شارك المقال
  • تم النسخ

معركة “طـ.ـوفـ.ـان الأقـ.ـصـ.ـى” تدخل يومها الـ 16.. ماذا نعرف عن قطاع غزة ومن يسيطر عليه؟

تتعرض غزة وسكانها البالغ عددهم أكثر من 2.1 مليون نسمة للقصف الإسرائيلي المستمر منذ الهجوم الأول الذي شنته حركة المقاومة حماس على إسرائيل في الـ7 من شهر أكتوبر الجاري، وتعتبر من واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.

وأفاد الموقع الإخباري الأمريكي (أكسيوس) في تقرير له، أمس (السبت) أن إسرائيل فرضت أيضًا “حصارًا كاملاً” على غزة، مما أدى إلى تفاقم الظروف القاسية بالفعل بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 17 عامًا، ويستعد الجيش الإسرائيلي الآن لغزو بري للقطاع الساحلي الصغير، وهو توغل من المتوقع أن يكون طويلا وصعبا.

أين تقع غزة وكم مساحتها ومن يعيش هناك؟

غزة هي أرض فلسطينية صغيرة تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتشترك في حدودها الجنوبية مع شبه جزيرة سيناء المصرية وحدودها الشمالية والشرقية مع إسرائيل، وتبلغ مساحة غزة 365 كيلومتر مربعاً، أي أنها تعادل مساحة مدينة ديترويت الأمريكية.

ووفقا للموقع، فإن معظم الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة هم من اللاجئين، وقد تم تهجير الكثير منهم أو عائلاتهم قسراً خلال ما يسميه الفلسطينيون “النكبة” في الأحداث التي أدت إلى قيام إسرائيل عام 1948، وما يقرب من نصف سكان غزة هم تحت سن 18 عاما.

حماس تحكم غزة

وتدير حركة حماس قطاع غزة حاليًا، وهو حزب سياسي نفذ جناحه العسكري هجوم 7 أكتوبر، وتسيطر على غزة منذ عام 2007 عندما أطاحت بالسلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها فتح بعد فوزها في الانتخابات الفلسطينية في العام السابق.

وأشار الموقع الأمريكي، إلى أن مصر سيطرت على غزة من عام 1948 إلى عام 1967، عندما استولت إسرائيل على القطاع في حرب الأيام الستة.

ومُنحت السلطة الفلسطينية بعض صلاحيات الحكم في عام 1994، على الرغم من أن إسرائيل احتفظت بوجود عسكري في القطاع لأسباب أمنية ولإدارة المستوطنات اليهودية التي تم بناؤها في القطاع.

وسحبت إسرائيل قواتها عام 2005 وأجلت المستوطنين الإسرائيليين في عملية تسمى فك الارتباط.

إسرائيل تفرض حصارا على قطاع غزة منذ 16 عاما

وفرضت إسرائيل، بدعم من مصر، حصارا بريا وبحريا وجويا على غزة في عام 2007 بعد سيطرة حماس على القطاع، وبسبب الحصار، لا تزال إسرائيل تعتبر غزة محتلة، بحسب الأمم المتحدة.

وتقول إسرائيل إن الحصار ضروري لأسباب أمنية، حيث يمنع حماس والجماعات المسلحة الأخرى مثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية من استيراد الأسلحة التي يمكن استخدامها ضد إسرائيل، كما يشير المسؤولون الإسرائيليون إلى ميثاق حماس الأصلي الذي يدعو إلى تدمير إسرائيل.

وعلى الرغم من الحصار، قامت هذه الجماعات ببناء أنفاق واسعة لتهريب المواد لصنع الأسلحة والصواريخ، ويطلق الفلسطينيون على الحصار اسم “العقاب الجماعي” ويقولون إنه حول غزة إلى “سجن مفتوح”.

ويتعين على الفلسطينيين الحصول على إذن من إسرائيل أو مصر لمغادرة القطاع، وهو أمر يصعب الحصول عليه في كثير من الأحيان، كما تم تقييد حركة المياه والوقود والإمدادات الأخرى، وكان للحصار عواقب مدمرة على اقتصاد غزة وخلق ظروفا صعبة للفلسطينيين الذين يعيشون هناك.

ويعيش أكثر من 80% من الفلسطينيين في غزة في حالة فقر، بحسب الأمم المتحدة، وقال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في وقت سابق من هذا العام إن معدل البطالة قبل القتال الأخير بلغ 46%.

