بناصا – أسامة بوكرين
تحت شعار “جسدي حريتي”، انتشر فيديو تحسيسي يرمي الدّفاع عن حرية جسد المرأة والحدّ من ظاهرة العنف والتحرش، يظهر مجموعة من الفاعلات النسائيات تترأسهن الفنانة التشكيلية خديجة طنانة، وهن يجسدن لوحة غنائية أثارت جدلا كبيرا.
وتسبب الفيديو المنتشر في نيل مجسّداته لوابل من السّخرية وتعاليق “التنمر” وجّهت اساسا لطريقة الاخراج وتشخيص اللوحة الغنائية التي لم تستطع ايصال الرسالة حسب ما علّق به العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتحولت الى مادة دسمة للسخرية .
شكون أنا؟
استهلّت النّاشطات النسويات لوحتهن الغنائية بتساؤل “شكون أنا ؟” الذي تحول فيما بعد الى هاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي للسّخرية منهن، ليضفن بطريقة غنائية غريبة “أنا الأساس أنا الراس، أنا حرّة، حرة بعقلي وفكري وحرة فجسمي”.
وعن ذكورية المجتمع والقضايا التي يترافعن عنها، يقلن في نفس الشريط الذي سجّل عددا كبيرا من “اللاإعجابات” على موقع اليوتيب مقابل أقل من مئة اعجاب، -يقلن- عن المرأة انها “مسؤولة وقادة، كاملة و مكمولة وشكون تكون نتا باش تحگرني”.
وبصوت تشخيصي يشابه تلك اللوحات التي يجسدها الأطفال في المدارس يقول أصحاب الفيديو “المغتصب حگار، اناني حگار”، واستمرارا في تهجمهن على الذّكور يضفن بطريقة مباشرة موجهّات أصابع الاتهام للرجل “المغتصب هو نتا”.
ويضفن ايضا في اتهام مباشر لمؤسسات الدولة ان “المغتصب هو القضاء والبوليس والسلطة والدولة” كما يكشفن في المصدر نفسه “انا امرأة لا يهمني القضاء ولا تهمني الحكومة وفينهوا القضاء بغاوني نعيش فالكومة” .
سخرية عارمة
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مع قضية النسائيات اللائي نشرن فيديو “جسدي حريتي”، بسخرية كبيرة، حيث كتب الصحافي مصطفى الحسناوي ” قلة الاحتواء، وعدم الاهتمام، ونقصان الحرمان، هي ما تتسبب في هذا كله”.
وأضاف الباحث في العلوم الاجتماعية، موجها الرسالة للمغاربة “انشروا الحب، أشيعوا الاهتمام، والاحتواء ثم الاحتواء، وستكون الأمور على ما يرام “، مشيرا الى ان “اخر شيء يحتاجه المغاربة هو النسوية المتطرفة وجعل الرجل عدوا للمرأة”.
وعلّق حساب تحت اسم أبو ريان المغربي قائلا “الانسان العربي والامازيغي ليس في حاجة الى تقليد الأخر المختلف تماما عن هويتنا” مضيفا ان “تنزيل وتشخيص الثقافة الغربية في مجتماعتنا ادت الى مجموعة من الكوارث للأسف” مشيرا الى ان فيديو “انت المغتصب” هو تقليد لحملة غربية للدفاع عن حقوق المرأة تم ترجمة كلمات اعلانها حرفيا .
والى جانب التّعليقات الساخرة التي اعتبر بعضها ان قضية الدفاع عن المرأة “نبيلة” لكن جمالية الفيديو وغياب الذوق الفني أترا بشكل كبير على “عدالة القضية”، فان هناك من اتجه نحو رد الصاع صاعين بالتنمر على الناشطات وهاجم المعنيات على طريقة “المغتصب انت” واعتبرهن مجموعة من “الجاهلات المتطرفات” حسب ما تم تداوله في تعاليق .
مؤيدون قلائل
وذهب معلّقون على الفيديو الى ان النّاشطات وقعن في خطأ استنساخ كلمات الاغنية التحسيسية بشكل حرفي اما دفاعهن عن حقوق المرأة فهو في محله وقضيتهن تحتاج الى “التحسيس والتعريف بها في الأوساط المغربية”
عفراء العلوي، صحافية مغربية، وناشطة نسائية، تساءلت عن “ما الذي يحدث في عقل من انتقد الفيديو” مضيفة ان “هؤلاء النسوة على الأقل قاموا بخطوة من أجل تغيير واقعهم” .
وأضافت العلوي في تدوينة لها على موقع التوصل الاجتماعي فايسبوك، ان الفيديو المنشور “طريقة للاحتجاج متداولة في مجموعة من الدول، لكن للأسف مجتمعنا يستطيع القيام بأي شيء من أجل كبح جماح المرأة المغربية وتقييد حريتها”.
عزيز إدامين، الباحث في مجال حقوق الانسان، قال معلّقا على الفيديو “أدافع عن حقوق المرأة منذ زمان، لكن الفيديو ضعيف في الاخراج والتصوير والصوت وكل شيء ” مشيرا الى ان “ملاحظاته حول المنتوج وليس حول القضية” مضيفا انه “كان بالإمكان ان يكون افضل واجمل ويبلغ الرسالة بقليل من الاجتهاد والابداع والمجهود”.
تعليقات الزوار ( 0 )