شارك المقال
  • تم النسخ

مطالب غربية بإقالة سلطان الجابر من رئاسة “كوب28”.. وأكاديميون وخبراء: استعلاءٌ وجهل

طالب حوالي 100 عضو في البرلمان الأوروبي والكونغرس الأمريكي، الثلاثاء، بإقالة سلطان الجابر، رئيس شركة “أدنوك” النفطية الإماراتية، من رئاسة الدورة الـ 28، لمؤتمر الأطراف حول المناخ “كوب28”.

وقال السياسيون الغربيون، في رسالة موجهة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيسة المفوضية الأوروبية أوروسولا فون دير لاين، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: “ندعوكم للضغط من أجل أن تتخلّى الإمارات عن تعيين سلطان الجابر” رئيسا للمؤتمر.

قلق من تأثير الصناعات الملوثة

وأعرب السياسيون المعنيون، في الرسالة التي وجهت أيضا إلى السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ سايمن ستيل، عن “قلقهم العميق” من هذا التعيين، ومن بروز ما أسموه بـ”جماعات الضغط”، مطالبين بالحد من “تأثير الصناعات الملوثة” في اجتماعات المناخ.

وعلّق شيلدون وايتهاوس، عضو مجلش الشيوخ الأمريكي، الذي يعتبر واحدا من أكثر السياسيين الغربيين التزاما بالقضايا المتعلقة بالمناخ، على التعيين، بالقول: “لا يمكننا أن ندع المصالح الخاصة تولد مزيدا من العقبات أمام مساعي التصدي لتغير المناخ”.

الجابر يدافع عن نفسه

في مواجهة هذه الانتقادات، دافع متحدث باسم “كوب28″، في تصريح أوردته وكالة “فرانس برس”، عن الجابر، مؤكدا على أنه ذو خبرة طويلة في قطاع الطاقة المتجددة، وأن مهمته على رأس الشركة الإماراتية “أدنوك”، مرتبطة أساساً بـ”التحويل، نزع الكربون، والتحصين”.

الجابر، دافع عن نفسه في تصريح لـ”فرانس برس”، أبريل الماضي، مذكّراً المطالبين بإقالته من رئاسة قمة المناخ “كوب28″، بأنه مؤسس شركة “مصدر” الإماراتية العملاقة في الطاقة المتجددة، وأن بلاده، تعمل منذ أكثر من 20 سنة، على التحول في مجال الطاقة.

استعلاء غربي.. من لا يُطوّعُ يُعزَلُ

هذا، ودافع عدد من الخبراء، عن الجابر، حيث أكد الاقتصادي الإماراتي محمد الصبّان، في تغريدة نشرها على حسابه بـ”تويتر”: “البرلمان الأوروبي يطالب بعزل الوزير سلطان الجابر من رئاسة مؤنمر الـ 28 للتغير المناخي الذي سينعقد نهاية نوفمبر القادم في دبي”، متابعاً: “هكذا هم الغرب، من لا يمكنهم تطويعه، يحاولون عزله”.

من جهته، قال الأكاديمي الإماراتي، عبد الخالق عبد الله، في تغريدة على “تويتر”، إن تحفظ أعضاء في الكونغرس الأمريكي والبرلمان الأوروبي، على رئاسة الجابر لـ”كوب28″، “فيه الكثير من الاستعلاء والغباء”، مضيفاً: “قرار تعيينه قرار سيادي للدولة المضيفة ولكونه الشخص المناسب للمهمة وحصل على ترحيب عالمي واسع”، مختتماً: “من لا يعجبه تعيين د سلطان، يكرمنا بعدم حضوره للقمة”.

خبراء الطاقة يدافعون عن التعيين

وحول هذا الجدل، اعتبر خبير اقتصادات الطاقة، أنس الحجي، أن “المطالب الأخيرة دليل على فاعليته (أي الجابر) وخوفهم منه، وأقلّ ما يقال، إنه أقدر منهم على التعامل مع المسائل المتعلقة بالمناخ عمليًا وعلميًا، خاصة أن بعض الموقّعين لا يعرفون الفرق بين أنبوب النفط وأنبوب الغاز”.

وتابع الحجي، في تصريح أوردته منصة الطاقة المتخصصة: “الإمارات سبقت الكثير من الدول المتقدمة وعددًا كبيرًا من ولايات النواب الموقّعين في قطاع الطاقة المتجددة”، موضحاً: “كل الموقّعين من الحزب الديمقراطي بزعامة بارني ساندرز، المشهور بمواقفه الاشتراكية المتطرفة”.

ونبه الخبير نفسه، إلى أن “الغريب أنهم يدركون أنه لا يمكن نجاح سياسات التغير المناخي دون وجود الدول المنتجة وشركات النفط على طاولة المفاوضات، وأن عزلهم يعني فشل المباحثات والجهود في هذا المجال”، مبرزاً: “يخاف هؤلاء السياسيون من ظهور حقائق عدّة، أهمها أنه يجب التوزان بين الأمن الطاقي والأمن البيئي، وهذا يعني ضمنًا حاجة العالم للنفط والغاز لعقود طويلة”.

خبير آخر في شؤون الطاقة، هو سيريل وودرشوفن، اعتبر، في تصريح أوردته منصة الطاقة المتخصصة، أن المطالب بإقالة الجابر من رئاسة قمة المناخ، “تُظهر الافتقار الكامل في المعرفة والمعلومات لدى هؤلاء السياسيين فيما يتعلق بهذه المسألة، وتعجَّب من تسميتهم بالمشرّعين”.

وأشار إلى أنه “عند النظر إلى مؤتمرات المناخ السابقة، لم يناقش عمومًا دور القطاعات الرائدة في تحول الطاقة والاستثمار في الرياح البحرية والطاقة الشمسية، أو حتى الوقود منخفض الكربون”، مسترسلاً: “عدم الاعتراف بالدور المحوري لمنتجي الهيدروكربونات وشركات النفط في تحول الطاقة، والإطار الاقتصادي الحالي في جميع أنحاء العالم، يوضح مدى جهل هؤلاء السياسيين والنشطاء”.

موقف القادة من تعيين الجابر

لم يقتصر الدفاع عن الجابر، على الخبراء فقط، بل شمل القادة أيضا، حيث أكد رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون المناخ، فرانس تيمرمانز، أن “سلطان الجابر في وضع جيد يؤهله لقيادة قمة المناخ كوب 28″، مبرزاً أهمية “مشاركة شركات الطاقة في حال توخّي نجاح عملية انتقال الطاقة”.

وشدد على أن : “تشويه سمعة الشركات وتجاهلها سيتسبب في عرقلة آليات انتقال الطاقة، وللدكتور سلطان الجابر سجلّ حافل من الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة داخل شركته”. بدوره، اعتبر المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري، قرار تعيين الجابر، “خيارا ممتازا”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي