تشهد الساحة السياسية الجزائرية تحولات سريعة ومتسارعة، حيث يكتسح هاشتاغ “مانيش راضي” منصات التواصل الاجتماعي، معبراً عن سخط شعبي واسع النطاق تجاه السياسات الحكومية، حيث يطرح هذا الحراك الشعبي غير المسبوق تساؤلات حول مستقبل الجزائر، وهل نحن على أبواب “ربيع عربي” جديد؟
وانطلقت شرارة الغضب الشعبي في الجزائر مع تزايد الأعباء الاقتصادية، وارتفاع معدلات البطالة، وتدهور الخدمات الأساسية.
وقد وجد هذا الغضب منفذاً له عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتبادل المواطنون الجزائريون شكواهم ومطالبهم بشكل علني.
ويتميز هذا الحراك الشعبي بمشاركة واسعة من مختلف شرائح المجتمع، وبجرأة غير مسبوقة في انتقاد السلطة. فلم يعد المواطن الجزائري يخاف من التعبير عن رأيه، بل أصبح يطالب بحقوقه المشروعة بصوت عالٍ.
وقد أثار هذا الحراك قلق النظام الجزائري، ودفع بعض الشخصيات العامة إلى التحذير من تداعياته المحتملة. فالصحفي حفيظ درادجي، على سبيل المثال، حذر من احتمال اندلاع “ربيع عربي” جديد في الجزائر، إذا لم تستجب السلطات لمطالب الشعب.
ويعاني الاقتصاد الجزائري من أزمة حادة، تتمثل في تراجع أسعار النفط، وارتفاع الدين العام، وتدهور العملة الوطنية، كما ينتشر الفساد في مختلف مؤسسات الدولة، مما يؤدي إلى هدر المال العام، وحرمان المواطنين من الخدمات الأساسية.
ويشكو الجزائريون من تقييد الحريات، وغياب الديمقراطية، وعدم وجود آليات للمشاركة السياسية، حيث فشلت النخب السياسية في تقديم حلول للأزمات التي يعاني منها البلد، مما زاد من الاحتقان الشعبي.
ويرى بعض المراقبين، أنه من الصعب التنبؤ بما ستؤول إليه الأوضاع في الجزائر، فمن جهة، قد يؤدي هذا الحراك الشعبي إلى إصلاحات سياسية واقتصادية جوهرية. ومن جهة أخرى، قد يؤدي إلى مزيد من التوتر والاضطراب، إذا لم تستجب السلطات لمطالب الشعب.
تعليقات الزوار ( 0 )