عاشت الدبلوماسية المغربية انتعاشة غير مسبوقة خلال الأيام الأخيرة الماضية، بالقدر الذي انتقل فيه النقاش العمومي من الحديث عن المكاسب السنوية التي حققتها المملكة إلى مكاسبها الأسبوعية، والتي همت وقائعا وأحداثا عديدة، جعلت من الأسبوع الأخير أسبوع الدبلوماسية المغربية وبامتياز.
وتنوعت مصادر هذه المكاسب بين دول ومنظمات دولية، ما جعل المملكة المغربية تؤكد حضورها القوي، ليس على الساحة الإقليمية فحسب، ولكن على العالمية أيضا، وهو الأمر الذي صار حسب مختصين يجزم وأكثر من أي وقت مضى، في الفرضية القائلة بأن المغرب قد صار بالفعل قوة إقليمية.
موقف ألمانيا الإيجابي
دفع الإعلان الإيجابي والمواقف البناءة التي تم التعبير عنها، أخيرا، من قبل الحكومة الفدرالية الجديدة لألمانيا، إلى طي صفحة الخلاف التي فُتحت سابقا بين البلدين، والتي بدأت بسحب الرباط لسفيرتها من برلين.
وجاءت إشارات التهدئة من الجانب المغربي بعد أن كانت وزارة الخارجية الألمانية نشرت على موقعها الإلكتروني منتصف الأسبوع الماضي مقالا أشادت فيه بدور المغرب “كحلقة وصل مهمة بين الشمال والجنوب”، مشيرة إلى أن المملكة تعتبر شريكا محوريا للاتحاد الأوروبي وألمانيا في شمال إفريقيا وأنها تلعب “دورا مهما بالنسبة للاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة”.
وقد أفادت مصادر مطلعة للقناة العبرية I24 news بأن “المغرب أعاد السفيرة زهور العلوي إلى برلين، بعد إعلان حكومة ألمانيا عن موقف إيجابي بخصوص مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية”.
وعبر متتبعون بأن عودة العلاقات المغربية الألمانية، من شأنها أن تشكل قيمة إضافية هامة، تُقوي من وزن المغرب ومكانته الدولية، خاصة وقيمة التحالفات الأخرى التي عقدتها المملكة سابقا.
البيت الأبيض يذكُرُ الجزائر طرفا في نزاع الصحراء المغربية
من المكاسب التي تُضاف إلى سلة الدبلوماسية المغربية هذا الأسبوع، كان ما جرى أثناء مناقشة الإدارة الأمريكية، لسياستها الخارجية في كل من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
حيث أنه وعند حديث كبير مسؤوليها عن المغرب، أشار وبشكل واضح إلى الحزائر كطرف في النزاع المُفتعل حول الصحراء المغربية، بقوله في مقدمة كلمته ” فيما يتصل بالمغرب والجزائر والصراع في الصحراء الغربية..”، وذلك في تجاهل تام وبدون أي ذكر للطرف الآخر، جبهة البوليساريو الانفصالية.
ويأتي هذا الموقف تأكيدا على استمرار إدارة بايدن في التمسك بالاعتراف الكامل بسيادة المغرب على صحرائه، بالرغم من المحاولات الرامية إلى إظهار نقيض ذلك.
الاتحاد الأوروبي والفصل في الأقاليم الجنوبية
أكد الاتحاد الأوروبي، مجددا، ضمن تقريره السنوي ، أن ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة تستفيد بشكل كامل من الاتفاقيات المبرمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
وقد نزل وقع التأكيد مدويا على الطرف الآخر، الذي كان يتوقع موقفا مغايرا، خاصة بعد القرار السابق للمحكمة الأوروبية القاضي بإبطال اتفاقيات الصيد البحري والفلاحة بين المغرب والاتحاد الأوروبي والموسعة لتشمل الصحراء المغربية.
واعتمد تقرير الاتحاد الأوروبي، الذي يُفصل في مختلف جوانبه الفوائد التي تمنحها هذه الاتفاقية لساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة، نبرة إيجابية، ليست سوى انعكاسا لجودة ومتانة الشراكة القائمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، والتي تتميز بروح الثقة والانفتاح.
مجلس التعاون الخليجي يؤكد دعمه للمغرب
أكد المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مواقفه وقراراته الثابتة الداعمة لمغربية الصحراء والحفاظ على أمن واستقرار المملكة المغربية ووحدة أراضيها.
جاء ذلك في البيان الختامي الذي توج أعمال القمة الثانية والأربعين لمجلس التعاون الخليجي، التي انعقدت في الرياض اليوم الثلاثاء، برئاسة المملكة العربية السعودية
في المقابل، بعث الملك محمد السادس، برسالة يُعبر فيها عن شكره لدول الخليج إزاء “دعمها الصريح لمغربية الصحراء”، مؤكدا التزام بلاده “بالدفاع” عن أمن واستقرار تلك الدول.
الجامعة العربية تصدم الجزائر
ضمن مذكرة موجهة إلى جميع المنظمات والهيئات المنضوية تحت لوائها، شددت جامعة الدول العربية على ضرورة إبراز خريطة المملكة المغربية كاملة، بما يشمل الأقاليم الجنوبية، مطالبة المنظمات التابعة لها بالالتزام بفحوى المذكرة الجديدة.
وجاء ذلك حسب ما عبرت عنه عدد من المصادر الدبلوماسية، ردا على احتجاج تقدمت به مندوبية الجزائر لدى الجامعة، أخيرا، على “نشر خريطة المغرب كاملة في إحدى الفعاليات التي عقدتها منظمة المرأة العربية في القاهرة.”
وليكون قصر المرادية هو الآخر ملزما بتطبيق ما جاء في المذكرة المذكورة، في حال استضافته لإحدى فعاليات الجامعة، أو مشاركته فيها.
تعليقات الزوار ( 0 )