أعاد إعلان فرنسا، عن مقتل عدنان أبو الوليد الصحراوي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، موضوع تفريخ جبهة البوليساريو الانفصالية للإرهابيين في المنطقة، إلى الواجهة، بسبب علاقة المعني بـ”جماعة الرابوني”، التي كان ضمن صفوفها، وتولى مسؤوليات مهمة ضمنها.
وأعلنت فرنسا، أمس الأربعاء، عن مقتل زعيم داعش في الصحراء الكبرى، المدعو أبو الوليد الصحراوي، الذي ولد في مدينة العيون المغربية قبل أن يلتحق بالبوليساريو ويتولى مناصب قيادية داخلها، ليعرّج بعدها على الحركات الإرهابية في منطقة الصحراء والساحل، بدءاً بالقاعدة، ثم تنظيم الدولة، الذي بات أبرز وجوهه في المنطقة.
وكشفت تقارير صحفية، أن أبو الوليد، عاش في مخيمات تندوف على التراب الجزائري، والتحق بصفوف ميليشيات البوليساريو المسلحة، قبل أن يتجه سنة 2011، نحو الحركات الجهادية، ليعلن برفقة عدد من الأشخاص، عن تأسيس جماعة التوحيد والجهاد في غرف إفريقيا، وكان عضوا في مجلس شورى التنظيم، والمتحدث باسمها.
ويرى مراقبون بأن أبو الوليد، لم يقطع علاقاته بجبهة البوليساريو الانفصالية، حيث كانت ما يزال عدد من أفراد عائلته في المخيمات، كما أن البعض ذهب إلى أن الجزائر، الداعم الرئيسي لـ”جماعة الرابوني”، كانت على اتصال مباشر بزعيم تنظيم الدولة في منطقة الصحراء الكبرى، وبأن أتباع الأخير، هم منفذو عملية الاغتيال التي استهدفت سائقين مغاربة بمالي.
ومنذ الإعلان عن مقتل سائقين مغربيين وإصابة ثالث، في قافلة تجارية بدولة مالي، في هجوم مسلح نفذه مجهولون، وجه مجموعة من المحللين أصابع الاتهام إلى عدنان أبو الوليد الصحراوي، الذي ظل محافظا على تواصله بقيادة البوليساريو الانفصالية، كما أوضحوا أن تحركه تم بناء على طلب من الجزائر، التي تسعى إلى تنشيط معبرها الجديد للتبادل التجاري بولاية تندوف.
واعتبر محللون أن مقتل عدنان، يشكل ضرب موجعة للجزائر التي كانت تستغله من أجل الإبقاء على حالة الفوضى التي تعرفها بعض دول الصحراء والساحل، وعلى رأسها مالي والنيجر، حيث كتب عبد الرحيم المنار اسليمي، على حسابه بـ”فيسبوك”: “بمقتل أبو الوليد الصحراوي، تفقد ميليشيات البوليساريو أحد قياداتها الخلفية، وتفقد المخابرات العسكرية الجزائرية أحد أذرعها الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء”.
علاقة البوليساريو بالإرهاب لم تظل حبيسة تحليلات المحللين، حيث سبق لمدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، حبوب الشرقاوي، أن كشف، في حوار له مع مجلة “جون أفريك”، عن “وجود ما لا يقل عن 100 انفصالي ينشط داخل التنظيمات الإرهابية في منطقة الصحراء والساحل، إلى جانب تعبئة الأئمة داخل مخيمات تندوف، للفكر المتطرف”.
هذا، وسبق للناشط الحقوقي الفاضل ابريكة، أن تطرق لموضوع علاقة البوليساريو بالجماعات الإرهابية، في مداخلة له بالمجلس الأممي لحقوق الإنسان بجنيف، حيث قال إن الجبهة “تعمل على جلب مسلحين من المجموعات المقاتلة بمنطقة الساحل والصحراء”، كما أن بعض أتباع “جماعة الرابوني”، خرجوا بالفعل ليدعو “جهاديي الساحل للقتال في صفوف البوليساريو”.
تعليقات الزوار ( 0 )