وبلغ معدل البطالة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عاما أكثر من 62% في نهاية العام الماضي، وفقا لوكالة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، ولم يكن حوالي 95% من الفلسطينيين في غزة يحصلون على مياه الشرب النظيفة قبل القتال الأخير.

وفي الأيام الأولى للحرب بين إسرائيل وحماس، فرضت الحكومة الإسرائيلية “حصارا كاملا” على القطاع، حيث قطعت الكهرباء والمياه ومنعت دخول الغذاء والوقود والأدوية وغيرها من الإمدادات.

تصريحات عدوانية وقصف مستمر

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إنه “لن تكون هناك كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود، كل شيء سيكون مغلقا”. وأضاف أن إسرائيل تحارب “الحيوانات البشرية” – وهي تسمية وصفها الفلسطينيون بأنها تجريد الإنسان من إنسانيته.

وكان للحصار والقصف الإسرائيلي آثار “كارثية” على الوضع الإنساني في غزة، وبعد أيام قليلة من بدئها، نفد الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة واضطرت إلى التوقف عن العمل، مما أدى إلى إغراق جزء كبير من القطاع في الظلام.

واضطرت المستشفيات المكتظة إلى العمل بمولدات احتياطية، لكن جماعات الإغاثة حذرت من نفاد الوقود الذي يزودها بالطاقة، كما حذر العاملون في مجال الصحة من نفاد الأدوية، بما في ذلك مسكنات الألم والإمدادات، مع نفاد أكياس الجثث في بعض المستشفيات.

ووافقت إسرائيل على السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر المعبر الحدودي المصري بعد مواجهة ضغوط دولية، بما في ذلك من قبل الولايات المتحدة، وتم السماح لأول 20 شاحنة محملة بالمساعدات بالدخول يوم السبت، لكن الأمم المتحدة حذرت من أنها “بالكاد تبدأ في تلبية الاحتياجات الصحية المتصاعدة” الأعمال العدائية مستمرة في النمو”.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “إن سكان غزة بحاجة إلى الالتزام بما هو أكثر من ذلك بكثير، وهو توصيل المساعدات بشكل مستمر إلى غزة بالحجم المطلوب”.

أمر إخلاء لـ 1.1 مليون فلسطيني

وبعد أقل من أسبوع من بدء الحرب، أمرت إسرائيل أكثر من 1.1 مليون فلسطيني يعيشون في شمال غزة بالإخلاء إلى الجزء الجنوبي من القطاع، كثيرون فعلوا ذلك، لكن آخرين لم يفعلوا ذلك، قائلين إنه لا يوجد مكان يذهبون إليه.

ورغم الأمر، واصلت إسرائيل قصفها الوحشي لغزة، بما في ذلك الجزء الجنوبي من القطاع، وتدعي أنها تضرب أهدافًا تابعة لحماس، ولكن تم قصف كنيسة ومنشآت صحية ومدارس تؤوي المدنيين.

الفلسطينيون في غزة: “البقاء على قيد الحياة غير مؤكد”

وقالت شوق النجار إنها وزوجها “لم يكن أمامهما خيار سوى إخلاء” منزلهما في مدينة غزة “بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية التي دمرت حينا”، بما في ذلك تحويل منزلهما إلى أنقاض.

وقال النجار (27 عاما) “بدأنا أنا وزوجي حياتنا الزوجية منذ أقل من عام في ذلك المنزل الذي تحول الآن إلى أنقاض”.

وأضافت: “لم يكن بوسعنا إلا أن نأخذ الوثائق الأساسية تاركين وراءنا الذكريات والهدايا ذات المغزى التي جعلت من منزلنا موطنًا لنا”. “كان من المفجع أن نترك كل شيء وراءنا بهذه الطريقة.”

وقال النجار: “البقاء على قيد الحياة غير مؤكد”.

وقال حيدر عيد، الأستاذ في جامعة الأقصى بمدينة غزة، إنه وعائلته اضطروا إلى الفرار من منزلهم.

وأضاف أنه بعد أيام قليلة من الحرب، “سويت الحي الذي يسكن فيه بالأرض” بعد ليلة من القصف الإسرائيلي.

وبعد أن أمرت إسرائيل بالإخلاء، هرب حيدر إلى الجزء الجنوبي من غزة. وقال لموقع أكسيوس إن كثافة الضربات الإسرائيلية “غير مسبوقة”.

وتستعد إسرائيل لشن هجوم بري على غزة بهدف معلن هو تدمير حماس، ويقول المسؤولون الإسرائيليون بعد “تدمير حماس” إنهم يريدون إنشاء “نظام أمني جديد” في غزة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي