عادت فكرة تشكيل مجالس محلية مشتركة بين مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، والمدن الحاذية لها، من أجل تعزيز التعاون الإسباني المغربي، عبر صيغة جديدة غير مسبوقة، وسط مخاوف متزايدة داخل الشارع السياسي في الجارة الشمالية، من أن تكون هذه الخطوة، بداية لفقدان السيادة على المدينتين المتمتعتين بالحكم الذاتي.
ورى داعمو الفكرة أن إنشاء مجالس محلية مشتركة تضم مسؤولي سبتة ومليلية ونظرائهم في المدن المجاورة، يمكنه أن يعزّز التعاون الإسباني المغربي من جهة، وساعد هذه المناطق على مناقشة الأمور المشتركة وبناء مشاريع يستفيد منها سكانها، بشكل متساوٍ وعادل، إلى جانب أن الأمر من شأنه أن يذيب بعض الخلافات التاريخية عبر جعل هذه المناطق أقرب من بعضها.
وقال محمد عبد الملك، رئيس سكان سبتة، إن فكرة إنشاء مجالس بين سبتة والمؤسسات المغربية بالمناطق المحيطة، لمناقشة الأمور المشتركة، هو “أمر جيد”، مضيفاً: “إننا مقتنعون أنه يمكن تنفيذ العديد من الأنشطة في هذا الفضاء، والتي من شأنها أن تفيد سبتة وبيئة المدينة بأكملها على المدى الطويل، دون أن يعني ذلك التنازل عن السيادة أو فقدانها”.
وتابع عبد الملك في حوار أجراه مع جريدة “EL Faro”، أن هذا الأمر، يعتبر من ضمن صيغ التعاون المحتملة، موضحاً أنها “ليست تنازلاً عن السيادة، وإنما فتحاً لقنوات اتصال جديدة من خلال الحوار والتفاهم المتبادل، يمكن لسبتة تشجيع ورش العمل والتكوين والترويج للفعاليات الثقافية، وتنظيم المؤتمرات، والندوات، كل هذا من خلال الاحترام المتبادل”، مردفاً أن هذا الأمر، سيتيح تعزيز مناخ التفاعم والتعاون.
وبخصوص الاتهامات التي يوجهها بشكل مستمرّ عدد من الأطياف السياسية إلى المغرب، ونيته بضم سبتة ومليلية، وعلى رأسها حزب “فوكس”، شدد على أنه لا يؤمن بهذه الأطروحة، قائلاً: “أعتقد أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل، صحيح أنه في بعض مناطق المغرب، ينظر إلى سبتة ومليلية على أنهما مصادر توتر، لكنهما مازالا فكرة جيدة للمغرب في حال تم التعاون وجرت الاستفادة من مشاريع مشابهة للمجالس المحلية المشتركة”.
وبشأن مستقبل المدينة، أوضح عبد الملك في التصريحات الإعلامية نفسها: “نحن نعيش وضعا حرجاً جداً، جديداً تماما على الجميع، وما زلنا لا نفترضه بالكامل. الإغلاق كان بمثابة ضربة قاسية للغاية للجميع، حتى بالنسبة للمغرب، أعتقد أن هذه لحظات حاسمة في تاريخ المدينة، ويجب اتخاذ تدابير رصينة وشجاعة، ويجب أن يتم ذلك بتصميم”.
فكرة المجالس المستشركة، سبق وأثيرت في العديد من المناسبات دون أن تصل إلى المؤسسات الرسمية للدولة المغربية، حيث سبق لعدة تقارير أن تحدثت عن نية إسبانيا مناقشة وضع سبتة ومليلية، وإمكانية تقاسم السيادة عليهما، وذلك في إطار الخطط التي تسعى إليها حكومة مدريد من أجل إنقاذ وضعهما الاقتصادي الذي بات في مرحلة حرجة، بعد إغلاق الحدود وتوقف التهريب المعيشي.
وعلى الرغم من هذه التقارير، إلا أن أخباراً أخرى، تحدثت عن أن إدراج حكومة بيدرو سانشيز ضمن محادثات استئناف العلاقات مع المغرب، مرده إلى محاولة إقناع الرباط بتجنب فتح ملفهما، مقابل دعمها في ملفّ الصحراء، مع إعادة فتح المعابر الحدودية معهما، وفق الشروط المغربية، غير أن ذلك، لا يلغي الفكرة التي يدعمها عبد الملك، بشأن إنشاء مجالس محلية مشتركة.
تعليقات الزوار ( 0 )