Share
  • Link copied

معهد ملكي إسباني: سياسات ترامب وضعف إسبانيا تعزّل مدريد في أوروبا وتُعقّد ملفي جبل طارق والمغرب

أشار معهد “إلكانو” الملكي الإسباني، في تقرير حديث إلى أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تشكل تهديدًا كبيرًا لمصالح إسبانيا، خاصة فيما يتعلق بعلاقاتها مع المغرب ومفاوضاتها حول مستقبل جبل طارق بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

ويسلط التقرير، الذي أعدّه 40 باحثًا، الضوء على سيناريوهات متشائمة قد تؤثر على مكانة إسبانيا في أوروبا والعالم.

ويشير التقرير إلى أن سياسات ترامب العدائية تجاه الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرض رسوم جمركية وتقليل الدعم لأوكرانيا، قد تعزل إسبانيا وتقلل من نفوذها في بروكسل.

كما أن الاعتراف الإسباني الأخير بدولة فلسطين، بالإضافة إلى سياساتها الدبلوماسية تجاه كوبا وفنزويلا، قد يجعلها هدفًا للانتقادات من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة.

ويحذر التقرير من أن هذه الضغوط قد تعيق إدارة العلاقات “الحساسة” مع المغرب، وكذلك إتمام الاتفاقية مع المملكة المتحدة حول جبل طارق. وهذه التحديات تأتي في وقت تعاني فيه إسبانيا من انقسامات داخلية وضعف حكومي، مما يحد من قدرتها على التصدي لهذه التهديدات بشكل فعال.

جبل طارق: قضية شائكة بعد البريكست

وتعتبر إسبانيا جبل طارق “مستعمرة بريطانية على أراضيها”، وتطالب بعودتها إلى السيادة الإسبانية. وبعد البريكست، أصبحت أي اتفاقية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة حول جبل طارق تحتاج إلى موافقة إسبانيا.

ومع استمرار المفاوضات دون اتفاق حتى الآن، يبقى مستقبل المنطقة معلقًا بين خيارين: إما إزالة الحاجز الحدودي أو تشديد القيود على الحركة عبر الحدود.

وتعتبر العلاقات مع المغرب أحد الملفات الحساسة التي قد تتأثر بعودة ترامب، فالإدارة الأمريكية الجديدة قد تفرض سياسات تؤثر على التوازن الدقيق في العلاقات الإسبانية-المغربية، خاصة في ظل الخلافات المستمرة حول قضايا مثل الهجرة وسيادة الأراضي.

ورغم التحديات، يقدم التقرير سيناريو متفائلاً حيث تحافظ أوروبا على وحدتها وتتبنى موقفًا متوازنًا في المفاوضات مع روسيا. وفي هذا السيناريو، يمكن لإسبانيا أن تعزز مكانتها كقوة متوسطة ذات سياسة خارجية نشطة، قادرة على لعب دور جسر بين أوروبا والعالم الجنوبي.

كما يمكن أن تؤدي الدبلوماسية الأمريكية العملية إلى اعتبار إسبانيا شريكًا استراتيجيًا في أمريكا اللاتينية، خاصة مع زيادة الإنفاق العسكري الإسباني.

وتضع عودة ترامب إلى البيت الأبيض إسبانيا أمام تحديات جسيمة، خاصة في ظل ضعفها الداخلي وانقساماتها السياسية. ومع ذلك، تبقى الفرص متاحة لإسبانيا لتعزيز مكانتها الدولية إذا تمكنت من إدارة هذه التحديات بذكاء.

وفي النهاية، ستحدد السياسات التي تتبناها مدريد في السنوات القادمة ما إذا كانت ستتمكن من الحفاظ على مصالحها في جبل طارق والمغرب، أم أنها ستجد نفسها معزولة في ساحة السياسة الدولية.

Share
  • Link copied
المقال التالي