لو أردنا إلقاء نظرة على مستقبل قطاع الطيران خلال أي سنة أخرى تقريبًا، كنا سنقع على أمور مثيرة مثل طائرات جديدة وشركات طيران جديدة ومطارات جديدة..
لكن من المستحيل التحدث عن أي تطورات في هذا القطاع لعام 2022، من دون الإشارة إلى متحوّرات كوفيد-19، والقيود وتحديات شركات الطيران.
في ما يلي نستعرض أبرز التغييرات التي ستلمسها شركات الطيران والركاب، والمطارات وكل ما يتصل بهذا القطاع خلال الأشهر الـ12 المقبلة، بالتوازي مع الإشكالات العديدة التي يواجهها القطاع جرّاء استمرار الجائحة عالميًّا.
المزيد من تحديات كوفيد-19
كان لظهور متحوّر أوميكرون أبعد الأثر على السفر، من خلال حظر الرحلات الجوية، وارتفاع عدد الإصابات بين المسافرين عند الوصول، وهروب بعضهم من الحجر. كما أُلغيت الرحلات بسبب النقص في الطيارين خلال فترة الأعياد المزدحمة.
أما أبرز التحديات التي سيواجهها كل من شركات الطيران والمسافرين عام 2022 يتمثل بشهادة التلقيح. وتحديد معنى “المُلقّح”، لاسيما مع توافر الجرعة المعززة أو الجرعة الثالثة.
على سبيل المثال، هل يعتبر المسافرون الذين تلقوا جرعة واحدة من اللقاح أنهم مُلقحون بالكامل في الأشهر المقبلة؟ وماذا عن أولئك الذين تلقوا اللقاح ذي الجرعتين ولم يتلقوا الجرعة المعززة؟
هل ستختلف القواعد بالنسبة للسياح الذين تعافوا من فيروس كورونا وتلقوا لقاحًا مؤلفًا من جرعة واحدة، على جري العادة في دول مثل ألمانيا، أو الأطفال من الدول حيث يتم إعطاء بعض الشباب جرعة واحدة فقط من لقاح الحمض النووي الريبي؟ وكيف سيؤثر أوميكرون على حالات التلقيح؟
إطلاق شركات طيران جديدة
يعتبر إطلاق شركة طيران جديدة خلال الجائحة فرصة غير مضمونة في أقل تقدير، لكن Norse Atlantic Airways ترقى إلى مستوى التحدي من خلال إطلاق رحلات طويلة المدى منخفضة التكلفة، بين أوروبا وأمريكا الشمالية.
في الولايات المتحدة، تهدف شركة Northern Pacific Airways منخفضة التكلفة إلى إطلاق رحلاتها عام 2022، وتطمح إلى جعل مطار تيد ستيفنز أنكوراج الدولي مركزًا يربط بين الولايات المتحدة وآسيا عبر أسطولها المكون من طائرات ركاب من طراز بوينغ 757 ذات الهيكل الضيق.
في الهند، تتطلّع شركة Akasa Air الناشئة منخفضة التكلفة للغاية للانضمام إلى المعركة بحلول الصيف، بينما تبعث شركة Jet Airways حية، أوائل عام 2022.
وستكون خطوط الطيران الجديدة التي أطلقت عام 2021 في وضعيّة التوسّع خلال الأشهر المقبلة.
تجديد المطارات
بعد سلسلة افتتاح لمطارات دولية في السنوات الأخيرة، من المقرر أن يكون عام 2022 هادئًا نسبيًا في هذا المجال.
رغم ذلك، ستشهد نيويورك افتتاح مبنى الركاب C في مطار لاغوارديا، وهو مقر خطوط دلتا الجوية، المقرر افتتاحه في الربيع المقبل، بالإضافة إلى مبنى الركاب A الجديد في مدينة نيوآرك بولاية نيو جيرسي الأمريكية، عبر نهر هدسون، في وقت لاحق من العام.
بالإضافة إلى ذلك، من المقرّر أن يفتتح مطار تشيناي الدولي في الهند مبنى الركاب الجديد الخاص به، في حين أنه من المقرر أيضًا استكمال توسعة مطار جولد كوست الأسترالي المكون من ثلاث طبقات.
إلى الجنوب في المحيط الهندي، يضيف مطار فيلانا الدولي في جزر المالديف مبنى الركاب الجديد للطائرات المائيةـ ومدرجًا جديدًا لاستيعاب الطائرات الأكبر حجمًا.
ستشهد مقاعد الطائرات تحديثات في أنظمة الترفيه والطاقة وشبكات الإنترنت الأسرع.
بالنسبة لأولئك الذين يسافرون على درجة رجال الأعمال على وجه الخصوص، فإن هذا يعني المزيد من الأجنحة الصغيرة المزودة بأبواب تضمن الخصوصية.
وفي الوقت ذاته، يتم تجهيز عدد متزايد من الطائرات بمقصورات اقتصادية متميزة، وسيكون طيران الإمارات أحدث شركة طيران تضيف المقصورة الوسطى، حيث أعلنت عن برنامج مستقبلي يمتد على 18 شهرًا، لتثبيت مقاعد اقتصادية ممتازة بموجبه في 105 طائرة من طراز إيرباص A380 وبوينغ 777.
ستحصل المقصورة الاقتصادية أيضًا على بعض الترقيات التقنية في شكل مقابس USB-C سريعة الشحن، وأنظمة ترفيه على متن الطائرة تتكامل مع تطبيقات الهاتف، ما يسمح للركاب باستخدام سماعات رأس بلوتوث.
وتشمل التحديثات البارزة الأخرى المقاعد المقتصدة المساحة التي تحرك هياكل دعم الركبة بعيدًا عن طريق الأرجل، بحيث يشعر الركاب أن لديهم مساحة أكبر قليلاً على متن الطائرة، حتى لو كانت المقاعد متوازية المسافة.
ومن الغريب أنه مع تقاعد الكثير من الطائرات القديمة أثناء الجائحة، فمن المرجح أكثر من أي وقت مضى أن يسافر الركاب على متن طائرة أحدث مزودة بمزايا ترفيهية أفضل في عام 2022.
وماذا عن المغرب وأمريكا الشمالية.