شارك المقال
  • تم النسخ

المعهد الإسباني للحوكمة والاقتصاد التطبيقي يسلط الضوء على “القيمة العالية” لموقع المغرب الاستراتيجي

سلط المعهد المنسق للحوكمة والاقتصاد التطبيقي، في مجموعة العمل التابعة له حول شمال إفريقيا، الضوء على “القيمة العالية لموقع المغرب الاستراتيجي”، مشيرا إلى أن المملكة المغربية تعتبر بوابة استراتيجية تربط إفريقيا بأوروبا.

وقال المعهد الإسباني المعروف اختصارا بـ”INSTITUTO COORDENADAS”، في تقرير له، نشره على موقع الرسمي، مساء يومه (الخميس)، إن المغرب، كأكبر دولة من بين الدول الثلاثة المكونة لمنطقة المغرب العربي (إلى جانب الجزائر وتونس)، يعد بلداً مميزاً يتمتع بموقع جغرافي استراتيجي فريد على ضفاف مضيق جبل طارق، أحد أهم الممرات المائية في العالم.

وتُضفي هذه المميزات، بحسب التقرير، على المغرب أهمية استراتيجية حيوية على الصعيد العالمي، كما تتمتع المملكة بشخصية جغرافية واضحة ومميزة داخل وخارج شمال القارة الأفريقية.

وتظهر ثنائية المجتمع المغربي، الذي ينبثق من ثقافة دينية عميقة بينما تتطلع سياسته نحو الديمقراطية الليبرالية، كواحدة من أكثر سماته الهوية تميزاً.

كما أن النموذج المتبع لتحقيق التقدم الديمقراطي وتحسين رفاهية الفئات الاجتماعية الأكثر حرماناً له تأثير كبير على مسار “أَرْبَقَة” الحضارة العربية، وأخيرًا، تجدر الإشارة إلى النمو المستمر للطبقة المتوسطة، والذي يلعب دورًا سياسيًا مُستقرًا لا يمكن إنكاره.

مملكة غنية بالتاريخ والثقافة

وجاء في تقرير المعهد غير الحكومي، أن المملكة المغربية تُعدّ، باندماجها الثقافي المميز وتاريخها العريق وموقعها الجغرافي الفريد، أمة ذات أهمية استراتيجية لا مثيل لها، مبرزا أنه لطالما لعب المغرب، الواقع على نقطة التقاء إفريقيا وأوروبا، دورًا محوريًا عبر القرون، سواء في الجيو-سياسة العالمية أو في التجارة الدولية، ليصبح عقدة حيوية في نسيج العلاقات الدولية.

ومنذ العصور القديمة، شهد المغرب تقارب الحضارات، فمن الفينيقيين والقرطاجنيين إلى الرومان والعرب والأمازيغ، مرورًا بالإمبراطوريات الإسلامية والأوروبية، شكّلت جغرافيا المغرب بوتقة للنفوذ الثقافي.

ولم تُثْرِ هذه التنوعية التاريخية تراثها فحسب، بل ساهمت أيضًا في صياغة هويتها الوطنية ومكانتها على المسرح العالمي.

موقع استراتيجي يربط القارات

ويُعتبر الموقع الجغرافي للمغرب أحد أهم الجوانب المبرزة لأهميته الاستراتيجية، حيث يحدّه المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط ​​إلى الغرب والشمال على التوالي، مما يمنحه إمكانية الوصول إلى أكثر الطرق البحرية ازدحامًا في العالم.

كما أن قربه من أوروبا يجعله جسرًا بين إفريقيا والقارة الأوروبية، وساهم هذا الموقع الاستراتيجي في تحويل المغرب إلى نقطة محورية في التجارة الدولية، مما يسهل تبادل السلع والأشخاص بين أوروبا وأفريقيا وخارجها.

نموذج للثبات السياسي في منطقة مضطربة

ويعدّ استقرار المغرب السياسي، مقارنةً بالعديد من جيرانه في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ميزة أساسية أخرى تُظهر أهميته، حيث ساعد هذا الاستقرار على جذب الاستثمار الأجنبي وتعزيز التنمية الاقتصادية في البلاد.

كما لعب المغرب دورًا نشطًا في تعزيز السلام والأمن في المنطقة، حيث تعاون مع دول أخرى في مكافحة الإرهاب والتطرف.

اقتصاد نامٍ يربط الأسواق

واستنادا إلى المصادر ذاتها، يلعب الجانب الاقتصادي أيضًا دورًا حاسماً في أهمية المغرب الاستراتيجية، وبفضل اقتصاده المتنوع الذي يشمل قطاعات مثل الزراعة والصناعة والسياحة والخدمات، برز المغرب كقوة اقتصادية في إفريقيا.

ويمنحه موقعه الاستراتيجي ميزة تنافسية في التجارة الدولية، بينما تجذب القوى العاملة الماهرة وسياساته المواتية للاستثمار شركات أجنبية من جميع أنحاء العالم، حيث أضحت المملكة مركزًا مهمًا للإنتاج والتصدير، خاصة في قطاعات مثل صناعة السيارات والإلكترونيات والزراعة.

جسر بين الثقافات

وتتجلى أهمية المغرب الاستراتيجية أيضًا في دوره كجسر بين العالم العربي والعالم الغربي، وكبلد ذي غالبية مسلمة بتاريخ طويل من التعايش بين الثقافات، يلعب المغرب دورًا فريدًا في الحوار بين الشرق والغرب.

وأشار المعهد المنسق للحوكمة والاقتصاد التطبيقي، في مجموعة العمل التابعة له حول شمال إفريقيا، إلى أن التزام المملكة المغربية بالاعتدال والتسامح الديني جعلتها شريكًا قيّمًا للدول في كلتا المنطقتين في تعزيز السلام والاستقرار.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي