يحتضن “رياض مينا”، الواقع في قلب المدينة العتيقة بمراكش، حاليا، معرضا للوحات الفريدة للطفلة العبقرية شامة فيلنوف، التي جاءت غنية بالألوان وتعكس علو كعبها وموهبتها الإبداعية الفذة، والذي يقام بمناسبة الدورة الأولى لمعرض “الخريفيات” الفني، الموعد الرامي إلى النهوض بالإبداع الفني بجميع أشكاله، والمساهمة في إنجاز مشاريع لفائدة جمعيات خيرية.
وتتميز شامة فيلنوف الفرنسية – المغربية، وهي من مواليد شهر أكتوبر سنة 2007، على الرغم من نعومة أظافرها، بأسلوبها الفني المختلف (الرسم التجريدي)، حيث تضفي على أعمالها الفنية لمستها الخاصة، في مسعى منها لمنحها هوية قوية.
ومع أنها تبدو خجولة للوهلة الأولى، فإن شامة تأسر بنظرتها العميقة، فهي ذات شخصية قوية، وحالفها الحظ لاكتشاف الرسم في سن صغيرة بفضل جدتها.
وقالت شامة في تصريح لقناة (M24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، “لقد أخبروني بأن الأمر يتعلق بالرسم التجريدي، لكنه بالنسبة لي وسيلة للتواصل أكثر واقعية من الكلمات”.
وأوضحت هذه الرسامة الفتية، التي تؤمن بقوة بأهمية اللون كوسيلة للتعبير، وخاصة الألوان الصافية المنفصلة عن أي تقليد للواقع، “أقوم ببناء أشكال وأركب توليفات من الألوان على مساحات منبسطة للتعبير عن أحاسيسي وتصوري للعالم من حولي”.
وحرصت شامة على الإشادة بمنظمي معرض “الخريفيات”، وهو “مبادرة فنية ملتزمة، منحتني الفرصة لعرض لوحاتي لأول مرة، والدخول في اتصال مباشر مع فنانين مرموقين، وبالتالي، الاستفادة من تجربتهم، وخبرتهم”.
من جهتها، قالت السيدة هبة عيادة، مؤسسة معرض “الخريفيات”، إن “الهدف من هذه الاحتفالية الفنية يتمثل في النهوض بالفن بكل أشكاله، من أجل خلق إطار ينصهر فيه الفن والثقافة من خلال التعبير بشكل جمعي، مع أن الفن يبقى واحدا”.
وأوضحت “قدمنا، في هذا الاتجاه، للجمهور العريض، أعمال شامة، وهي فنانة لامعة ينتظرها مستقبل واعد، والتي نحتت لنفسها هويتها وطابعها الخاص، وبدأت تثير اهتمام عدد كبير من أصحاب الأروقة الفنية، وأسماء كبيرة من عالم الثقافة”.
وأكدت السيدة عيادة، في معرض حديثها عن هذه التظاهرة في ظل الظرفية الصحية الاستثنائية المرتبطة بجائحة (كوفيد-19)، أن معرض “الخريفيات” جاء “ليعطي نفسا جديدا للساحة الفنية بالمدينة الحمراء، وذلك بعد سنتين صعبتين جدا جراء الجائحة”.
ويقترح هذا المعرض، الذي يستمر إلى غاية 25 دجنبر الجاري، برنامجا غنيا ومتنوعا، يمنح الفرصة للجمهور العريض الفرصة للالتقاء مباشرة مع أسماء من عالمي الفن والآداب، بما أن كل فنان أو كاتب مستعد للدخول في نقاش داخل فضاء تسوده أجواء من الحميمية والتلقائية.
كما يشكل معرض “الخريفيات” لحظة للتضامن، بما أنه سيتم تخصيص جزء من إيرادات المبيعات لأعمال خيرية، تحظى بدعم بعض الفنانين، من قبيل الجمعية السوسيو – ثقافية (متيسا) التي تعمل على إدماج الشباب من خلال الرياضة والفن، وجمعية (دار بويدار) التي توفر التربية والتعليم لفائدة الأطفال المتخلى عنهم، وكذا جمعية (شروق)، مدرسة الفرصة الثانية التي توفر للشباب إمكانية الحصول على التعليم والانعتاق من الهشاشة.
تعليقات الزوار ( 0 )