة الأمان، كما أن هذه المرحلة أتبثت دور المرأة المغربية التي أوجه لها التحية، لأنها تحتاج منا أن نساعدها، ومن بين الأنشطة التي أزاولها داخل الحجر الصحي القراءة، مشاهدة التلفزيون، وقضاء وقت في الانترنيت.

ما رأيك في ما يتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص الممثل رفيق بوبكر؟

أنا حزين جدا على ما وقع لرفيق بوبكر، لأنني أعرفه شخصيا، وأعرف مدى طيبوبته، كما يعرف ذلك كل العاملين بالقطاع، إنه إنسان تلقائي ومحب لأسرته، بل وأكثر من ذلك المغاربة يحبون رفيق بوبكر. 

من المؤكد أنه أخطأ، والزلة كانت كبيرة بالنسبة للجمهور، لأننا نحن المغاربة نحب ديننا، ولا نقبل بذلك كما هو الحال لبوبكر نفسه، ولكن في لحظة وسياق معينين، وفي إطار معين وقع الخطأ، وإذا عدنا إلى مرجعيتنا الدينية باعتبارنا مسلمين فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وخير الخطائين التوابون، وبما أنه اعتذر بصدق فأنا أتوجه بنداء لخصلة التسامح التي نتميز بها كمغاربة ومسلمين، وأضم صوتي له وأطلب من المغاربة بأن يسامحوه.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي