قالت المجلة الفرنسية “Entreprendre” العالمية، في تقرير لها، إن الرباط تنجح حيث تفشل الجزائر، على الرغم من كون الحكومة الفرنسية ترغب في تسهيل إعادة انتخاب الرئيس الجزائري عبج المجيد تبون لولاية ثانية، والذي لم يبدأ حتى الآن أدنى بداية للانتعاش السياسي والاقتصادي.
وأوضح تقرير المجلة، أنه وعلى عكس جارتها المغربية المزدهرة، التي تنفتح على التجارة العالمية وتكتسب مواقع صناعية جديدة لمصنعي السيارات على أراضيها، حتى أنها تطلق الآن علامتها التجارية الخاصة للسيارات الكهربائية Néo Motors.
وسجل التقرير، أن عناد الرئيس الفرنسي في رغبته في المصالحة «مهما كان الثمن» مع الجزائر لا يناسب المملكة المغربية التي تنأى بنفسها، نتيجة لذلك، عن باريس.
وشددت المجلة ذاتها، على أنه لا يتعين على فرنسا أن تدخل في هذا النوع من التسوية، ويجب عليها، لكي تحظى بالاحترام، أن ترسل إشارات قوية على وجود سياسة عادلة ومحترمة لكل دولة على المدى القصير والطويل.
ولفت التقرير، إلى أن الثنائي باريس-الجزائر غير قادرين على الاتفاق على أي شيء، وأنه قد حان الوقت لكي يتغير هذا الأمر لصالح البلدين.
وأشار، إلى أنه وخلال أعمال الشغب التي اندلعت في يونيو 2023، سمحت الجزائر لنفسها بالتدخل في السياسة الداخلية الفرنسية من خلال التحذير من أي قمع مفرط من قبل السلطات. وهذا ما يسمى التدخل في الشؤون الداخلية.
وعلى المستوى الاقتصادي، تتطلع الجزائر إلى روسيا ودول أخرى لتقليل تجارتها مع باريس، في المقابل، دفعت فرنسا المزيد مقابل الغاز الجزائري وأقامت العديد من البنى التحتية خارج البحر الأبيض المتوسط، والتي لا تزال، تخدم السكان، وفق تعبير المجلة.
وأضافت المجلة، أن فرنسا سهلت منذ اتفاقية الهجرة لعام 1968، على إصدار 300 ألف تأشيرة سنويًا، واليوم، تطالب المعارضة اليمينية برمتها (إيريك سيوتي، ومارين لوبان، وإيريك زمور، ونيكولاس دوبون-إيجنان، وحتى إدوارد فيليب) بإزالتها لأن فرنسا لم تعد تخلق العديد من فرص العمل، وفوق كل شيء، لم يعد بإمكانها المزيد من التكامل.
ومضت بالقول، إن فرنسا لم تعد قادرة على استيعاب أكثر من 500000 مهاجر سنويًا، ومع ذلك، تواصل الجزائر رفض التعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية، مما أثار استياء جيرالد دارمانين الذي ذهب إلى الجزائر العاصمة في نوفمبر.
وأشارت المجلة، إلى أنه على الرغم من كل الرفض من جانب السلطات الجزائرية، من المفترض أن يتم استقبال الرئيس الجزائري بضجة كبيرة في الربيع المقبل في باريس، متسائلة: فقبل أن نفرش السجادة الحمراء لرئيس دولة يدوس على العديد من مصالحنا، ألم يكن من الأفضل لنا أن نطالبه بالتزامات محددة مسبقاً؟ الجواب في السؤال.
تعليقات الزوار ( 0 )