بعد استعمال طريق بلدان البلقان، كمنفذ للدخول إلى الأراضي الأوروبية، وتحول المسار إلى مقبرة للعديد منهم، وسط إجراءات أمنية مشددة، ووجود عصابات تعذبهم وتقتلهم، أصبح العديد من المغاربة، يغيرون طرقهم صوب الأراضي الأوروبية، عبر دولة بيلاروسيا في اتجاه بولندا وألمانيا وليتوانيا.
ووفق شهادات، نقلها موقع ‘’مهاجر نيوز’’ المتخصص في نقل أخبار المهاجرين عبر العالم، فإن المغاربة من بين الجنسيات المتواجدة ضمن العالقين بالأراضي البيلاروسية، في طقس بارد جدا، في ظل وجود أخبار تفيد عن مقتل العديد منهم، جراء البرد القارس الذي تعرفه المنطقة.
ونقلا عن المصدر ذاته، الذي بث شهادات حية لمهاجرين مغاربة، أكدوا من خلالها على تشبتهم بالحل الأوروبي، خاصة في ظل الحراسة المشددة الذي أصبحت تعيش على وقعها بلادن ‘’البلقان’’ التي أإلقت حدودها وشددت المراقبة على النقاط الحدودية التي يسلكها لمهاجرون القادمون من تركيا’’.
وفي حديثه للموقع ذاته قال شاب مغربي يبلغ من العمر 28 سنة، “لا يوجد لدي ما أخسره ولا أملك وظيفة ثابتة في المغرب، وبعد وفاة والدتي لم أستطع اكمال دراستي الجامعية، لذلك قررت الهجرة لأوروبا، وذلك بعد أن شجعني العديد من أصدقائي، بعضهم نجح في الفرار، ووصلوا إلى دول أوروبية مختلفة، منها رومانيا وألمانيا وفرنسا’’.
وأضاف ‘’ منذ ثلاث سنوات سافرت إلى تركيا، واتفقت مع مهربين من أجل تهريبينا إلى أوروبا، مشينا برا عبر الحدود التركية اليونانية، إلا أنه تم القبض علينا من الشرطة اليونانية، وتم اعتقالنا، واعادتنا مرة أخرى إلى تركيا، بالرغم من معاناتي الشديدة بسبب الاعتقال في اليونان، وتعرضي للضرب، بيد أنني قررت المحاولة مجددا، ارتحت قليلا لأن الرحلة الأولى استغرقت 15 يوما’’.
مردفا:’’حاوت بعدها مجددا، مع مجموعة تهريب أخرى، ولكن تم القبض علينا، كما فشلت محاولاتي المنفردة في الدخول، وتم ترحيلي إلى المغرب’’
وفي سياق متصل، قال المهاجر المغربي ‘’الآن أنا أريد السفر عبر بيلاروسيا، تشجعت جدا من هذه الفكرة، برأيي أن المغامرة تستحق، فالحدود ليست مؤمنة بالكامل، وهو ما أعاد لي الأمل في الوصول إلى ألمانيا، بعد أن فشلت في السابق. هناك من نجح بالدخول من هناك. عرفت ذلك عبر متابعتي لصفحات التواصل الاجتماعي. للأسف لا أملك خبرة كبيرة تؤهلني للوصول إلى هناك. ولا أعرف ماذا أفعل، حاولت التواصل مع مهربين، قالوا لي المشكلة بالحصول على فيزا لبيلاروسيا. هناك من أخبرني بإمكانية الحصول على “فيزا مزورة إلى هناك”، وبعد أن دفعت النقود اختفى’’.
وكتب موقع ‘’مهاجر نيوز’’ نقلا عن سامر ‘’ أنا أدرك أن ألمانيا صنفت المهاجرين من دول مغاربية أنهم قادمين من دول آمنة، بيد أن هذا الأمر لا يهمني، أنا واثق من استطاعتي تدبير أموري هناك، حال وصولي، العديد من أصدقائي فعلوا ذلك. وحتى إن لم أنجح في ألمانيا، سأحاول في دول أوروبية أخرى. أنا واثق أن حياتي ستتبدل بعد وصولي للدول الأوروبية، سيصبح معي الكثير من الأموال، وحياتي النفسية ستصبح أفضل’’.
تعليقات الزوار ( 0 )