نشرت مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) الأميركية مقالا قالت فيه كاتبته نصموت غباداموسي، إن الصراع بين إسرائيل وحماس يختبر الاتفاقيات الإبراهيمية، حيث تواجه العلاقات الودية بين الرباط وتل أبيب رد فعل عنيف من بعض المواطنين المؤيدين للفلسطينيين مع تجديد السودان لعلاقاته مع إيران.
وأوضحت الكاتبة، أنه بعد تعهد بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل “سترد على نيران حماس بحجم لم يعرفه العدو، وسيدفع ثمنا غير مسبوق”، حتى دفعت مثل هذه الكلمات المغاربة إلى التظاهر في العاصمة الرباط دعما لفلسطين ورفض التطبيع مع حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة.
واتخذت العديد من الجماعات الإسلامية والاتجاهات المحسوبة على اليسار موقفًا متباينًا تجاه الحكومة المغربية، حيث أشاد حزب العدالة والتنمية، الذي كان يتمتع بأغلبية برلمانية حتى انتخابات 2021، بهجوم حماس ووصفه بأنه “رد فعل طبيعي ومشروع على الانتهاكات اليومية”.
ووفقا لنصموت غباداموسي، فإن الرباط تكافح لحشد الدعم القوي لإسرائيل في مواجهة المعارضة الداخلية، وقام البلدان بتطبيع العلاقات مقابل الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء المتنازع عليها، ومنذ الاتفاق، كثف المغرب مشترياته العسكرية من الطائرات بدون طيار وغيرها من المعدات العسكرية من إسرائيل، في سباق تسلح مع منافسته الجزائر، التي تدعم جبهة البوليساريو.
وفي هذا الصدد، قال ريكاردو فابياني، مدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، إن “المملكة المغربية بذلت جهودًا متضافرة لخلط الصراع بين إسرائيل وإيران وحماس مع صراعها في الصحراء المغربية”، مردفا: “أن “هناك فكرة مفادها أن المغاربة يروجون أن جبهة البوليساريو لها علاقات مع إيران”.
وأوضح المصدر ذاته لمجلة فورين بوليسي الأمريكية: أن “الجزائر لها علاقات مع إيران، وبالتالي فإن قتال المغرب في الصحراء المغربية يشبه أو يشبه قتال إسرائيل ضد إيران”، مشيرا إلى أن الارتباط بين التطبيع والصحراء المغربية جعل من الصعب على بعض المغاربة أن يعارضوا الرد الإسرائيلي الأخير على حركة حماس”.
وخلصت المجلة إلى أنه في الأشهر الأخيرة، جرت محادثات مفادها أن اتفاقات إبراهيم والتطبيع المحتمل للعلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية يمكن أن يدفع مصر والمغرب إلى التوسط في وقف التصعيد في الصراع بين إسرائيل وحماس، لكن مع انتشار القتال واحتمال إعادة احتلال إسرائيل لغزة، يعد ذلك بمثابة تذكير صارخ بأن اتفاقيات إبراهيم لن تحقق السلام.
تعليقات الزوار ( 0 )