Share
  • Link copied

معكرون: العلاقات الأميركية-المغربية لن تتأثر كثيرا في حال فوز ترامب أو بايدن

اعتبر جو معكرون، الباحث في المركز العربي بواشنطن، بأن الانتخابات الأمريكية، التي ستجرى يوم غد الثلاثاء، الـ 3 من شهر نوفمبر الجاري، لن تؤثر على العلاقات بين واشنطن والرباط، مشيراً إلى أن طريق ترامب إلى الفوز بالرئاسة البيت الأبيض، تبدو صعبة هذه المرة.

واستبعد معكرون، بأن تتكرر المفاجأة التي حققها ترامب خلال الانتخابات الأمريكية سنة 2016، حين تأخر في استطلاعات الرأي أمام منافسته على الرئاسة وقتها، هيلاري كلينتون، قبل أن يحقق الانتصار في الاستحقاقات التشريعية ويقود البيت الأبيض، منبهاً إلى أن فوز بايدن، يعني عودة الطابع المؤسساتي في رسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية.

وفيما يلي النص الكامل للحوار:

  • سبق و أن حقق الرئيس الأمريكي و المرشح الرئاسي دونالد ترامب فوزا مفاجئا في الانتخابات السابقة، رغم تنبأ معظم الاستطلاعات بفوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، هل يمكن أن تتكرر المفاجأة و يفوز ترامب رغم تصدر المرشح الديمقراطي جو بايدن لنتائج الاستطلاعات؟

    على الرغم من أن الخريطة الانتخابية مؤاتيه لصالح جو بايدن هناك هامش للخطأ في الاستطلاعات ولدى الديمقراطيين هاجس تكرار تجربة هيلاري كلينتون. لكن هناك عدة عوامل مختلفة مقارنة مع الانتخابات الرئاسية عام 2016، منها أولا دونالد ترامب يخوض المعركة هذه المرة كرئيس يمثل الحزب الحاكم في واشنطن وليس معارضا من خارج المؤسسة الحاكمة، ثانيا عدد الناخبين المترددين فقط 3 بالمئة هذه المرة لأن طبيعة رئاسة ترامب تجعله محبوبا أو مكروها من الناخبين، ثالثا بايدن شخصية مقبولة شعبيا أكثر من هيلاري كلينتون لا سيما في الأرياف وبين الناخبين البيض، رابعا بايدن ينافس في ولايات هي جمهوريا تاريخيا مثل جورجيا وتكساس وأريزونا، وأخيرا انتشار كورونا في خلفية هذه الانتخابات يجعل هذا الفيروس لاعبا رئيسيا في تحديد مصير الانتخابات. نظرا لهامش الخطأ في الاستطلاعات وغياب الحيوية في حملة بايدن خلال الأمتار الأخيرة من السباق الرئاسي وما يسمى الأصوات المحجوبة في قاعدة ترامب التي لا تشملها الاستطلاعات أحيانا، طريق ترامب إلى الفوز أصعب من أي وقت مضى لكنه ليس مستحيلا ويجب توقع كل الاحتمالات.
  • دفعت ظروف جائحة كورونا و المخاوف من انتشار العدوى أثناء عملية الاقتراع إلى اعتماد التصويت عبر البريد، هل يمكن أن يأثر ذلك على نتائج الانتخابات كما صرح ترامب؟

    نتيجة انتشار فيروس كورونا هناك لأول مرة نسبة كبيرة من التصويت عبر البريد قد تكون السلطات المحلية التي تنظم الانتخابات غير قادرة على تسييرها كلها، وفي حال كان هناك تقارب في عدد الاصوات قد يؤدي هذا الأمر إلى تأخير في اعلان النتائج الرسمية، على الرغم من أن هامش التزوير محدود في التصويت عبر البريد، التحدي الرئيسي هو في معركة احتساب هذه الاصوات والتأكد من مصداقيتها، ما قد يفتح الباب أمام دعاوى قانونية حول احتساب هذه الأصوات أم لا. تشكيك ترامب بنتائج الانتخابات من خلال التصويت عبر البريد يتم التمهيد له منذ فترة وفي حال كان هناك تقارب في النتائج قد تدخل البلاد في أزمة سياسية إن لم تكن دستورية إلا إذا أتت موجة زرقاء كبيرة لتكتسح الخريطة الانتخابية ولا تعطي ترامب أي ذريعة للتشكيك بالتفويض الشعبي لبايدن.
  • مراقبون كثيرون لا يستبعدون فوز ترامب بولاية ثانية، فماذا يعني ذلك للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط وخاصة السلام و التطبيع مع اسرائيل؟

