رجح القيادي السابق في جبهة “البوليساريو” الانفصالية، أن تضطر الأخيرة، إلى “الخمول السياسي”، خلال النصف الأول من ولاية الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، مخافة دفع القوى الكبرى، إلى تطوير مواقفها الداعمة للمغرب أكثر في ملف الصحراء، مقابل ذلك، سيحاول المغرب استغلال توهجه الدبلوماسي، لحسم النزاع.
وقال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، في تدوينة نشرها على حسابه بـ”فيسبوك”، تحت عنوان: “ميزان نزاع الصحراء بين ضرورة الخمول السياسي ونهج السرعة القصوى”، إنه “من المرجح أن تتجه البوليساريو إلى انتهاج سياسة حذرة في الفترة المقبلة، خاصة مع وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض”.
وأضاف ولد سلمى، أن قادة الجبهة الانفصالية، يدركون جيداً “أنهم في وضع حرج يحتم عليهم الخمول السياسي وتجنب أي تصعيد قد يدفع الدول الداعمة للمغرب إلى تطوير مواقفها أكثر مما هي عليها الآن”، متابعاً أن “الأمر يتعلق بتكتيك سياسي هدفه تجاوز المرحلة الحالية، وامتصاص بريق المكاسب الدبلوماسية التي حققها المغرب، عبر عامل الوقت”.
واسترسل ولد سلمى، الذي كان مسؤولاً أمنيا في “البوليساريو”، قبل الانشقاق، أنه “لذلك من المتوقع أن تتوجه الجبهة في السنتين المقبلتين على الأقل، إلى نوع من التهدئة غير المعلنة، كي لا تمنح حجة لواشنطن، صاحبة القلم في مجلس الأمن الدولي، من أجل تطوير موقفها من قضية الصحراء لصالح المملكة المغربية”.
واستدرك أن “رغم أنها لن تتخلى عن قرار العودة إلى حمل السلاح، الذي هو شرط المغرب للانخراط في أية مباحثات أو مفاوضات، إلا أن الجبهة لن تقدم على ما من شأنه أن “يٌبَيٌَن الضوء” عليها ما لم تكن مضطرة، وتفضل في الوقت الراهن أن ينساها العالم لحين تجاوز هذه المرحلة الحرجة في تاريخها”.
وأوضح ولد سلمى، أنه “في مرحلة الهدوء المنتظر، أعتقد أن جهد الجبهة والجزائر، سيتركز في المدى القريب على معركة المحافظة على مقعد الاتحاد الافريقي، ومحاولة إعاقة أو في الحد الأدنى، فرملة مساعي الربط السيادي بين المغرب وموريتانيا عبر إقليم منطقة النزاع”.
وبالمقابل، يقول ولد سلمى، إن “المغرب طبعا يعي جيدًا أن خصومه في حالة ضعف، ولذلك نراه يسير بسرعة قصوى في اتجاه تكريس سيادته على الصحراء، وتحصين مكاسبه، ومراكمة الاعترافات الدبلوماسية”، مشيراً إلى أن “الجزائر بدورها في حاجة إلى إبقاء النزاع في الصحراء، وتصعيد حربها الإعلامية ضد الرباط”.
وأبرز أن الجزائر ستسير في هذا النهج، “تسويقا لنظرية العدو الخارجي التي تمنح نظامها فسحة لتمرير سياساته على المستوى الداخلي”، مضيفاً: “إذا لم نشهد تطورات دراماتيكية في السنوات الثلاثة القادمة، تنهي النزاع أو تجعل ميزانه يميل بشكل لا رجعة فيه لصالح المغرب، وصدقت “رؤية” الغريمين (الجزائر والمغرب) لسنة 2030، فستواجه المنطقة صعوبات في المستقبل”.
واعتبر ولد سلمى، أن “التصعيد المتوقع، إن لم يستجد جديد من شأنه أن يغير المعادلات الحالية، سيكون في نهاية عهدة ترامب وبمناسبة تنظيم المغرب لبطولة كأس العالم في كرة القدم (بين 2028 و 2030). إذ سترغب الجبهة في استغلال الحدث العالمي للتعريف بقضيتها ولفت الأضواء إليها”.
تعليقات الزوار ( 0 )