منذ منح حكومة مدريد، الحكم الذاتي لجزر الكناري، أصبحت زيارة رؤساء حكومة الأرخبيل إلى المغرب، بمثابة الأمر الضروري والإجباري، غير أن الرئيس الحالي أنجيل فيكتور توريس، أوشك على إنهاء ولايته دون أن يسافر إلى الرباط.
وكشفت جريدة “laprovincia”، أن رئاسة حكومة الأرخبيل، تبذل جهدا كبيراً من أجل ضبط موعد السفر ليكون بين يناير الحالي وفبراير المقبل، في حال كانت الظروف مواتية لذلك، غير أنها لم تنجح في ذلك إلى غاية الآن.
وذكرت الجريدة، أن توريس، كان قد استقبل القنصل الجديد للمغرب في جزر الكناري، فتيحة الكموري، التي عوّضت أحمد موسى في المنصب، بعد أكثر من عقد من تمثيل المصالح المغربية في الأرخبيل.
بعد اللقاء، يضيف المصدر، حافظ توريس على توقعاته بالسفر إلى الرباط في يناير، وهو الأمر الذي تعمل عليه كل من السلطة التنفيذية الإقليمية ووزارة الشؤون الخارجية، المسؤولة عن تنسيق الرحلة الرسمية.
غير أن الخطر يكمن حسب الصحيفة الإسبانية، في قرب موعد الانتخابات التشريعية (28 ماي المقبل)، وأي تأخير في ضبط موعد الرحلة نحو المغرب، سيعني أنه لأول مرة لن يسافر رئيس الكناري، مرة واحدة على الأقل، إلى المغرب.
أسلاف توريس في رئاسة حكومة الأرخبيل، امتثلوا لهذه العادة غير المكتوبة، لأن المغرب يعتبر أولوية دائما في الرحلات الرسمية لرؤساء الكناري، منذ أكثر من 30 سنة.
وأشارت الجريدة، إلى أن الزيارات الرسمية، بدأت سنة 1986، حين قبل جيرونيمو سافيدر، الدعوة الأولى من الحكومة المغربية لزيارة الرباط، قبل أن تتوالا الزيارات لاحقا، مبرزةً أن الملك محمد السادس، سبق له أن التقى ببعض رؤساء الكناري، سنة 2004، مع آدان مارتن، و2012 مع باولينو ريفيرو، فيما استقبل وزير الخارجية المغربيسنة 2003، رومان رودريغيز.
في خضمّ الأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا والمغرب، أعلن تريس، من قبة برلمان الكناري، عن استعداده لزيارة الجار، سيراً على نهج أسلافه، غير أنه لم يفعل ذلك لحد الآن، بسبب عدم قبول طلب الزيارة من طرف الرباط.
إلى جانب الأزمة بين إسبانيا والمغرب، فإن قضية الهجرة، التي تعتبر من ضمن الملفات الهامة بالنسبة لجزر الكناري، لم تساعد على تحسين العلاقات، حيث عرف الأرخبيل، خلال فترة كورونا، أسوأ موجة هجرة منذ سنة 2007.
آخر تطور في العلاقات، كان اعتراف حكومة مدريد بالحكم الذاتي كحل لنزاع الصحراء، وفتح صفحة جديدة مع المغرب، الأمر الذي جعل من زيارة رئيس الكناري إلى المملكة، أمرا ممكنا، غير أن مجموعة من الظروف تحول دون إتمامها لغاية الآن، على رأسها تجنب شركاء توريس في المجلس التشريعي، الترحيب بالزيارات الخارجية مع اقتراب نهاية الولاية.
ورغم ذلك، تقول “laprovincia”، إن رئاسة الحكومة في الأرخبيل، تحافظ على اتصالات مع الخارجية، لمحاولة ضبط موعد هذا الشهر أو فبراير المقبل على أبعد تقدير، حيث إن خوسيه مانويل ألباريس، هو المسؤول عن تنسيق الرحلات الرسمية إلى الخارج، كما حدث في الزيارات السابقة للرؤساء الجهويين إلى المملكة.
تعليقات الزوار ( 0 )