مع أن نتائج الانتخابات الرئاسية تبقى غير محسومة، ولاية ترامب الثانية ستكون مشابهة للجزء الأخير من ولايته الرئاسية الأولى مع تغيير في الحسابات والتكتيكات لأنه سيكون مشغولا بإرثه بدل أن يكون مشغولا بتجديد ولايته. ستسعى إدارة ترامب على الأرجح لفتح خطوط مباشرة مع السلطة الفلسطينية وربما إعادة تحريك التفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين لكنها ستكون مهتمة بالتطبيع العربي الإسرائيلي أكثر مما تكون مهتمة بدفع التفاوض الفلسطيني-الإسرائيلي. السؤال الأبرز سيكون ماذا سيفعل ترامب حيال إيران، في حال أمضت إدارته في نفس النهج قد تتوسع رقعة التوتر في المنطقة وفي حال قرر فتح خطوط اتصال مباشر للتفاوض مع طهران سيكون هناك ممانعة بين مستشاريه وحلفائه العرب والاسرائيليين.

  • ماذا لو فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن هل ستتغير أولويات واشنطن و سياستها في منطقة الشرق الأوسط؟

    في حال فاز بايدن سيعود الطابع المؤسساتي في رسم السياسة الخارجية الأميركية، لكن يجب عدم توقع انقلاب مفاجئ لمقاربة واشنطن بل سيكون تدريجيا. على بايدن ان يتعامل مع الامر الواقع الذي سيتركه ترامب، وبالتالي لن يستطيع التساهل مع إيران بدون سقف التفاوض الذي وضعته إداراة ترامب كما لا يمكنه إعادة السفارة الأميركية من القدس إلى تل أبيب أو تجاهل الدينامية الجديدة التي أوجدتها اتفاقيات التطبيع العربي-الإسرائيلي. في حال فاز بايدن على الأرجح ستخصص إدارته الوقت والموارد لردع روسيا والصين أكثر من الشرق الاوسط، وبالتالي سيحاول بايدن إدارة النزاع مع إيران بأقل ضرر ممكن وسيكون له علاقات معقدة مع الرئيسي الروسي والتركي، فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، ما سينعكس على الجمود في المشهد السوري. بايدن سيكون امتدادا لإرث أوباما مع تعديلات يفرضها إرث ترامب والامر الواقع في الشرق الاوسط.
  • تجمع بين المغرب والولايات المتحدة علاقات تاريخية ويربطهما تعاون في الكثير من المجالات أبرزها المجال العسكري، برأيك ما هو مستقبل هذه العلاقات في حال فوز المرشح جو بايدن؟ ومن الأفضل بين المرشحين بالنسبة للمغرب؟

العلاقات الثنائية الأميركية-المغربية ستبقى قوية ولن تتأثر كثيرا في حال فوز ترامب أم بايدن لان المغرب نجح بالبقاء بعيدا عن الخلافات الحزبية الداخلية الاميركية، لكن قد يكون هناك مقاربة جديدة مع بايدن حيال ملف التطبيع العربي-الإسرائيلي مقارنة مع ترامب، والرباط أثبتت أنها قادرة على التأقلم مع تغيرات السياسة الاميركية. التركيز الأميركي على شمال افريقيا محدود في واشنطن كما هناك في العاصمة الأميركية تباين وتردد في التعامل مع قضية الصحراء، ولهذا الفوارق قد لا تكون كبيرة في حال فاز أي من ترامب أو بايدن.

Share
  • Link copied
المقال التالي