شارك المقال
  • تم النسخ

معهد واشنطن: أمريكا أمام مفترق طرق في مواجهة النفوذ الصيني والروسي في شمال أفريقيا

قال معهد “واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” إنه في الوقت الذي يتجه فيه اهتمام السياسة الخارجية الأمريكية نحو أزمة أوكرانيا وغزة، لا ينبغي تجاهل حدث آخر يحمل أهمية استراتيجية للولايات المتحدة: منتدى التعاون العربي الصيني العاشر الذي سيُعقد هذا الأسبوع في بكين، والذي سيشارك فيه الرئيس التونسي قيس سعيد من بين قادة الدول الأخرى.

وبحسب تقرير المعهد الأمريكي، فإن أهمية هذا المنتدى تكمن في موقع شمال أفريقيا الاستراتيجي بالنسبة للمصالح الأمنية والاقتصادية الأمريكية، ففي ظل صراع القوى العظمى، تتجه الصين عادةً إلى تعزيز مصالحها الاقتصادية من خلال تطوير البنية التحتية المحلية (مثل الموانئ) في الدول الأفريقية، بينما يفضل منافسها الرئيسي، روسيا، نهجًا أمنيًا، يدعم فيه أي طرف يعتقد بأنه سيساهم في تحقيق أهدافه (مثل دعم الجنرال خليفة حفتر في ليبيا).

وشدد معهد “واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، على أن هذه التطورات تشكل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية وتستدعي ردودًا شاملة على مستوى المنطقة وعلى مستوى كل دولة على حدة.

وفي هذا السياق، يدعو خمسة خبراء في ورقة سياسية إلى تعزيز انخراط الولايات المتحدة بشكل أكثر فعالية في شمال أفريقيا لمواجهة النوايا المناهضة للحرية التي تسعى إليها كل من بكين وموسكو.

ويؤكد الخبراء على أن النهج الفعال يتطلب إبراز فوائد التعاون في مجالات مثل معالجة تغير المناخ والتنمية الاقتصادية، مع تسليط الضوء في الوقت نفسه على المخاطر التي تشكلها قوى أجنبية على النمو الوطني والحريات و- خاصة في حالة الصين – على سيادة الدول.

ويجب على الولايات المتحدة، حسب الخبراء، أن تستعرض قوتها الحاسمة في مجالات مثل معالجة تغير المناخ والتنمية الاقتصادية. فعلى عكس نهج الصين وروسيا الذي غالبًا ما يكون استغلاليًا، يمكن للولايات المتحدة أن تقدم شراكات حقيقية تعود بالفائدة على الدول الأفريقية.

وعلى سبيل المثال، يمكن للولايات المتحدة أن تقوم بدور رائد في مساعدة دول شمال أفريقيا على تطوير مصادر الطاقة المتجددة وتعزيز البنية التحتية الحيوية الأخرى بطريقة تحترم البيئة والسيادة الوطنية.

بالإضافة إلى ذلك، يتعين على الولايات المتحدة أن تحذر الدول من المخاطر الكامنة في الشراكة مع الصين وروسيا. فعلى الرغم من أن هاتين القوتين قد تعرضان صفقات مغرية على المدى القصير، إلا أن سجلاتهما مليئة بالتدخل السياسي والمشاريع التي تفيد الشركات الأجنبية أكثر من الدول المضيفة.

وباختصار، تواجه الولايات المتحدة فرصة لتأكيد دورها كشريك موثوق به في شمال أفريقيا من خلال التركيز على التنمية المستدامة والحوكمة الرشيدة والتعاون الأمني المتبادل، يمكن للولايات المتحدة أن تساعد دول المنطقة على تحقيق مستقبل أكثر إشراقًا، مع التصدي في الوقت نفسه لتحديات مثل تغير المناخ والنفوذ الأجنبي.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي