شارك المقال
  • تم النسخ

مغاربة: هزيمة “البيجيدي” في الانتخابات درس مؤلم من الشعب بعد سلسلة من القرارات

تلقى حزب العدالة والتنمية هزيمة كبيرة خلال الاستحقاقات الانتخابية التي شهدها المغرب يوم أمس الأربعاء 8 شتنبر، بعد حصوله على 13 مقعد برلماني فقط، ليكون في المرتبة ما قبل الأخيرة في سلم ترتيب الأحزاب الحاصلة على المراتب الأولى، ليخلف بذلك موجة كبيرة من السخرية من قبل المغاربة الذين اعتبروا قرارات الحزب أثناء توليه رئاسة الحكومة، السبب الرئيس في هذا الانهيار.

وفي سياق متصل، أجمعت تدوينات المغاربة، حسب ما تمت معايتنه، على كون ولايتي حزب ‘’البيجيدي’’ هي السبب الرئيس في الانتكاسة الكبيرة التي وقع فيها، خلال الاستحقاقات الانتخابية التي شهدت تراجعا كبيرا للحزب الذي حقق أولى المراتب في الانتخابات التي شهدتها المملكة ما بعد دستور 2011، خاصة وأن البيجيدي كان يتمتع بشعبية كبيرة، في فترة ما بعد ‘’الربيع الديمقراطي’’.

وفي سياق متصل، قال اسماعيل عزام، الصحفي المغربي المقيم في ألمانيا، تعليقا على اندحار البيجيدي ‘’ شخصيا لم أكن أتوقع أن يفوز حزب العدالة والتنمية، لكن بصدق لم أتصور أنه سيحصل فقط على 12 مقعدا.هذا أسوأ انحدار على الإطلاق في تاريخ الانتخابات التشريعية، لم يسبق لحزب ترأس الحكومة أن تراجع من المركز الأول إلى المركز الثامن’’.

وأضاف ‘’مهما حاول أعضاء البيجيدي تبرير الهزيمة بوجود المال والخروقات والقاسم الانتخابي، فهذه العناصر مجتمعة لم تكن لتهوي بالحزب إلى الانحدار. ليست شماتة، لكنها نهاية سرمدية يستحقها هذا الحزب الذي بارك التراجعات الحقوقية بل وبررها عبر وزيره المصطفى الرميد، وقبل أن يكون في مواجهة الشعب بسبب قرارات فُرضت عليه، وقدم تنازلات ساذجة كقبول شروط أخنوش غداة إعفاء بنكيران، كما تماشى مع ما تريده السلطة في عهده من رئاسة حكومة ضعيفة وتولي وزارات متواضعة مقابل تقوية وزارات التكنوقراط ووزارات حزب الأحرار’’.

وقال الصحفي المغربي ‘’غالبا لن يُعرض على الحزب المشاركة في الحكومة، ولن يقبل بها حتى ولو عٌرضت عليه، وما عليه سوى الآن أن يفكر كيف سيعارض بشكل لا يفضحه أكثر، أي أن لا يعارض ما كان يقبله وهو في رئاسة الحكومة.حقا ليست النهاية بالمعنى الكامل، لكنها نهاية حزب توّهم أنه يقوم بالإصلاح، ونهاية للإسلاميين المشاركين في العملية السياسية، وبداية لبنية سياسية جديدة عمودها سيطرة واضحة لنخبة الاقتصاد والمال والتكنوقراط’’.

مشيرا إلى أن ‘’ الحزب سيتحول إلى جزء عادي من الأثاث السياسي للبرلمان، وقد يشهد انقسامات وخروج أحزاب صغيرة منه كما وقع للاتحاد الاشتراكي بعد انتخابات 2002، وغالبا إن أراد العودة إلى المراكز المتقدمة، عليه أن يستفيد من الطريقة التي سيّر بها إدريس لشكر حزب الاتحاد الاشتراكي، أي تغيير شكل الحزب بالكامل وملئه بالأعيان والالتصاق بأحد الأحزاب الإدارية علّ وعسى، أما التركيز على الخطاب السياسي التقليدي للحزب، فلن يجلب له سوى مزيدِ من الانحدار’’.

ومن جانبه، كتب عبد الله الحلوي، وهو أستاذ جامعي بجامعة القاضي عياض بمراكش ” الإعتقاد السائد بأن نتائج الإنتخابات كانت محددة ب”تصويت عقابي” ضد العدالة والتنمية اعتقاد صحيح جزئيا فقط. فهذا الإعتقاد يفسر السقوط المُدوي لهذا الحزب (من المرتبة الأولى إلى المرتبة 12، إلخ) ولكنه لا يفسر ظاهرتين اثنتين: أولهما صعود التجمع الوطني للأحرار من 37 مقعدا إلى 97 مقعدا وسقوط حزب الأصالة والمعاصرة من 102 مقاعد إلى 82 مقعدا (وهو هبوط كبير نسبيا قد يخفيه كون هذا الحزب حصل على المرتبة الثانية في الترتيب). معظم الأحزاب الكبرى الأخرى حافظت على نفسه مرتبتها في انتخابات 2016، باستثناء الإستقلال الذي حقق تطورا ملموسا بزيادة 33 مقعدا”.

وتعليقا على فشل البيجيدي في انتخابات 2021، أكد محمد مواسي، صحفي مغربي مقيم بالامارات إن ” المغاربة يصوتون دائما و يعاقبون من يمنحونهم ثقتهم ويفشلون في إدارة شؤونهم الداخلية وهذه الإنتخابات لم تخرج عن هذه القاعدة، أما السياسة الخارجية فتركوها كلها لملكهم محمد السادس هو وحده يقررها ويرسم خطوطها العريضة بما تقتضيه المصلحة العليا للبلاد و ثقتهم كاملة فيه”.

مردف:”لا عثماني ولا أرطغرل يقررها الانتخابات المغربية على مر السنين تخص الداخل المغربي ولم يكن لها أي ارتباط بالسياسة الخارجية للمملكة، لا صلة لخسارة حزب العدالة و التنمية بالتطبيع مع اسرائيل ولا بأي علاقة مع أي دولة حزب العدالة والتنمية منحه المغاربة ثقتهم وأوصلوه إلى السلطة وفاز بولايتيتن متتاليتين، ثم سحبوها منه بعدما أضرت سياساته بحياتهم اليومية وشؤونهم و انتهى الموضوع بمعنى أن هذه الانتخابات كانت عرسا مغربيا داخليا ناجحا بامتياز ولا دخل لها بأي سياسة خارجية”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي